أحدث الأخبار
الجمعة 19 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 4968
صحافة : الغارديان: أحداث القدس وغزة متوقعة فهي نتاج للمظالم والظلم المتراكم!!
12.05.2021

علقت صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها على أحداث القدس الأخيرة وقصف غزة بأنها متوقعة وهي نتاج للمظالم والظلم. وجاء عنوان افتتاحيتها “نزاعات قديمة تنتج عنفا جديدا” حيث قالت إن الأطفال كانوا من بين 28 شخصا قتل (زاد العدد) في غزة أثناء شهر رمضان المبارك. وقتلت امرأتان إسرائيليتان في القصف الصاروخي من غزة الذي قامت به الجماعات المتشددة.
وفي القدس استخدمت الشرطة القنابل الصوتية والقنابل المطاطية والغاز المسيل للدموع في داخل واحد من أقدس الأماكن المقدسة عند المسلمين، مخلفة 300 جريح فلسطيني.
وتساءلت هل سيكون الوضع أسوأ؟ نعم، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد بزيادة كثافة الغارات، ودخلت إسرائيل وحماس ثلاث حروب، ومع أنهم يحضرون للمخرج إلا أن الأحداث عادة ما تتخذ مسارها الخاص.
وقالت إن الاشتعال كان نتيجة قرار السلطات الإسرائيلية منع الفلسطينيين التجمع في بوابة دمشق بعد صلوات التراويح خلال شهر رمضان، كما يفعلون عادة. بالإضافة لعنف متفرق بين الفلسطينيين واليهود وخطط لإخلاء مئات الفلسطينيين من بيوتهم التي عاشوا فيها لعقود بحي الشيخ جراح في القدس الشرقية ومنحها لليهود. وبحسب القانون الإسرائيلي يمكن لليهود إثبات الملكية قبل حرب 1948 واستعادة ممتلكات في المدينة. ولا يمكن تبرير هذا عندما لا يوجد قانون مشابه يسمح للفلسطينيين باستعادة بيوتهم التي خسروها. ووصفت الأمم المتحدة إخلاءهم بأنه يصل لجريمة حرب.
وتعلق الصحيفة أن الأساليب القاسية التي استخدمتها الشرطة في الشيخ جراح والمسجد الأقصى تعكس ثقافة عدم الخوف من العقاب. وفقط في اللحظة الأخيرة قرر اليمين المتطرف تغيير مسيرته من الأحياء الإسلامية في المدينة المقدسة.
كل هذا حدث وسط أزمتين سياسيتين، فرئيس الوزراء نتنياهو يحاول التمسك بالسلطة في وقت يجري منافسوه محادثات بينهم لتشكيل ائتلاف ويواجه محاكمات بتهم الفساد. وبنفس الوقت قرر الرئيس محمود عباس تأجيل الانتخابات التي أعلن عنها لأجل غير محدد والتي كان من المتوقع أن تخسرها حركته فتح لصالح حركة حماس. وعندما حرمت من صندوق الاقتراع عادت الحركة المتشددة لأسلوبها القديم وتأكيد زعم القيادة.
لكن الوقود لهذه الجولة هو قديم وعمره عقود، فقد تعمق الغضب على الاحتلال ونشأ “جيل الحصار” في غزة، وهو شريط صغير من الأرض حشر فيه السكان بدون عمل ولا كهرباء ولا مياه صالحة للشرب. وزاد الحنق، كوفيد-19 والتباين في عمليات اللقاح بين إسرائيل والمناطق المحتلة التي تسيطر عليها إسرائيل بدون توفير الحماية لمن يعيشون فيها. كما أن توسع الاضطرابات بالمدن العربية داخل إسرائيل في يوم الإثنين يكشف عن عمق وحجم الغضب ضد الظلم المتراكم والذي قاد منظمة هيومان رايتس ووتش لاتهام قادة إسرائيل بممارسة سياسة الفصل العنصري (أبارتيد) وردت الحكومة غاضبة التصنيف.
وترى الصحيفة أن الأولوية يجب أن تمنح لخفض التصعيد من أجل حماية حياة المدنيين الذين عوملوا بدرجة عالية من عدم الاحترام، سواء من الحكومة الإسرائيلية أو الجماعات الفلسطينية المتشددة. وعلى المجتمع الدولي وضع ثقله. ودعم دونالد ترامب نتنياهو في كل حركة. ولكن هناك إدارة في واشنطن تستطيع معالجة هذه الأمور بجدية. وشجبت مصيبة الجماعات المتشددة ولكن عليها أن تكون واضحة مع السلطات الإسرائيلية، ليس حول ردها العسكري ولكن أفعالها التي قادت بشكل متوقع لاندلاع العنف.