أحدث الأخبار
الجمعة 29 آذار/مارس 2024
1 2 3 47239
المطران عطا الله حنا: الشعب الفلسطيني كالزيتون يرمز للسلام وجذوره عميقة في وطنه وأقوى من قوى الشر !!
16.02.2020

قال المطران عطا الله حنا خلال استقبال وفد أمريكي، أمس، إن الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين يرفضون سياسة تهميشهم وإضعاف وجودهم في المدينة المقدسة، فهم ليسوا ضيوفا عند أحد، كما أنهم ليسوا عابري سبيل، موضحا أن مدينة القدس لها طابعها الخاص وهي مدينة تختلف عن أية مدينة أخرى في هذا العالم، فهي المدينة المقدسة التي لها مكانتها السامية في الديانات التوحيدية الإبراهيمية الثلاث، ولا يحق لأحد ان يدعي ان القدس له وليست لسواه، كما ÷نه لا يحق لأحد ان يلغي وجود الآخر «ونحن بدورنا نرفض سياسة الإقصاء والتطرف والكراهية الاسرائيلية التي لا تنسجم وهوية القدس الروحية والحضارية والإنسانية والتاريخية».وقال إن «سياسات الاحتلال في مدينة القدس واستهداف المسجد الاقصى والمقدسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية وما يتعرض له أبناء القدس في كافة تفاصيل حياتهم إنما فيها الكثير من التشويه لطابع مدينة القدس ناهيك عن محاولات تزوير تاريخ مدينتنا وتهميش وإضعاف الحضور الفلسطيني المسيحي والإسلامي فيها».وأضاف ان سياسات الاحتلال في مدينة القدس إنما تؤجج الصراعات الدينية والكراهية والتطرف والعنف ، فبأي حق يسعون لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا وبأي حق يقتحمون هذا المكان الذي له مكانته السامية في الديانة الإسلامية ويعتقلون ويمنعون من يشاؤون من دخول هذا المكان.ويشير المطران حنا الى ان «أولئك الذين يستهدفون المسجد الأقصى باقتحاماتهم وسياساتهم وممارساتهم إنما هم ذاتهم الذي يستهدفون أوقافنا المسيحية التي تسرق منا في وضح النهار في محاولة هادفة لإضعاف وتهميش حضورنا المسيحي العريق والأصيل في هذه المدينة المقدسة». كما أكد ان هذا كله «يدخل في إطار سياسة احتلالية ممنهجة هدفها تحويل الفلسطينيين الى ضيوف والى أقلية في مدينتهم، في حين ان الفلسطيني مسلما كان أم مسيحيا ليس ضيفا وليس أقلية في مدينته وفي عاصمته الروحية والوطنية».وشدد على ان «القدس عاصمتنا كفلسطينيين وهي حاضنة تراثنا الروحي والإنساني والوطني ونحن نرفض سياسة الاحتلال الإقصائية العنصرية الهادفة الى تهميش الحضور الفلسطيني الأصيل والعريق في هذه المدينة المقدسة».وتابع «إننا نرفض أي خطاب إقصائي تكفيري عنصري أيا كان شكله وأيا كان لونه، فالعنصرية والكراهية ظاهرة من واجبنا جميعا ان ننبذها وان نرفضها وان نقاومها بثقافة التسامح وقبول الآخر» .وقال ان القدس مدينة السلام ولكن السلام مغيب عنها لأنها مدينة سلب منها العدل وأبناؤها يظلمون ويستهدفون في كل حين. القدس هي عنوان السلام فلا سلام بدونها «وهي بالنسبة إلينا كفلسطينيين عنواننا وقبلتنا وحاضنة تراثنا وتاريخنا وعراقة انتماءنا وجذورنا في هذه البقعة المقدسة من العالم» . وطالب المطران أولئك الذين يتحدثون عن السلام بأن يشددوا أولا وقبل وكل شيء على مفهوم العدالة، لافتا الى انه بغياب العدالة لا يمكن ان يكون هنالك سلام، ومع سياسات الاحتلال في القدس إنما نبتعد أكثر فأكثر عن السلام المنشود.وأضاف «يرفض المسيحيون الفلسطينيون سياسة الإقصاء والتهميش فلا يجوز على الإطلاق تجاهل البعد المسيحي لمدينة القدس التي تحتضن أهم المقدسات المسيحية».وجاءت كلمات المطران هذه لدى استقباله وفدا كنسيا أمريكيا أتى للاطلاع على أوضاع مدينة القدس ولقاء عدد من مرجعياتها الروحية والوطنية.وأضاف «لا توجد هناك قوة قادرة على اقتلاع شعبنا من أرضه، فشعبنا الفلسطيني جذوره عميقة في تربة هذه الأرض المقدسة كشجرة الزيتون التي ترمز الى السلام، ولكن جذورها العميقة في تربة هذه الأرض المقدسة إنما تشير ايضا الى تشبث الفلسطيني بأرضه وهويته الوطنية «.وأكد ان قوى الشر في العالم لن تتمكن من شطب وجود الشعب الفلسطيني وإلغاء حقوقه وتمرير مشاريعها الخبيثة الهادفة الى تصفية أعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث. وتابع «شعبنا الفلسطيني بكافة أطيافه أعلن رفضه لما تسمى «صفقة القرن» ،والفلسطينيون جميعا يرفضون المشاريع المشبوهة والمؤامرات الاستعمارية الهادفة للنيل من قضيتهم العادلة والتي تسعى القوى الاستعمارية العالمية لتصفيتها بشكل كلي وتكريس سياسة الابرتهايد والتمييز العنصري على الأرض» .وتمنى من أحرار الأمة العربية أن «يكونوا الى جانب الشعب الفلسطيني من أجل الحرية. وأضاف نراهن أيضا على الأحرار في عالمنا وهم ينتمون الى كافة القوميات والأديان والأجناس، وهم يؤيدون مطالب الشعب الفلسطيني العادلة، ولكننا أولا وقبل كل شيء نراهن على شعبنا الفلسطيني، فوحدة هذا الشعب هي قوة لنا في تصدينا لصفقة القرن ولغيرها من المشاريع الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية» .وخلص الى القول إن «هناك ازديادا في رقعة أصدقائنا المتفهمين لعدالة قضيتنا في سائر أرجاء العالم، فأصدقاء فلسطين موجودون في كل مكان في أمريكا وأوروبا واستراليا وغيرها من الأماكن، وهنالك ازدياد في حالة الوعي والإدراك لما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من مظالم».!!

1