أحدث الأخبار
السبت 20 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 41121
الريح الساخنة تحرق أحلام مزارعي الأرز في بنغلادش!!
03.06.2021

كيشوريجانغ (بنغلادش)- يقف شفيق الإسلام تالوكر في حقله في شمال شرق بنغلادش، وهو يحمل حفنة من القش دون حبوب أرز.
وأوضح المزارع البالغ من العمر 45 عاما من منطقة كيشوريجانغ أن يومين من الريح الساخنة المفاجئة والمكثفة التي اجتاحت البلاد في أبريل أديا إلى تعطيل نمو الأرز، مما أدى إلى تدمير المحصول الذي كان من المفترض أن يعيل به أسرته على مدار العام.
وقال والدموع في عينيه “حدث الشيء نفسه للحقل المجاور لي. انتهى محصول أحلامي. لا أستطيع التفكير في كيفية إعالة الأسرة لمدة عام كامل. استثمرت مدخراتي وزرعت خمسة هكتارات من الأرز عالي الجودة. وانتهى كل شيء الآن”.
أدى الإجهاد الحراري الناجم عن مزيج من درجات الحرارة المرتفعة وانخفاض هطول الأمطار وانخفاض الرطوبة إلى تدمير آلاف الهكتارات من المحاصيل في منطقة زراعة الأرز الرئيسية في بنغلادش هذا الربيع، حيث حذر خبراء المناخ من أن هذه الظاهرة قد تهدد الإمدادات الغذائية.وتأثرت أكثر من 36 منطقة عندما وصلت درجات الحرارة إلى 36 درجة مئوية لمدة يومين متتاليين في أوائل أبريل، وفقا لمعهد أبحاث الأرز في بنغلادش.
وبلغ متوسط درجة الحرارة القصوى لشهر أبريل في بنغلادش حوالي 33 درجة مئوية، وفقا لإدارة الأرصاد الجوية في البلاد.ولئن تأثرت المحاصيل الأخرى، بما في ذلك الذرة والفول السوداني والموز، فإن أرقام دائرة الإرشاد الزراعي تظهر أن الأرز هو الأكثر تضررا.
ووفقا للبيانات تدمّر أكثر من 68 ألف هكتار من الأرز إما جزئيا أو كليا على مدار يومين، مما أثر على أكثر من 300 ألف مزارع وأدى إلى خسائر تقدر بنحو 3.3 مليار تاكا بنغلادشي (39 مليون دولار).
وتواجه بنغلادش بالفعل طقسا قاسيا بشكل متزايد، بما في ذلك الجفاف والفيضانات والعواصف. ولكنها شهدت الشهر الماضي أكثر الصدمات الحرارية تدميرا منذ أن شرع معهد أبحاث الأرز ببنغلادش في الاحتفاظ بالسجلات سنة 2012.
وقال نزمول باري، خبير الحشرات في المعهد، إن الإجهاد الحراري مشكلة جديدة إلى حد ما بالنسبة إلى المزارعين البنغاليين.وأضاف “لم تكن هناك صدمة حرارية ملحوظة قبل 2012″، مشيرا إلى أن أول حادثة مسجلة أثرت على المحاصيل في أربع مناطق فقط.
وقال باري إن حرارة أبريل الماضي كانت الأسوأ حتى الآن؛ فقد “كانت درجة الحرارة ترتفع يوما بعد يوم ولم يكن هناك الكثير من الأمطار. لذلك كانت الرطوبة في الهواء منخفضة جدا. وهذا هو السبب الرئيسي لهذه الصدمة الحرارية الهائلة”.وقال روميج أودين، أستاذ الهندسة الزراعية في جامعة بنغلادش الزراعية، إن “إجهاد المحاصيل الحراري مرتبط ارتباطا مباشرا بالاحترار العالمي وإن الأرز معرض لدرجات الحرارة المرتفعة بشكل خاص”.
وأوضح أودين أن ما حدث في أبريل أضرّ بالنباتات خلال مرحلة الإزهار، حيث مرت نباتات الأرز بمرحلة التلقيح الذاتي، وهو ما قطع دورة التكاثر الطبيعية. وقال إن “درجة الحرارة مهمة جدا للتلقيح ودرجات الحرارة المرتفعة خلال هذه المرحلة قد تسبب العقم”.وفي مهرجان الأرز السنوي لم تكن هناك ابتسامات على وجوه المزارعين هذا العام، وتحدثوا عن تدمير المحاصيل.وقال هلال ميا، وهو مزارع من قرية بالاببور فقد أربعة هكتارات من الأرز بسبب ارتفاع درجة الحرارة، “لم أر مثل هذا الهواء الساخن خلال 60 سنة من حياتي… لقد اقترضت أموالا لزراعة الأرز. كيف يمكنني سداد القرض الآن؟ كيف يمكنني أن أعيل زوجتي وأولادي على مدار السنة؟ لا يمكنني أن أرى أي شيء سوى الظلام أمام عيني”.الإجهاد الحراري أدى إلى تدمير آلاف الهكتارات من المحاصيل في منطقة زراعة الأرز الرئيسية في بنغلادش هذا الربيعويحذر خبراء المناخ من أنه إذا استمرت بنغلادش في مواجهة نوبات من الإجهاد الحراري فقد تواجه نقصا في الغذاء
.ويعاني حوالي ربع سكان البلاد البالغ عددهم 160 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي، مما يعني أنهم لا يتمتعون بإمكانية كافية أو مؤكدة للحصول على طعام مغذٍ وآمن، وفقا لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.وقال سليم الحق، مدير المركز الدولي لتغير المناخ والتنمية ومقره العاصمة دكا، “علينا أن نولي صدمة الحر المزيد من الاهتمام”.وتوقع الحق أنه إذا استمرت حالات الإجهاد الحراري فقد تؤدي إلى انخفاض إجمالي في إنتاج الأرز هذا العام بنسبة 20 في المئة.ويقول هوك وخبراء زراعيون آخرون إنه “إلى جانب التأكد من أن محاصيل الأرز تُروى بشكل كافٍ فإن أفضل طريقة لتقليل آثار الإجهاد الحراري تكمن في تشجيع المزارعين على زراعة أصناف أرز أكثر مقاومة للحرارة”.وقال سازادور الرحمن، المسؤول العلمي الرئيسي لقسم فسيولوجيا النباتات في معهد أبحاث الأرز في بنغلادش، إن “المعهد يطور أنواعا جديدة يمكنها تحمل الحرارة وتبدو النتائج الأولية جيدة”.وأكّد أن المعهد “ينتج منتوجا جيدا وسريع الإنتاج. وستكون خطوط أنواع الأرز التي طورناها قادرة على تحمل ما يصل إلى 38 درجة مئوية من درجة حرارة النهار… قد تؤثر الصدمة الحرارية على أمننا الغذائي، لكننا نحاول منع هذه الكارثة”.

1