أحدث الأخبار
السبت 20 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 4969
صحافة : إيكونوميست: موسيقى “بيتهوفن” المنبعثة من سيارات بيع الغاز في الأردن تثير جدلا!!
04.06.2021

في كل فجر يستيقظ الأردنيون الذين لم يغادر النوم أجفانهم على صوت موسيقى بيتهوفن التي تنفجر في الشارع، وتنطلق من شاحنات بيع عبوات الغاز حيث تعلن عن وجودها في الساعات الأولى من الصباح عبر نسخة إلكترونية من مقطوعة “من أجل إليز” وتعطي إشارة للزبائن بنفس الطريقة التي تعلن فيها سيارة بيع “الآيس كريم” عن وجودها للأطفال الراغبين بالشراء.
ومن يريد شراء عبوة غاز أو تغييرها يلوّح للشاحنة كي تتوقف. ولكن الشاحنات كما تقول مجلة “إيكونوميست” باتت محلا للنقاش بين الأردنيين وهناك من يريد منعها. فمن جانب يرى البعض أن شاحنات بيع عبوات الغاز، هي جزء من الحياة الأردنية المليئة بالأصوات التصويرية والموسيقى، وهناك من يرى أنها “ملوث سمعي”. وحتى التسعينات من القرن الماضي، كان باعة عبوات الغاز يذكّرون زبائنهم من خلال التزمير أو طرق المفاتيح على عبوة الغاز، وهو ما أدى إلى شكاوى من السكان، حيث اتفقت الحكومة ونقابة المحروقات على تغيير “التزمير” إلى موسيقى مريحة، كما قال حسين اللعبون، مدير هيئة التنظيمات للمعادن والطاقة.
وفي شهر نيسان/ أبريل، أجرت الهيئة استطلاعا حول موقفه الأردنيين من شاحنات الغاز، وقالت نسبة 27% من 10 آلاف مشارك، إنهم يفضلون الاتصال بشركة الغاز وترتيب توصيل العبوة الجديدة لبيوتهم. وعبرت نسبة 57% عن رغبتها بالطلب عبر تطبيق على الهواتف الذكية، وهو ليس موجودا بعد. ولكن 20% من المساهمين عبّرت عن رضاها حول طريقة بيع وتوزيع عبوات الغاز.
ويقول الفنان جوني العمور، إن صوت الموسيقى من شاحنات الغاز هي ثاني أكبر “لحن بعد الأذان”، وقام العمور بتغيير اللحن وأعطاه ملمحا أردنيا عبر برنامج بدعم من الاتحاد الأوروبي. ولكن الصوت يزعج بائع الكتب علي حسن البير في بعض الأحيان، ولكنه يظل رمزا جميلا وجزءا من التقاليد. وعندما تصدح الموسيقى يخرج الأطفال إلى الشوارع ويصرخون “غاز غاز”. و”أصبح جزءا من الروتين اليومي”.
ولكن بائع المكسرات محمد حبيب لا يوافق الرأي “ليس رمزا ولا علما” ولكنه “طريقة عمل”. ويقول بائع الملابس الداخلية وليد الشرقاوي إنه صوت “مزعج”. وقال إن ممارسة الشاحنات لا يمكن اعتبارها تقليدية لأن وضع الموسيقى لا يزيد عمره عن عدة عقود. ويعرف أن هناك أناسا يكرهون صوت الموسيقى في الشاحنات و”يتوترون ويصبحون عدوانيين للغاية”.
كما أن صوت الشاحنة هو ساعة تنبيه غير مرحب بها للأطفال والمرضى الذين يفضلون النوم وعدم إيقاظهم الساعة السادسة صباحا. ويرى حسين اللعبون أن الموسيقى ليست المشكلة الوحيدة في النظام، بل عندما يبيع أصحاب الشاحنات عبوات للناس مشكلة فإنهم لا يتذكرون من باعهم. وهناك من يكتشف الخطأ بسرعة قبل تحرك المركبة، و”لو كنت عجوزا مثلي فقد تحتاج إلى قرن كي تصل إلى المركبة”. ومن حسن حظه أن البوّاب المؤتمن على العمارة يتولى أمر تغيير العبوة.