logo
الغضب الشعبي ضد الاستيطان يتصاعد: مواجهات شمال ووسط الضفة والاحتلال!!
بقلم : الديار ... 16.10.2020

استمرارا لحالة الغضب الشعبي التي تشهدها مناطق الضفة الغربية، والتي خلقتها منذ أسبوع اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال على مزارعي الضفة، مع بداية موسم قطف الزيتون، التي كبدت المزارعين خسائر مالية وزراعية كبيرة، علاوة على تعرضهم للعنف الذي أسفر عن وقوع العديد من الاصابات، نزل العديد من سكان الضفة في فعاليات جماهيرية غاضبة، تحولت إلى مواجهات شعبية حامية، أوقعت عدة إصابات.
ونزل سكان بلدة كفر قدوم، التابعة لمدينة قلقيلة شمال الضفة، في مسيرة حاشدة، جابت شوارع البلدة، حتى وصلت إلى منطقة قريبة من الجدار الفاصل الذي تقيمه إسرائيل حول البلدة، وهناك اندلعت مواجهات شعبية، رشق خلالها الشبان جنود الاحتلال بالحجارة، وأشعلوا النار في إطارات السيارات، وأقاموا المتاريس، فيما قام الجنود بإطلاق الرصاص صوبهم، وهو ما أوقع العديد من الإصابات.
وأصيب ثلاثة مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وآخرون بالاختناق والإغماء، عندما اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على فعالية سلمية لقطف الزيتون، في قرية برقة شرق رام الله وسط الضفة، تخللها أيضا اعتداء قوات الاحتلال بالضرب على المزارعين والمشاركين في الفعالية، التي دعت إليها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ولجان المقاومة الوطنية والشعبية، وفصائل العمل الوطني، وحركة فتح. وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص وقنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع، صوب المشاركين بالفعالية.
يشار إلى أن قوات الاحتلال تمنع مزارعي القرية من الوصول إلى أراضيهم منذ يومين، فيما تقوم مجموعات من المستوطنين بإشعال النيران في هذه الأراضي تمهيدا للاستيلاء عليها.
وفي مدينة الخليل جنوب الضفة، اندلعت مواجهات في شارع الشهداء وسط المدينة، حين قام جنود الاحتلال بالاعتداء على مواطنين تجمعوا هناك احتجاجا على الاستيطان، حيث اندلعت مواجهات شعبية أيضا، أسفرت عن وقوع إصابات.
ولم تخل المناطق المهددة بالمصادرة لصالح مشاريع استيطانية جديدة، من الفعاليات الشعبية الغاضبة، حيث وصل مواطنون في عدة مناطق إلى تلك الأراضي التي تريد سلطات الاحتلال السيطرة عليها لصالح توسعة المستوطنات، وأدوا عليها صلاة ظهر الجمعة، متحدين حواجز وإجراءات الاحتلال العسكرية.
كما أمّت المسجد الأقصى في صلاة ظهر الجمعة رغم القيود المشددة، حشود من أهالي القدس، وذلك في إطار التأكيد على إسلامية المسجد، ورفضا لمخططات الاحتلال الرامية لتهويد المسجد، وتحويل أحد مصلياته إلى “كنيس يهودي”، حيث وصل المصلون الأقصى رغم الحواجز العسكرية التي أقامتها قوات الاحتلال على مداخل المسجد وفي الطرق المؤدية إليه، ورغم منع قوات الاحتلال من هم من خارج البلدة القديمة في المدينة من الوصول الى الأقصى لأداء صلاة الجمعة.
وجاءت الفعاليات الشعبية تلبية للدعوات المطالبة بتصعيد المقاومة الشعبية، رفضا لخطط الاحتلال الاستيطانية، حيث شددت قيادة القوى الوطنية والإسلامية، على أهمية مشاركة الجميع في الدفاع عن الأراضي الفلسطينية المهددة بالمصادرة ومحاولات وضع المستوطنين “البؤر الاستيطانية” وغيرها، من خلال تفعيل دور المقاومة الشعبية.
ومع استمرار الاعتداءات الاستيطانية، أعلن في شمال الضفة عن تشكيل لجان للحراك الشعبي لمواجهة انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه.
