سماسرة الوطن أعداء المعلم وأعداء الطالب!!
بقلم : بروفيسور عبد الستار قاسم ... 24.11.2013 هل من الممكن تصديق شخص يخون أمه؟ وهل من الممكن أن يؤتمن شخص يفتح أبواب وطنه للبغاة والغزاة على مصالح الناس؟ وهل من الممكن أن يوفر من يعمل على توفير الأمن للعدو الأمن لمواطنيه؟ وهل من الممكن أن يصلح شخص فاسد أحوال الناس؟ وهل يبحث الفاسد عن الطريق القويم؟
ربما هناك في فلسطين من يظن أن سماسرة الأوطان، والفاسدين والاستبداديين سينصفون المعلم والطالب، وسيعملون على الرقي بالعلم والتعليم والارتقاء بالناس أجمعين. فاقد الشيء لا يعطيه، ومن دأب على التخريب لا يمكن أن يقبل طريق الإصلاح. الفاسد لا يرتع إلا في أجواء الفساد، والخبيث لا يمكن إلا أن يتواجد في أماكن الخبث والعفن. التعليم والرقي بمستوى الطالب والمعلم يهددان الفاسدين. الملعلم المطمئن الجيد ينقل الأخلاق الراقية للطالب، ويعلمه الحقيقة، ويساعده في فهم مجريات الأمور، وينقل إليه العقل النقدي والتحليلي. هذا بحد ذاته يشكل خطرا على الفساد والفاسدين وسماسرة الأوطان. المعلم الجيد يشكل خطرا كبيرا على المتآمرين والكاذبين والمنافقين والمتحالفين مع الأعداء، ودائما يبقى مستهدفا من كل القوى التي تعادي الوطن والمواطن من أجل تحطيمه. المعلم الجيد هو المستقبل، وهو الذي يصنع الأجيال التي تحمل أدوات الإنتاج وترفع الراية عاليا بعزة وكرامة.
الفاسدون المفسدون السماسرة لا يريدون كرامة أو عزة، وإنما يبحثون عن الشهوة ولديهم الاستعداد لبيع أنفسهم وأوطانهم ومواطنيهم من أجل بطونهم وفروجهم، ولن يتسع صدرهم لمعلم جيد أو لطالب ناضج قادر على التحليل واستيعاب العلاقات المختلفة التي يقيمها السياسيون المتآمرون. ولهذا يجب أن يبقى المعلم مشغولا بهمومه المعيشية واليومية حتى لا يقوى على أداء رسالته بأمانة وإخلاص. الذين يحرمون المعلم يتسلون ويتلهون بالناس، ويصرون على إبقاء المعلم تحت الضغط حتى لا يقع عليهم الضغط مستقبلا. مسؤولون فلسطينيون كثر نصبوا أنفسهم متطوعين في خدمة الأعداء، وقرروا العمل بجد واجتهاد من أجل تحطيم الشعب الفلسطيني وتدميره، ونحن الآن نسمع أخبارهم، ويتحدث الشارع دائما بسوء صنيعهم والمشين من أعمالهم. وإذا كان هناك من يظن أن هؤلاء سيعملون على تحقيق الأمن والاطمئنان للمواطن بخاصة المعلمين فإن عليه مراجعة ما يراه على الأرض. نحن ننظر إلى أعالهم وليس إلى أقوالهم.
والسؤال الأخير: هل تسمح لهم إسرائيل باتخاذ سياسات تعيد للإنسان الفلسطيني كرامته؟ طبعا لا. هم لن يحاولوا أصلا لأن وجودهم مرتبط بالتزامهم بمصالح إسرائيل.
وماذا علينا أن نفعل؟ علينا أن ندافع عن أنفسنا وعن حقوقنا وكرامتنا. وإن لم نقم بالفعل بالأصالة فإن أحدا في هذا العالم لن يقوم به نيابة عنا.
www.deyaralnagab.com
|