logo
عزمي بشارة على خطى السعوديين: اغراء للاستحواذ او الذم والتشهير .. قطر تستهدف إرث جورج حبش؟
بقلم : الديار ... 08.07.2019

فصل جديد في برنامج مستشار أمير قطر الدكتور عزمي بشارة الخاص بتدمير إرث المقاومة الفلسطينية وحركة القوميين العرب. هذه المرة، عاد بشارة الى مساعيه القديمة للاستيلاء على مركز دراسات الوحدة العربية، عبر إثارة فتنة تتصل بإرث القائد الفلسطيني والعربي الراحل جورج حبش.
الحكاية خرجت الى العلن قبل يومين بنشر جريدة «القدس العربي»، الصادرة في لندن، بياناً منسوباً الى زوجة الحكيم، السيدة هيلدا حبش، يتهم مركز دراسات الوحدة العربية والدكتور سيف دعنا بـ«قرصنة مذكرات الحكيم»، في سياق حملة هدفها النيل من سمعة المركز ودعنا. ومعلوم أن الصحيفة التي أدارها الصحافي عبد الباري عطوان بين عامي 1989 و2013، باتت تحت اشراف بشارة غير المباشر، بعدما عيّن الصحافية سناء العالول رئيسة للتحرير، وصارت منذ ذاك تعكس سياسات الدوحة، وتتولى نشر الاخبار التي يعود مصدرها الى بشارة. مع العلم ان الأخير حاول اقناع الصحافي عبد الوهاب بدرخان (زوج العالول) بتولي رئاسة التحرير، تعويضاً له عن إبعاده عن مشروع جريدة عربية - دولية كانت قطر في صدد اطلاقه، وفضّل بشارة أن يتولى هو الاشراف الكامل عليها.
استخدم بشارة «القدس العربي» لتمرير بيان منسوب الى السيدة حبش، بعدما عمل بمساعدة شخصيات فلسطينية وعربية على التواصل مع عائلة الحكيم بحجة توفير الدعم المالي لها. إلا أن الهدف الفعلي لا يتعلق باستغلال ارث حبش فحسب، وإنما توجيه رسالة قاسية الى مركز دراسات الوحدة والى الدكتور دعنا، بعد فشل محاولاته المتكررة لوضع يده على المركز. وآخرها قبل أشهر عندما عرض، عبر شخصيات كانت على صلة بادارة المركز، «انتشاله» من أزمته المالية مقابل تغييرات في إدارته وفي برنامج عمله، وأن يتخذ المركز موقفاً يناصر قطر في نزاعها مع السعودية والامارات العربية المتحدة.
وتحدث بشارة مراراً عن انه أقنع أمير قطر السابق، حمد بن خليفة، بتقديم دعم مالي للمركز، كما عمل على اقناع المدير السابق للمركز خير الدين حسيب بمنحه منصب المدير العام للمركز، وهو ما حصل لفترة قصيرة قبل ان يصطدم مع حسيب، ليغادر ويتفرغ لعمله الجديد مستشارا لامير قطر الحالي تميم، وهي مهمة بدأها قبل تولي الأخير الحكم. مذذاك، اطلق بشارة مشروعه الخاص بانشاء «مركز الدوحة للسياسات»، ووضع خطة هدفها جذب الباحثين والاداريين في مركز دراسات الوحدة ومؤسسات فكرية وثقافية عربية اخرى، من بينها مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وقدّم مغريات كبيرة لناحية البدلات المادية للمتفرغين وللأعمال المنشورة. وبقي يعمل على خطته للاستيلاء على المركز طول السنوات الماضية.
من جهة اخرى، يبدو ان بشارة الذي فشل في محاولاته المتكررة لاستمالة الدكتور دعنا للعمل لديه، يريد تشويه سمعة الاكاديمي الفلسطيني الذي يتمتع بسمعة علمية ومهنية عالية. علماً أن لبشارة مشكلة مع دعنا بسبب موقفه من القضايا السياسية والاشكالية في المنطقة. وقد وجد ضالّته في التعرض لدعنا ومركز دراسات الوحدة من خلال استغلال ملف مذكرات حبش.
والواضح ان بشارة الذي تدرّج في دوره السياسي الجديد منذ عام 2011 يريد الانتقال الى مرحلة جديدة هدفها الظاهر دعم النشر والبحث باللغة العربية، بينما هدفها الفعلي تدمير استقلالية كل المؤسسات الاكاديمية والفكرية والبحثية العربية التي تقف في موقع مناهض للسياسات الاميركية والاسرائيلية في المنطقة، ولا تتعاون مع دول الخليج. وهو يتقدم الآن خطوة الى الامام في مشروعه الذي يبدو، بحسب مراقبين، انه يتجاوز حدود المنافسة المهنية الى مستوى التخريب المنظم خدمة لمشاريع تذكر بآلية العمل التي كانت تعتمدها السعودية في نهاية الثمانينات، حين تولى السفير السعودي الاشهر في اميركا بندر بن سلطان مهمة «تحييد المثقفين العرب المناهضين للسياسات الاميركية»، وهي مهمة عادت قطر لتتولاها، مع دور خاص لبشارة الذي يقود اليوم منظومة اعلامية وبحثية تعمل على فكرة واحدة: اعتبار السلالات الحاكمة في الخليج الجهة المؤتمنة على مصير العرب، مع التشديد على نقد ومعارضة كل ما له صلة بمحور المقاومة ضد اسرائيل وضد الهيمنة الاميركية في المنطقة.

المصدر : الاخبار اللبنانية

www.deyaralnagab.com