جاء ذلك خلال اجتماع ضم العديد من الجهات التنظيمية في حركة فتح وأخرى تتبع لجان مقاومة الاستيطان، حيث جرى خلاله بحث ضرورة تفعيل الحراك الشعبي في مواجهة انتهاكات الاحتلال والمستوطنين، والرد على تصعيد الاحتلال حملاته العسكرية ضد الضفة خلال أيام الأسبوع الماضي، والتي تخللتها اعتداءات مع بداية موسم جني الزيتون.
فإلى جانب قيام جيش الاحتلال بهدم منازل ومنشآت زراعية وتجريف طرق فلسطينية، وشق أخرى جديدة للمستوطنين، قام جيش الاحتلال أيضا بإصدار عشرات الأوامر العسكرية بإغلاق مناطق وأراضٍ مزروعة بالزيتون، بمساحة آلاف الدونمات الزراعية، في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، تزامناً مع انطلاق الموسم، كما قام بإغلاق طرق بين البلدات الفلسطينية، وعزل بعضها، ضمن محاولاته الرامية لمنع المزارعين من الوصول لحقولهم.
وترافق ذلك مع تسهيل الاحتلال اعتداءات مماثلة نفذها مستوطنون، وشملت قيامهم بالاعتداء بالضرب على عدد من المزارعين الفلسطينيين في مناطق متفرقة، وكذلك قيامهم بحرق واقتلاع أشجار مثمرة، وتكسير أغصان أخرى، كما تفاجأ الكثير من المزارعين بسرقة ثمارهم، عندما وصلوا الى أراضيهم القريبة من المستوطنات وتلك التي تقع خلف الجدار الفاصل، من قبل جماعات استيطانية، وذلك ضمن الحرب التي ينفذها الاحتلال لدفع السكان للرحيل قسرا عن أراضيهم.
إلى ذلك استبقت قوات الاحتلال انطلاق الفعاليات الشعبية الواسعة المنددة بخطة الضم والاستيطان، ونفذت حملات تفتيش واعتقال شملت فلسطينيا تصدى لاقتحام المسجد الأقصى.
واحتجزت قوات الاحتلال أمس الجمعة، ثلاثة مواطنين، واستولت على جرافة كانت تعمل في أرض تابعة لأحدهم، في قرية عانين غرب مدينة جنين.
وأفاد رئيس المجلس القروي باهر ياسين، أن جنود الاحتلال اقتحموا القرية، وداهموا أرض سمير خليل ياسين، أثناء عمله في أرضه، واحتجزوه إلى جانب مواطنين آخرين هما عادل جبارين، ومحمود فيصل ملحم، وقاموا باستجوابهم، مؤكدا أن قوات الاحتلال استولت على جرافة تعود للمواطن جبارين من قرية الطيبة القريبة، مشيرا إلى أن القرية تتعرض لاعتداءات متكررة من قبل الاحتلال.
وكانت تلك القوات قد استولت اول من أمس الخميس، على جرافة وشاحنة قلاب، في منطقة الحمة بالأغوار الشمالية، كانتا تعملان في المنطقة، وقادتهما لمستوطنة “ميخولا” المقامة على أراضي المواطنين في المنطقة.
واعتقلت شابين من محافظة الخليل جنوب الضفة، حيث ذكرت محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة بيت عوا جنوب غرب المدينة، واعتقلت قصي غازي الشلش (18 عاما) بعد تفتيش منزله والعبث بمحتوياته، كما اعتقلت الشاب أشرف سمير جوابرة (19 عاما) من مخيم العروب شمال الخليل، وأغلقت مداخل المخيم بالسواتر الإسمنتية ومنعت تنقل المواطنين.
وفي مدينة القدس، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عناتا شمال المدينة، وداهمت عدة منازل فيها وفتشتها وتعمدت تخريب محتوياتها، وحققت مع ساكنيها ميدانيا، واعتقلت خلال الحملة شابين، كما اعتقلت الأسير المحرر مسلم يوسف غوانمة (21 عاما)، من مخيم الجلزون التابع لمدينة رام الله، عقب اقتحام منزل عائلته وتفتيشه.
وكان تقرير صادر عن المؤسسات التي تعنى بأوضاع الأسرى الفلسطينيين، قد قالت إن قوات الاحتلال اعتقلت 341 فلسطينياً خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، من بينهم 32 طفلاً/ صبيا ، وثلاث سيدات، ويأتي ذلك في إطار الإجراءات القمعية التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد سكان الضفة، لثنيهم عن المشاركة في الفعاليات المناهضة للاستيطان.


www.deyaralnagab.com