أحدث الأخبار
الجمعة 19 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 45232
لندن : بدء انتخابات بريطانيا المبكرة.. ما حظوظ جونسون والمعارضة؟!
12.12.2019

توجه البريطانيون، صباح اليوم الخميس، إلى صناديق الاقتراع لاختيار نوابهم في انتخابات تشريعية مبكرة، تحمل في أجندتها خيار الخروج من الاتحاد الأوروبي أو خيار تنظيم استفتاء جديد حول "بريكست".وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 7:00 صباحاً بتوقيت غرينيتش، على أن يستمر التصويت حتى الساعة 22:00، في بلد يراوح في مأزق "بريكست" منذ تصويته بنسبة 52% للخروج من الكتلة الأوروبية.وكانت الانتخابات التشريعية المبكرة الثالثة خلال أربع سنوات أحد أهداف رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون، والذي يأمل في الحصول على الغالبية المطلقة التي يفتقر إليها للخروج من هذه المسألة التي تثير انقساماً واضحاً في المملكة المتحدة.وتختلف استطلاعات الرأي؛ حيث يبدي بعضها تقدماً للمحافظين، في حين أشارت أخرى، أمس الأربعاء، إلى تقدم حزب العمال برئاسة جيريمي كوربن، لتتحدث استطلاعات ثالثة عن اشتداد المنافسة بين الجانبين.وأشار آخر استطلاع للرأي نشره معهد "يوغوف" في وقت متأخر الثلاثاء إلى تصدر المحافظين نوايا الأصوات متوقعاً حصولهم على غالبية مطلقة من 339 مقعداً، لكن هامش الخطأ، فضلاً عن احتمال اختيار الناخبين التصويت المجدي، وصعود حزب العمال في الفترة الأخيرة، كلها عوامل قد تقود إلى برلمان بلا غالبية مثل العام 2017.وقال مدير البحث السياسي في "يوغوف"، كريس كورتيس، متحدثاً لوكالة "فرانس برس": "الناخبون أكثر تقلباً من أي وقت مضى".ويرى أن نتيجة المحافظين ستتوقف إلى حد بعيد على قدرتهم على اجتذاب ناخبي الدوائر التي تصوت تقليدياً للعماليين في وسط إنكلترا وشمالها، غير أنها مؤيدة لبريكست.وينبغي النظر إلى نتائج الأحزاب الصغيرة مثل الليبراليين الديمقراطيين والقوميين الاسكتلنديين، التي قد تنتزع من المحافظين والعماليين على السواء بعض المقاعد، غير أن ذلك لن يكون كافياً للتأثير على نتائج الحزبين الرئيسيين.وقد تثني الأمطار الغزيرة المتوقعة الخميس، وصولاً إلى هطول ثلوج في شمال البلاد، العديد من الناخبين عن الخروج للإدلاء بأصواتهم من أجل اختيار نواب مجلس العموم الـ 650 في انتخابات تجري وفق نظام الدائرة الفردية بدورة واحدة.وقبيل بدء الانتخابات قال جونسون: "دعونا نحقق بريكست!"، مردداً هذه اللازمة طوال حملة انتخابية ينقصها الحماس.وقال جونسون الذي شغل رئيس بلدية لندن سابقاً وحقق طموح حياته السياسية بتوليه رئاسة الحكومة على الرغم من هفواته الكثيرة: "امنحوني غالبية وسأنهي ما بدأناه؛ ما أمرتمونا بتنفيذه قبل ثلاث سنوات ونصف".وأردف موجهاً كلامه إلى الناخبين المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي: "تصوروا كم سيكون رائعاً أن نجلس حول حبشة عيد الميلاد، وقد حسمنا مسألة بريكست".وقال جونسون الذي اتهم بالاستغلال السياسي بعد الاعتداء الدامي على جسر لندن في نهاية نوفمبر، إنه سيتمكن أخيراً من معالجة "أولويات" الناس، وفي طليعتها الصحة والأمن.ويعتزم جونسون في حال فوزه طرح اتفاق الطلاق الذي تفاوض بشأنه مع بروكسل على البرلمان قبل عيد الميلاد؛ بهدف تنفيذ بريكست في موعده المحدد في 31 يناير.وفي أكثر من مرة قال ممازحاً: "الاتفاق جاهز، عليكم فقط خبزه". وتختلف نبرة المعارضة التي يقودها العماليون عن التي ينتهجها جونسون، حيث تتصف بأنها أكثر هدوءاً وتحفظاً، وفي إطار ذلك وعد زعيمها، جيريمي كوربن، بـ"تغيير حقيقي" بعد نحو عقد من حكم المحافظين، في تجمع أخير عقده مساء الأربعاء في لندن.ويتضمن برنامج "كوربن" عمليات تأميم لبعض القطاعات واستثمارات مكثفة، ولا سيما في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (إن إتش إس) التي أضعفتها سنوات من التقشف.ويراهن الزعيم العمالي على هذه المسألة التي تعتبر من أولى مواضيع اهتمام الناخبين، فاتهم المحافظين بأنهم يعتزمون بعد "بريكست" بيع هذه الهيئة، التي تقدم خدمات مجانية والتي تلقى تقديراً كبيراً من البريطانيين، لشركات أمريكية.وأعلن جيريمي، مختتماً حملة واجه فيها اتهامات بعدم التحرك حيال معاداة السامية داخل حزبه قائلاً: "الخيار المطروح أمامكم، أنتم شعب هذا البلد، وهو خيار تاريخي حقاً".وفيما يخص بريكست أبقى كوربن على موقف ملتبس حياله، فوعد في حال فوزه بالتفاوض مع الأوروبيين بشأن اتفاق جديد أكثر مراعاة لحقوق العمال، يطرحه في استفتاء يكون البديل فيه البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، على أن يبقى هو نفسه "حيادياً".!!

1