أحدث الأخبار
الجمعة 19 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 45232
عودة فنان يهودي فرنسي مولود في الجزائر لمسقط رأسه تثير جدلاً سياسياً!!
04.02.2023

أحدثت الزيارة المفاجئة للفنان الفرنسي الشهير، ذي الأصول اليهودية، باتريك برويال، لمسقط رأسه بتلمسان، في أقصى غرب الجزائر، جدلاً سياسياً، إذ اعتبر البعض مجيئه مخالفاً للتوجه الرسمي الرافض بشدة للتطبيع، خاصة أن هذا الفنان معروف بدعمه للكيان الصهيوني.وظهر برويال رفقة والدته أوغستا، أمس، في تلمسان، وهي إحدى أكبر الحواضر الجزائرية، أمام البيت الذي ولد فيه، مستعيداً ذكريات طفولته التي بالكاد يتذكرها كونه كان صغيراً جداً لما غادر وعائلته الجزائر قبل الاستقلال. كما زار الفنان بعض معالم المدينة، ووجد ترحاباً رسمياً، حيث أحضر له بعض الأطفال بالزي التلمساني التقليدي قدموا له التحية وأنشدوا له بعض الأغاني.وقبل أسابيع، وثّق برويال أمنيته في العودة للمدينة التي ولد فيها بتاريخ 14 مايو/أيار من عام 1959، في أغنية بعنوان “سأعود”، والتي تقول في مطلعها: “ستهبط الطائرة قريبًا، تخفي دموعك بابتسامة. كم كان عمري؟ بالكاد ثلاث سنوات. وها نحن في تلمسان”.وقال الفنان في تصريح لقناة “فرانس 2″: “صدفةً، حين كنت أكتب كلمات الأغنية تلقيت مكالمة هاتفية تخبرني أن السلطات الجزائرية سمحت لي أن أعود إلى الجزائر مع والدتي”.لكن هذه الزيارة المباغتة لم تمر في الجزائر دون إحداث ضجة كبيرة، خصوصاً من جانب التيار المحافظ الذي يرى في مثل هذه الخطوات، محاولة لجر البلاد بطريقة ناعمة نحو التطبيع الذي ترفضه.وبرز عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، التي تمثل المعارضة في البرلمان، في مقدمة الرافضين للزيارة، حيث كتب تدوينة على صفحته الرسمية على فيسبوك، تساءل فيها بالقول: “ما الذي حدث؟ هذا المغني الصهيوني الذي شارك في حفلات عديدة لجمع الأموال لصالح الكيان، ولا يتوقف عن دعم المجرمين، قتلة النساء والأطفال الفلسطينيين، صديق ناشر الفتن في العالم العربي برنار هنري ليفي، يُستقبل في تلمسان بحفاوة وتحت الأضواء”.وذكر مقري أن هذا الصهيوني الذي اسمه الحقيقي باتريك بن قيقي، لا يقبل أي ضغط على دولة الكيان، فقد احتج علانية سنة 2017 في برنامج على القناة الفرنسية كنال+، على قرار مجلس الأمن ضد التوسع الاستيطاني رقم 2334 المعتمد في 23 كانون الأول/ديسمبر، 2016 ولام باراك أوباما، الذي دعم القرار آنذاك قائلاً عنه: “ما كان على أوباما أن يتخذ هذا الموقف وهو يغادر البيت الأبيض”.وأضاف: “هذا المغني المتخصص في لعب وتنظيم مقابلات القمار الورقي، ورئيس لجنة التحكيم لملكة جمال فرنسا سنة 2015، اتُّهم بدعم جيش الاحتلال وجمع المال له. ورغم محاولاته التنصل من دعم السلاح الصهيوني (مع تمسكه بالدعم المطلق للكيان) فقد شهد قادة منظمة يهودية فرنسية داعمة لجيش الكيان “أنهم كانوا حاضرين أثناء تسليمه مبالغ مالية لشراء معدات لجيش الاحتلال، وأنه مجرد كاذب ومنافق يخشى خسارة متابعيه العرب كمغن”.وتحسر رئيس مجتمع السلم، قائلاً: “والله لقد أخذنا عن غرة، وإلا كنا سنؤسس ضده تنسيقية لمناهضة التطبيع، كما عملنا سنة 2000 في قضية أنريكو ماسياس حين دعاه بوتفليقة لزيارة قسنطينة، وكان ينوي الغناء في المكان الذي أعدمت فيه جبهة التحرير صهره “ريمون” رداً على تواطؤه مع جيش الاحتلال وغدره بالمجاهدين”، معتبراً أن هذا اليهودي الذي يزور تلمسان الآن ليس يهودياً عادياً، إنه داعم للاحتلال، وهو مثل، أو أكثر دعماً لجيش الاحتلال، من أنريكو ماسياس”.وفي خضم ذلك، هناك من رأى زيارة برويال عادية ولا تستحق هذا الصخب. وكتب موقع “الحراك الإخباري”، أن هناك فرقاً واضحاً بين برويال وأنريكو ماسياس، مثلما هو الفرق بين اليهودية التي يمثلها الأول، والصهيونية الداعمة لإسرائيل التي يعبر عنها الثاني. وذكر الموقع في مقال رأي له: “بمقارنة بسيطة بين الرجلين نجد أن ماسياس صهيوني يفتخر بصهيونيته وقربه من إسرائيل، بل وظهر أكثر من مرة في مظاهرات ووقفات في باريس داعمة للكيان الصهيوني ومفتخراً بقتل أطفال فلسطين، بينما حرص باتريك برويال سنة 2014 على نفي وإنكار أي علاقة له بجيش الاحتلال الصهيوني، عندما لاحقته إشاعات تقول إنه تبرع لجيش الكيان”.ويأتي هذا الجدل استمراراً للضجة التي أحدثها خبر مرافقة كبير حاخامات فرنسا حاييم كورسيا للرئيس إيمانويل ماكرون في زيارته إلى الجزائر في أغسطس/آب الماضي، والذي سقط اسمه من قائمة الوفد في آخر لحظة، بمبرر إصابته بفيروس كورونا، وذلك بعد أن طالبت أحزاب جزائرية صراحة بمنع دخوله للبلاد، بسبب مواقفه المؤيدة لإسرائيل والصهيونية.وقبل أن يتقرر عدم مجيئه، كان كورسيا قد ادّعى، في حوار له مع “فرانس 24″، أن “هناك العديد من الجهات التي بدأت فعلاً تعمل وتنشط من أجل التقارب بين الجالية اليهودية التي كانت تعيش في الجزائر ووطنها الأصلي”. وذكر أن “لديه شخصياً قناعة كبيرة بأن السلطات الجزائرية تعمل هي الأخرى في هذا الاتجاه، ومن أجل تصالح الذاكرة والسماح ليهود الجزائر بالعودة إلى وطنهم الأصلي لرؤية الأنوار التي عرفوها خلال طفولتهم، ولكي يشموا من جديد الروائح التي دفنوها داخل قلوبهم وذاكرتهم خلال سنوات عديدة”.

1