أحدث الأخبار
الخميس 25 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 41310
مصر والإحصائية المرعبة: حالة طلاق جديدة كل دقيقتين حسب الجهاز المركزي للإحصاء!!
22.12.2020

تقرير إحصائي موجع صادر أخيرا عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أكد أن هناك حالة طلاق جديدة كل دقيقتين في مصر وهو الأمر الذي كان بمثابة جرس إنذار جديد .التقرير اعتبره البعض مؤشرا قويا على بداية انهيار المجتمع،وتفسخه، بضرب استقرار الأسرة اللبنة الأولى في بناء أي مجتمع.آخرون تساءلوا عن الأسباب الحقيقية للظاهرة المرعبة، داعين إلى وضع حلول ناجعة لكيلا يتفاقم الوضع إلى الأسوأ.د.درية شرف الدين وزيرة الإعلام السابقة قالت إن ذلك الرقم( حالة طلاق جديدة فى مصر كل دقيقتين وإحدى عشرة ثانية) أصابها بالذهول.
وأضافت أنها أعادت قراءة الرقم كثيراً لتتأكد من صحته وهو الصادر حديثاً عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء. أى ما يقرب من ثلاثين طلاقاً فى الساعة الواحدة، أى سبعمائة طلاق فى اليوم الواحد، وفى الشهر يتعدى الرقم واحداً وعشرين ألف حالة طلاق فى مصر.وأضافت شرف الدين أن الرقم مؤشر يستحق أن يتوقف عنده محللو البيانات والمتخصصون فى التحليل الاجتماعى والنفسى والإنسانى والاقتصادى بل والسياسى فى مصر،مشيرة إلى أنه رقم من دم ولحم، يخص كائنات إنسانية تتحول العلاقة بينها إلى مواجهات قضائية ومالية قاسية قد تستمر لشهور ولسنوات وربما لا تنتهى، خاصة إذا ما كان هناك أطفال حيارى بين الجانبين.وتابعت شرف الدين قائلة: “كالعادة تصدرت القاهرة رأس القائمة، وحتى الصعيد الذى كان متميزاً بصلابة بنائه الأسرى تخلخل الحال ودخل إلى الحلبة وتصدرت محافظة (قنا) مدنه وقراه.قصص آتية من الريف عن أسباب الطلاق، عن تأثير البطالة بعد تجريف الكثير من الأراضى، عن تدخل الأهل وأعباء الغارمات، عن التعنت فى متطلبات الزواج التى لم يعرفها الريف المصرى من قبل، عن الزحمة فى المدن وأطرافها وما تنتجه من أخلاق غير سوية وأعصاب ملتهبة على الدوام، عن ارتفاع سقف التطلعات بما لا يتناسب مع الدخول المحدودة والمتناقصة، عن مصاريف المدارس والجامعات التى تحوّل معظمها إلى مشروعات تجارية مرهقة التكاليف دون رادع حقيقى من الجهات المختصة حتى أصبح التعليم خارج البلاد أقل كلفة، حتى الانشغال بالموبايل والإنترنت بالصورة المبالغ بها فى المجتمع المصرى ومن كلا الزوجين أصبح من أسباب الطلاق. أما الأسباب القديمة كتعاطى المخدرات والخيانات الزوجية والسرقة والكذب ما زالت قائمة لا نختلف فيها عن مجتمعات كثيرة.”وخلصت شرف الدين إلى أن حالة طلاق فى مصر كل دقيقتين وإحدى عشرة ثانية فقط، رقم مذهل يجب ألا يمر أمامنا مرور الكرام.وتساءلت بأسى: ماذا حدث لنا؟ ماذا حدث للمصريين؟البعض أرجع الزيادات المهولة في عدد حالات الطلاق إلى الأسباب الاقتصادية التي ضربت المجتمع في مقتل، وضاقت صدور الناس، وبلغت قلوبهم الحناجر.الرقم الأعلى في العالم الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية قال إن معدل الطلاق المعلن عنه أخيرا هو المعدل الأعلى على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن 65% من حالات الطلاق تكون في السنة الأولى من الزواج، وهو ما يعرف بـ”الطلاق السريع”، مشيرا إلى أن من بين أسبابه تدخل الأهل، حيث إن هناك حلات طلاق ما بين 28 إلى 32% سببها أن الزوج “ابن أمه” وأنها تتحكم في كل أمور حياته ويكون منقادا لها.وأضاف هندي أن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق سوء الاختيار وعدم وجود توافق في الفكر والميول والعمر والاتجاهات والطبقة الاجتماعية والتعليم، مما يحدث تصادما بعد الزواج، حيث إن عدد المطلقات في مصر تخطى 2.5 مليون مطلقة، بسبب عدم الفهم الصحيح للزواج ومعنى العيلة، مشيرا إلى أن الأغلب يتزوج إما لإشباع غريزة أو عاطفة أو واجهة اجتماعية، فضلا عن صراع القوة في العام الأول من الزواج، فكل فرد يريد فرض سيطرته على الآخر دون تقبله واستيعابه.وأشار استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، إلى أن أغلب الأجيال الجديدة ليس لديهم توازن انفعالي أوتحمل لمسؤوليات الحياة، نتيجة أن كل طلباتهم تكون متاحة ومجابة، فضلا عن ثقافة الـ”تيك أواي” التي يعيشها المجتمع المصري حبًا في التغيير، جعلتهم يشعرون بالملل من العيشة ، إضافة إلى الجهل بإحكام الطلاق ومشروعيته وآدابه وطرقه الصحيحه ومراحله والدوافع والشكل الديني والقيمي الذي يجهله الكثير، كما أن الضرب والعنف من أهم الأسباب، حيث ثبت بالإحصائيات أن المرأة المصرية الاولى عالميًا في ضرب الأزواج بنسبة 30% من واقع المحاضر المتواجدة بأقسام الشرطة.توجهنا إلى عدد من الشباب، وسألناهم عن أسباب زيادة حالات الطلاق، فقال بعضهم: من أسباب انتشار الطلاق فى مصر انتشار مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث ساعدت على تكوين فجوة بين الزوجين لانشغال كل منهما فى التواصل مع أصدقائه فأصبحت لغة الحوار بينهما منعدمة، وبالتالى زاد سوء التفاهم الذى أدى للطلاق.


1