أحدث الأخبار
الجمعة 03 أيار/مايو 2024
1 2 3 41311
سعودي يحتفي بخياطة الملابس منذ نصف قرن!!
12.02.2024

نجران (السعودية) - يفوح من أرجاء دكانه الصغير عبق الماضي وتتراقص فيه الخيوط الملونة بأناقة وجمال لتروي قصة عشق للمهنة امتدت لأكثر من خمسين عاما في خياطة الملابس التراثية في مدينة نجران (جنوب غرب السعودية).ويجلس علي بن محمد آل عبدالله الملقب بـ"بن سروان" في دكانه في حي أبا السعود بجوار قصر الإمارة التاريخي، ويخيط بيديه الماهرتين اللتين أثرت فيهما السنوات شكلا ولم تؤثر فيهما مضمونا ويختصر بهما كل الحكاية، ويتلمس قماش الكتان الذي يوشك أن يكون تحفة فنية في تصميم أزياء تجسد التراث الأصيل. وفي كل لفة من القماش الملون، يحكي بن سروان قصةً من قصص الثقافة المحلية، بمنتهى الإحساس والرقة والإبداع مترجما حب الموروث والوطن والانتماء.وقال بن سروان لوكالة الأنباء السعودية (واس) لقد ورثت هذه المهنة الغالية من أبي وهو ورثها عن أبيه، وقمت بخياطة أول ثوب تراثي وأنا في الخامسة عشرة من عمري، وذلك بشكل يدوي وتابع، وقد لمعت عيناه من خلف نظارته، لقد كان لي ما يشابه العلامة التجارية، حيث اشتهرت صناعتي في خياطة الملابس بمسمّى “دقة بن سروان” في أسواق المنطقة وخارجها، كان هذا داعي فخر لي وتغنى بها شاعر مشهور بالمنطقة قائلا: "ودي بثوب ألبسه من دق بن سروان من زين تفصيله ومنقوش وراه". ويرى مهدي صالح، وهو أحد العملاء الدائمين الذين يحرصون على شراء الملبوسات الشعبية، أن هذه المهنة جزء من الحفاظ على الهوية الوطنية وتُعزّز الشعور بالانتماء إلى المجتمع والثقافة، وخير تعبير عن القيم والتقاليد.واعتبر المواطن علي محمد مشيرا إلى مشهد الأزياء الشعبية المعلقة في أرجاء المحل، أن هذا ما نفتخر ونفاخر به ويجب علينا أن نعلم الأجيال الشابة ونغرس فيها حب الموروث ولبس ملابس الآباء والأجداد في المناسبات والاحتفالات لكي يعلموها للأجيال من بعدهم. ويتميز أسلوب علي بن محمد آل عبدالله في الخياطة بمبادئ فنية دقيقة من خلال تناسق الألوان وهندسة الأشكال وكذلك النوع المناسب للقماش وما الذي يحتاجه من إضافة بعض التفاصيل إليه.وواكب بن سروان زمن التكنولوجيا والتطور السريع، إذ استعان بالأدوات الحديثة في مجال الخياطة، ويشارك منذ أكثر من 25 عاما في المهرجانات الوطنية والاحتفالات الرسمية مستعرضا إنتاجه الجميل من الثياب والأزياء النجرانية التي كانت تلبس منذ مئات السنين بالمنطقة في كل محفل، ولتبقى خياطة الأزياء التراثية ورشة مستمرة للحفاظ على الموروث وتمسكا بالجذور والهوية. إنها رحلة إبداعية للملابس التراثية تصنع الجمال في حياة كل من يرتديها.


1