أحدث الأخبار
الثلاثاء 19 آذار/مارس 2024
1 2 3 41120
اصطياد الثعابين في بانكوك أخطر مهمات رجال الإطفاء !!
14.03.2020

بانكوك - على الرغم من خطورة مهام إطفاء الحرائق، فإن رجال الإطفاء في العاصمة التايلاندية يكلفون بالقيام بمهام لا تقل خطورة وهي اصطياد الثعابين.
وقال فينيو فوكبينيو، وهو رجل إطفاء يعمل في بانكوك، ويقوم حاليا بتدريب زملائه على فن التعامل مع الثعابين، “كنت في السابق أخشى الثعابين، ولكن أصبح اصطيادها جزءا من مهامي الوظيفية الآن”.
وأوضح فوكبينيو (50 عاما) أن عام 2019 شهد حوالي 33 ألف بلاغ من المواطنين في بانكوك عن وجود ثعبان بالقرب منهم وهناك مصاعب للتخلص منه، مشيرا إلى أنه بالمقارنة كان عدد البلاغات عن نشوب حرائق يحسب بالمئات فقط.
وأكد التايلاندي ثيرات نافافيفاتساكول أن فوكبينيو سارع إلى إنقاذه نحو عشر مرات حتى الآن، حيث أن الثعابين تغزو الفناء الخلفي لمنزله باستمرار.
ويتذكر ثيرات أن آخر مرة جاء فيها فوكبينيو، كانت لنجدته من أفعى كبيرة زحفت داخل حظيرة منزله والتهمت دجاجتين.
وفي إحدى المرات دخلت حية صغيرة خضراء اللون لها عينان كبيرتان، من النوع الذي يستطيع أن يستشعر وجود فريسته عن طريق درجة حرارة جسمها، إلى ملعب أطفاله، وكانت الحية قد انتهت من التهام ثعبان وليد، واستطاع ثيرات أن يلتقط صورة لمشهد الالتهام.
وفتح فوكبينيو قفلا بلاستيكيا، ودون جهد وضع باحتراس الحية داخل جرة وهو يبتسم طوال العملية، ويقول “إنني عادة أستخدم فقط يديّ لاصطياد الثعابين ولا أستخدم أي أدوات، وهذه الطريقة تجعلني أستشعر الثعبان بشكل أفضل”.
وبعد انتهاء العملية يطلب فوكبينيو من ثيرات أن يريه صورة الثعبان الذي يلتهم ويتغذى على أحد أنواع فصيلته، ويضع رجل الإطفاء الصورة في وقت لاحق على صفحته على فيسبوك التي تضم تسعة آلاف متابع. وكتب تحت الصورة “حسنا، لقد كنت فعلا أشعر بجوع شديد”.
وأوضح فوكبينيو أن الثعابين تزحف إلى منزل ثيرات بشكل منتظم لأنه يجاور أرضا زراعية مليئة بالنباتات التي تعد مأوى للثعابين.
وأضاف أن “الثعابين تعيش في هذه النوعية من المناطق، والسبب الرئيسي لدخولها منازل الناس هو البحث عن الطعام”.
وأشار فوكبينيو الذي يصطاد حوالي 200 ثعبان سنويا، إلى أنه من الطبيعي أن نجد كل هذا العدد الكبير من الثعابين في العاصمة التايلاندية، لأن الناس يبنون منازلهم فوق الأراضي التي كانت في العادة موطنا لهذه المخلوقات الزاحفة.
وبالعودة إلى مركز الإطفاء الذي يعمل به، نجد أن فوكبينيو يحتفظ بالعشرات من الثعابين داخل أقفاص وعلب وحاويات، ويقول إنه يستخدم هذه الثعابين في تدريب رجال الإطفاء الآخرين على كيفية التعامل معها.
وأوضح أن “التعامل مع الثعابين يقوم أساسا على توفير السلامة سواء لهذه الزواحف أو لنا، وأول عنصر ينبغي مراعاته هو كيفية تجنب العض، ولتحقيق السلامة عليك أن تعلم نفسك وتتعرف على الفروق بين كل نوع من هذه الزواحف”.
وفي حالة مقابلة ثعبان الكوبرا يحدق فوكبينيو في عينيه مباشرة، وبالنسبة للثعابين الأقل خطورة مثل ثعبان شعاع الشمس الذي يتميز بجلده الساطع، فعليه فقط أن يغسل يديه قبل الإمساك به للتأكد من أنها لا تحمل رائحة الطعام وعندها يضمن أن لا يتلقى عضة منه.
ويتم إرسال الثعابين التي يصطادها رجال الإطفاء في وقت لاحق إلى هيئة المتنزهات الوطنية ومحميات الحياة البرية والنباتية، التي تقوم بتصنيفها لتحديد ما إذا كان من الواجب إطلاق سراحها، وإذا كان الحال كذلك فعليها تحديد المكان الذي سيتم إطلاقها فيه.
الثعابين التي يصطادها رجال الإطفاء ترسل إلى هيئة المتنزهات الوطنية ومحميات الحياة البرية والنباتية، التي تصنفها لتحديد ما إذا كان من الواجب إطلاقهاالثعابين التي يصطادها رجال الإطفاء ترسل إلى هيئة المتنزهات الوطنية ومحميات الحياة البرية والنباتية، التي تصنفها لتحديد ما إذا كان من الواجب إطلاقها
وتوجد ندبة كبيرة في إبهام فوكبينيو بيده اليمنى يقول إنها من أثر عضة “ملك الكوبرا” وأطلق هذا الاسم عليه نظرا لكبر حجمه، وأدت العضة إلى تلقيه العلاج بمستشفى قرابة شهرين حيث أجريت له عدة عمليات جراحية، ويشير إلى أن هذه النوعية من الثعابين تعد واحدة من الأكثر سمية، وقام الكوبرا بعضه عندما كان يقوم بإعادته إلى جرته بعد أن شرح لزملائه كيفية التعامل معه.
ويضيف أن هذا الحادث يعد “نموذجا لعوامل الخطورة الأخرى التي تتضمنها عملية التعامل مع الثعابين، وفي هذه الحالة عندما يكون هناك عدد كبير من الناس حول الثعبان، أو عندما يكون الطقس حارا يمكن أن يكون ذلك نذيرا للخطر بالنسبة لنا، ويتعين علينا توخي الحذر”.
ويوجه فوكبينيو النصح لأي شخص يقابل ثعبانا في البرية بأن يقف ساكنا وأن يتقهقر إلى الوراء ببطء قبل أن يستدير مبتعدا، ويشدد على عدم محاولة الأشخاص غير المدربين اصطياد ثعابين سامة بمفردهم.
وأضاف أنه أصبح معتادا على هذه الزواحف، ومع ذلك لا يزال يخشاها، قائلا “أنا ألفت الثعابين الآن، ولكن يستحسن أن يكون لدينا قدر من الخوف لكي يذكرنا بأنه لا تزال ثمة مخاوف خفية عندما يتعلق الأمر بالثعابين، ذلك لأنك لا تستطيع الوثوقبها”.!!

1