logo
تل السبع: "القضاء العشائري لم يعد رادعا للمجرمين"..شاهد فيديو!!
بقلم : رأفت أبو عايش ... 06.11.2019

لم تنصب عائلة أبو طه في تل السبع خيمة من الشعر لتستقبل فيها المعزين إثر جريمة قتل ابنيها جلال شحدة أبو طه (34 عاما) ومحمد هشام أبو طه (25 عاما)، داخل سيارة في مدخل قرية تل السبع، مساء أول من أمس الإثنين، وذلك بحكم الأعراف البدوية التي تنص على عدم بناء البيت كون سبب الوفاة غير طبيعي، في إشارة واضحة إلى ما يعاني المجتمع من ازدياد أعمال العنف والجريمة والثأر والانتقام.
واستقبل شحدة أبو طه، والد ضحية جريمة القتل جلال أبو طه، وفود المعزين في منزل العائلة، وسط مجموعة شبان بدت ملامح الحزن والأسى على وجوههم.
ولم يستوعب المعزون هول المصيبة التي أصابت الوالد الثاكل، أبو طه، حيث فقد نجله البكر جلال، وقريبه محمد هشام أبو طه الذي قُتل في الجرية المزدوجة، وقبلها مقتل شقيقه فخري أبو طه، يوم 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2017 في جريمة إطلاق نار على خلفية نزاع بين عائلتين بتل السبع.
هول المصيبة
وقال رئيس مجلس تل السبع المحلي، عمر أبو رقيق، لـ"عرب 48" إنه "فوجئنا وصدمنا عندما سمعنا بالجريمة، فكل حارات تل السبع اهتزت من الموقف وخيم الحزن علينا جميعا. لا نستطيع المرور بشكل طبيعي بجانب مشهد قتل اثنين من خيرة شباب النقب وقد فقدا حياتهما بهذه الطريقة بل علينا التوقف والتفكير مليًا بحالنا وما وصلنا إليه والحديث عن كل المجتمع العربي. موجة العنف التي ضربتنا منذ مطلع العام خطيرة وصعبة لتحليل الأسباب والمسببات وآليات التعامل معها. ومن هنا نحن في مجلس تل السبع أخذنا مسألة الحفاظ على ترابط النسيج الاجتماعي في البلدة أولوية لنا، وعائلة أبو طه هي من قلب هذا النسيج ومؤازرتهم والتخفيف عنهم أولوية كما التربية العامة لمكافحة النتائج الكارثية لثقافة العنف".
وأضاف أنه "أعلنا الإضراب العام أمس، الثلاثاء، ودعونا إلى جلسة لكل مركبات العمل البلدي، وننوي مواجهة العنف بشكل فعلي ميدانيًا، ولا نرى مبررًا للقتل ولا مكانًا للجريمة. لقد عانت تل السبع تاريخيًا من العنف، وهذا واقع يجب تغييره وهو الأولوية القصوى في العمل الجماهيري والاجتماعي في بلدتنا".
الخشية من الثأر
ويسود الحديث عن الجريمة والخشية من الثأر معظم مرافق تل السبع، فيما تتواصل الجهود التي تقوم بها شخصيات من كل أنحاء النقب لتهدئة الخواطر.
وقال الوالد الثاكل، شحدة، لـ"عرب 48" إن "ابني البكر جلال قُتل غدرا، أحتسبه عند الله تعالى، والموت هو أصعب المشاهد على الجميع وليس من السهل القبول بهذه النتائج، ولكننا نقول لا حول ولا قوة إلا بالله ونأسف لما يحدث في بلدنا خصوصا وما يحدث في المجتمع العربي عموما. لقد وصلنا إلى نتيجة هي الأسوأ وكان من الممكن أن تحل القضية بطرق أخرى وكانت هناك مبادرات للوصول إلى نتائج أخرى، ولكن هذا ما حدث والحمد لله على كل حال".
وأضاف أن "أهالي بلدتنا تل السبع التفوا من حولنا واحتضنونا، ونحن شاكرون جدًا لدورهم في هذه المرحلة ونتمنى من الله أن يحمي الجميع من هذا البلاء. عائلة أبو طه ليست من الباحثين عن الشر أو العنف ولو تم التواصل بشكل صحي بين العائلتين لما وصلنا إلى هنا".
وختم أبو طه بالقول إن "التساؤل الأساسي لدي هو كيف وصلنا إلى هذا الوضع الاجتماعي الصعب والقاسي وتفشي للجريمة؟ علينا الوقوف على أسباب هذه الحالة ومحاولة فهمها والتصدي لها. وعلى صعيد النقب فإن ضعف العرف والقضاء العشائري هو أمر محسوس في هذه المرحلة وتوقف عن كونه رادعا كاملا للمجرمين، وفي قضيتنا بالذات لعب العرف دورًا خلال القضية، ولكن لم يستطع السيطرة الكاملة على نتائجها والتي نراها اليوم".
* المصدر: عرب48






www.deyaralnagab.com