أحدث الأخبار
الأربعاء 12 تشرين ثاني/نوفمبر 2025
غزة..فلسطين :الاحتلال يتحكم بصحة الغزيين.. قهوة وشوكولاتة بدلاً من البروتينات!!
12.11.2025

*كتب محمد ابورزق..منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تتبع دولة الاحتلال الإسرائيلية سياسة جديدة في التحكم بالمساعدات الإنسانية والبضائع، تحديداً في نوعية المواد الغذائية التي يسمح بإدخالها إلى السكان المحاصرين.على الرغم من فتح المعابر جزئياً، تمنع سلطات الاحتلال إدخال المواد الغذائية الأساسية التي تحتوي على البروتينات، مثل اللحوم، والبيض، والأجبان، وتسمح بدلاً من ذلك بإدخال أصناف كمالية مثل القهوة، والشوكولاتة، وبعض أنواع الحلوى، وإغراق الأسواق بها.تثير هذه السياسة انتقادات واسعة من مؤسسات حقوقية وإنسانية، تعتبر أن الاحتلال يتعمد إضعاف السكان غذائياً، خاصةً في ظل ما يعانيه القطاع من مجاعة واسعة النطاق منذ بدء الحرب، وغياب سبل الزراعة أو الإنتاج المحلي بفعل التدمير الشامل للبنية التحتية.ويسعى الاحتلال من خلال النمط إلى إبقاء الوضع الإنساني في غزة تحت السيطرة دون السماح بحدوث تعافٍ حقيقي، ما يندرج ضمن سياسة العقاب الجماعي، وإبقاء سكان القطاع في حالة من الاعتمادية والضغط.ويظهر تعمد الاحتلال الإسرائيلي في التحكم بنوعية الغذاء الداخل إلى غزة كوسيلة ضغط وابتزاز جماعي تفاقم من معاناة نحو مليوني إنسان، وتقابل بصمت دولي مقلق.
آثار صحية كارثية
مختص التغذية العلاجية موسى حلمي، أكد وجود تعمد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإدخال مواد غذائية تحتوي على سكريات فقط مثل الشوكولاتة والحلوى، ومنع دخول الأغذية الغنية بالبروتين مثل اللحوم والبيض والبقوليات لسكان قطاع غزة.ويقول في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "سياسة الاحتلال تعد سلوكاً غذائياً خطيراً له آثار صحية كارثية على المدى القريب والبعيد، خاصة في ظل بيئة تعاني من المجاعة وسوء التغذية الحاد".ويشرح حلمي أن البروتينات أساسية في بناء أنسجة الجسم، ودعم الجهاز المناعي، ونمو الأطفال، وتعويض التالف من الخلايا، في حين أن السكريات البسيطة تفتقر إلى أي قيمة غذائية حقيقية، وتؤدي إلى رفع مستوى السكر في الدم بسرعة دون توفير طاقة مستدامة.وتسبب تلك السكريات، حسب حلمي، بزيادة خطر سوء التغذية الحاد عند الأطفال، وتفاقم أمراض سوء الامتصاص، وفقر الدم، وضعف المناعة، وخلل في النمو العقلي والبدني، خاصة عند الفئات الحساسة مثل الأطفال والحوامل.ويشير إلى أن ما يحدث هو سياسة ممنهجة تهدف إلى إبقاء سكان القطاع في حالة إنهاك جسدي وذهني مستمر، وهو نوع من "الحرب الغذائية" تستخدم فيها السعرات الفارغة كأداة للسيطرة والتجويع البطيء.ويؤكد أن غياب البروتين في نظام غذائي لفترة طويلة سيؤدي إلى ما يُعرف بـ"الهادر الغذائي"، أي استهلاك الجسم لأنسجته العضلية للحصول على الطاقة، مما يعرض حياة آلاف السكان للخطر الفوري.واعتبر أن منع البروتينات وإدخال السكريات ليس فقط خللاً في التوازن الغذائي، بل يعد جريمة تجويع متعمدة وفقاً للقوانين الدولية، ويجب أن يُحاسب الاحتلال عليها.
أداة للحصار
كذلك أكد الناشط الحقوقي عبد الله شرشرة أن الإبادة في غزة لم تتوقف، حيث يواصل الاحتلال أدوات الحصار الحالية؛ مثل سماحه بدخول عدد كبير من السلع التي تتكون أساساً من الكربوهيدرات والسكريات والنشويات والمُسليات مثل القهوة والشوكولاتة والبوظة ومكونات الحلويات والأجبان الفاخرة.وقال شرشرة في منشور عبر حسابه في موقع "فيسبوك": إن "الهدف من ذلك هو إجبار المواطنين على تناول أطعمة ذات سعرات حرارية مرتفعة، ما يؤدي إلى رفع الوزن الظاهري ويخفي ملامح التجويع الذي مورس على الفلسطينيين طوال نحو 700 يوم من الحصار".وأضاف: "لقد فقدت 20 كيلوغراماً من وزني، لكن وزني الآن يرتفع لأنني مجبر على تناول أطعمة عالية الدهون والسكريات، إنها غير صحية، لكنها الوحيدة التي تسمح إسرائيل بدخولها".وأكد أن هذه الأطعمة لا تعوض نقص البروتينات أو الفيتامينات أو المعادن الأساسية اللازمة لمنع سوء التغذية الحقيقي، محذراً من أن الاحتلال يُجبر الفلسطينيين على رفع أوزانهم بشكل ممنهج لإظهار صورة مضللة للأمم المتحدة مفادها أن المجاعة قد انتهت، في حين يمنع دخول اللحوم إلا بكميات ضئيلة جداً، مقابل إغراق الأسواق بأجبان مثل الموتزاريلا.واعتبر شرشرة أن هذا النهج "يمثل أحد أشكال العنف البنيوي والعقاب الجماعي"، مضيفاً أن ما يجري هو "توحش ممنهج يمارسه أشخاص متعلمون يدركون تماماً ما يفعلون"، مؤكداً ضرورة توثيق هذه الممارسات ودرجها ضمن أدبيات الإبادة الجماعية، والكتابة عنها على نطاق واسع.
*المصدر / الخليج أونلاين


1