أحدث الأخبار
الأحد 28 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 4973
صحافة : ذي نيشن: لماذا صمت إنفانتينو وفيفا على قتل نجوم الرياضة الفلسطينيين في غزة وشجبا روسيا بسبب أوكرانيا؟
19.03.2024

نشرت مجلة “ذي نيشين” مقالا لديف زيرين قال فيه إن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” اختار الصمت في وقت تذبح فيه إسرائيل لاعبي كرة القدم الفلسطينيين والمدربين ومسؤولي الرياضة في غزة.
وتحت عنوان “تدعم فلسطين فيفا ويدير فيفا ظهره لفلسطين” قال “نفد صبر رئيس الفيفا جياني إنفانتينو قبل افتتاح كأس العالم في قطر عام 2022، فقد هاجم النقاد اختيار الدولة النفطية التي قالوا إن سجلها في معاملة العمالة الوافدة صارخ. وفي خطاب غريب وغير متماسك للتعبير عن تضامنه مع البلد المضيف قال “أشعر اليوم أنني قطري واليوم أشعر أنني عربي واليوم أشعر أنني أفريقي واليوم أشعر أنني مثلي واليوم أشعر أنني مقعد واليوم أشعر أنني عامل وافد”.
وكان إنفانتينو يحاول القول إن كرة القدم للجميع. ولكن “عندما يأتي الأمر لقائمة الغسيل من الهويات، فهو بوضوح لا “يشعر” أنه فلسطيني، إلا رسالة تعزية في 13 تشرين الأول/أكتوبر أرسلها لرئيس اتحاد كرة القدم الإسرائيلي ودعا فيها لأن تكون كرة القدم وسيلة للسلام. لكنه اختار الصمت حيال قتل إسرائيل للاعبين والمدربين ومسؤولي الرياضة الفلسطينيين.
واتهم الكاتب إنفانتينو بالنفاق لعدم دعوته ولو رمزيا لوقف إطلاق النار. وقال إن إنفانتينو وفيفا تحركا للعمل عندما غزت روسيا أوكرانيا ومنعاها مؤقتا من المباريات الدولية. وفي بيان نشره فيفا في ذلك الوقت قال إن “كرة القدم متحدة وتتضامن مع الناس الذين تضرروا في أوكرانيا”. وكان صمت فيفا مثيرا للإزعاج عندما أرسلت فلسطين في كانون الثاني/يناير ووسط الهجمات الإسرائيلية والرعب وفدا لمباريات آسيا حيث تأهل الفريق لربع النهائي. وكان الفريق المفضل لدى المشجعين والتغطية الإعلامية، على الأقل خارج الولايات المتحدة.
والمفارقة الصارخة هنا: هناك الفريق الفلسطيني، كما أشار جولز بويكوف للكاتب، جاء لدعم فيفا والمشاركة في دورة كرة قدم وتحت الضغط الشديد وهنا فيفا تدير ظهرها له. وقال الكاتب إن صمت إنفانتينو صارخ لأنه دافع عن قطر أمام الغرب ولم يكن شجاعا للدفاع عن شعب بحاجة لجرأة وصوت. ومن خلال تصرفه، فهو يريد التأكيد أن فيفا لن يتجاوز الولايات المتحدة وأوروبا عندما تؤثر على النتيجة النهائية.
وبرز ثمن الرقابة الذاتية التي فرضها فيفا على نفسه هذا الأسبوع عندما قتلت إسرائيل نجم الكرة الفلسطيني في غزة، محمد بركات. وفي فيديو حظي بمشاهدات واسعة قال بركات كلماته الأخيرة والغارات الإسرائيلية تقترب منه “يبدو أن الحياة قد انتهت وربما ظلت هناك حياة أمامنا، وفقط عالم غيب السموات والأرض هو من يقرر هذا، ولهذا أطلب المغفرة منكم ودعواتكم. وأقسم بالله يا أمي وأبي وأطفالي أنكم أعزاء علي وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه وأختم. دعواتكم. هنا سأنتهي”.
وعرف بركات، 39 عاما، بأسطورة خان يونس، وكان أول لاعب فلسطيني في المنتخب الفلسطيني يسجل 100 هدف، ولعب مع فريق الوحدات في الأردن وكمحترف في السعودية. ولم يهم أي من هذا إسرائيل التي ضربت بيت العائلة في أول يوم من رمضان.
وبحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم الفلسطيني، فبركات هو واحد من مئات اللاعبين الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي. وقتلت إسرائيل هاني المصدر، واحد من أعظم لاعبي كرة القدم الفلسطينيين ومدير الفريق الأوليمبي في كانون الثاني/يناير، ولم يفعل فيفا شيئا. وعلينا ألا نستغرب، فلا حاجة للنظر إلى فيفا وإنفانتينو من أجل الإرشاد الأخلاقي، لكن هذا لا يعفينا من دعوة فيفا للحديث علانية، لأنها تمثل أهم وأفضل لعبة رياضية في العالم. ولديها مسؤولية تمثيل الجميع، كما وضح إنفانتينو. ولدى فيفا القوة والتأثير للتوحيد والعدالة، لكنها على ما يبدو لا تشمل الفلسطينيين. و”عندما نتحدث عن تجريد الفلسطينيين من الإنسانية فإن فيفا هي من يجعل هذا حقيقة” و”تجريد الإنسانية هي شرط للجنود الإسرائيليين الراقصين والاحتفال بهدم الأبراج السكنية ومغني الراب الذي يؤدي أناشيد الإبادة وكل الرعب المرافق”. وعلينا تذكر من اختار الحديث ومن قرر الصمت. ولكن علينا الضغط على الذين صمتوا لرفع أصواتهم. و”في الأسابيع المقبلة، فسيتم تذكر ما قاله إنفانتينو وما لم يقله”.