أحدث الأخبار
الثلاثاء 16 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 47276
مزارعو غزة يواجهون حربا جديدة.. الاحتلال يكرر إغراق الأراضي بمياه السدود ويرش مبيدات تتلف المزروعات !!
19.01.2020

لم يكن مزارعو حدود غزة الشرقية قد أنهوا أعمال الإصلاح في أراضيهم المدمرة، وحصر أضرارهم التي خلفتها مياه السدود، التي فتحتها سلطات الاحتلال مرتين الأسبوع الماضي، حتى استفاقوا على عملية إغراق جديدة، قامت بها سلطات الاحتلال، لتزيد من حجم خسائرهم المادية، بشكل يجعل تعويضها هذا الموسم ضربا من المستحيل.وطغت مياه السدود التي تحجب مياه الأمطار على الأراضي والحقول الزراعية الواقعة شرق مدينة غزة، في حادثة تكررت ثلاث مرات خلال أسبوع، حين أعادت سلطات الاحتلال فتح تلك السدود صبيحة السبت، لتزيد من حجم الخسائر، وتدمر بشكل أكبر البنى التحتية للأراضي الزراعية، والخاصة بشبكات الري ومناطق تخزين الأسمدة، وغيرها من المستلزمات الزراعية.لا تزال تلك المياه تغمر أراضي المزارعين بأكثر من نصف متر ارتفاعا، في مشهد حول تلك المساحات الواسعة من الأراضي الزراعية الخضراء إلى أشبه ببحيرة مياهولا تزال تلك المياه تغمر أراضي المزارعين بأكثر من نصف متر ارتفاعا، في مشهد حول تلك المساحات الواسعة من الأراضي الزراعية الخضراء، التي كانت مزروعة بخضروات موسمية، إلى أشبه ببحيرة مياه، حتى أن الوصول إلى بعض تلك الأراضي الزراعية بات مستحيلا، حتى عبر الجرارات الزراعية.وقد أعلنت وزارة الزراعة في قطاع غزة أن الاحتلال فتح السدود وعبارات مياه الأمطار، في المنطقة القريبة من شرقي مدينة غزة، للمرة الثالثة خلال أسبوع.وقالت إن سلطات الاحتلال تعمدت فتح سدود تجمّع مياه الأمطار باتجاه أراضي المزارعين شرقي حيّ الشجاعية، المزروعة بمحاصيل الشعير والقمح والملفوف والبازيلاء، وغيرها.ولم تقيم بعد الخسائر الجديدة التي خلقها فتح السدود المائية من جديد، لكن مزارعي الحدود يؤكدون أنه سيصعب عليهم تعويض خسائرهم المالية، حتى لو تمكنوا من زراعة الأرض في باقي أوقات العام، خاصة أن مياه السدود أحدثت دمارا كبيرا، من خلال تدمير المزروعات وجرف التربة الخصبة بما فيها الأسمدة.وبات المزارعون يحتاجون أشهرا، في حال جفت المياه، من أجل كسوة تلك الأراضي باللون الأخضر من جديد، خاصة أنه سيصعب عليهم اللحاق من جديد بالموسم الزراعي الحالي، الخاص بالعديد من الخضروات والمزروعات الموسمية.
ويقول عبد الكريم حبيب، أحد المزارعين المتضررين، إن المياه أغرقت 12 دونما زراعيا يقوم بزراعتها بمحاصيل الزهرة والملفوف والفول واللفت، والتي تعّد مصدر الدخل الوحيد له ولأسرته المكونة من ثمانية أفراد، واصفا ما حدث معه بـ”الكارثة”.
كذلك قال مزارعون يملكون حقولا ملاصقة للأرض التي يملكها حبيب، خلال جولة نظمت للصحافيين للاطلاع على حجم الخسائر، إنهم بسبب مياه السدود، خسروا الموسمين الحالي والقادم حيث تحتاج الأراضي لحوالي ثلاثة أشهر أخرى ليتمكنوا من إعادة زراعتها، كما أعربوا عن خشيتهم من إعادة فتح السدود مرات أخرى حيث يمكن أن تطول الفترة الزمنية لعودتهم إلى العمل في الزراعة.وكانت وزارة الزراعة أشارت إلى أن عملية فتح السدود الأولى والثانية أتت على 1000 دونم من الأراضي الواقعة شرق مدينة غزة وشمال القطاع، لافتا إلى أن العملية كبدت المزارعين خسائر مالية قيمتها 500 ألف دولار أمريكي.يشار إلى أن الأسبوع الماضي شهد أيضا قيام طائرات إسرائيلية برش مبيدات حشرية فتاكة على الحقول الزراعية الواقعة شرق القطاع، وأسفرت الحادثة عن إحداث خراب وتلف مباشر في المزروعات. وفي هذا الشأن فندت وزارة الزراعة ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي، بشأن رش المبيدات الضارة، وذكرت في بيان لها أن المعلومات التي نشرها الاحتلال والمتعلقة برش المبيدات “تحمل معلومات مغلوطة، وأن جميع المعلومات فيها غير صحيحة ولا تمت للواقع بشيء”.وأكدت أن الاحتلال يبرر “جريمة رش المبيدات الضارة”، والتي كبدت المزارعين خسائر فادحة، وذلك نتيجة للضرر المتعمد الذي يلحقه الاحتلال بحقولهم، وأكدت أن الاحتلال يتعمد رش المبيدات في فترة الصباح وحين تكون الرياح متجهة من الشرق إلى الغرب لتضمن وصول جميع المبيدات إلى أراضي القطاع، لافتة إلى أن المنطقة المستهدفة تزيد مساحتها عن 25% من مساحة الأراضي الزراعية في غزة، وهو ما يعني أنه يمثل تهديدا مباشرا وخطيرا على الأمن الغذائي في القطاع.وبالعادة يدعي الاحتلال أن الهدف من وراء رش المبيدات قتل الحشرات التي تضر بالحقوق الزراعية، غير أن تعمده رش المناطق الواقعة داخل حدود القطاع يثبت أن الهدف من العملية تخريب مزروعات الفلسطينيين، حيث نشرت وزارة الزراعة صورة تظهر تضرر المزروعات بعد عملية الرش هذه.من جهته كان الناطق باسم حماس، عبد اللطيف القانوع، قال إن الاعتداء المتكرر من قبل الاحتلال الإسرائيلي على ممتلكات المزارعين وإتلاف محاصيلهم يعد “شكلا من أشكال العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا”، لافتا إلى أنه يبرهن على “همجية الاحتلال وغطرسته، وهو انتهاك صارخ لكل القوانين الإنسانية والأعراف الدولية”.وطالبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بتحمل مسؤولياتها في “وقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار الظالم عن القطاع، وحماية المزارعين الفلسطينيين، وإجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع لمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي”.!!

1