لم تتمكن قوات النظام السوري وحلفاءه من تحقيق إنجازات استراتيجية في كل الجبهات التي فتحتها بدءا بريف حمص مرورا بحماه ووصولا إلى حلب، رغم مرور نحو ثلاثة أسابيع على بدء الغارات الروسية المساندة لها.واقتصر تقدم الجيش السوري في السيطرة على عدد من التلال والقرى، حيث تمكنت قوى المعارضة بعد امتصاص صدمة التدخل الروسي، من إعادة السيطرة على عدد منها على غرار كفرنبودة في ريف حماة الشمالي.ويربط محللون ذلك بالإرهاق الذي يعاني منه الجيش بعد أكثر من 4 سنوات من الحرب، فضلا عن انشقاق العديد من ضباطه وعناصره والتحاقهم بالمعارضة، وتفضيل آلاف من جنوده التواري ورفض الالتحاق بالجبهات.ومعلوم، حسب خبراء عسكريين، أن النظام يحتاج لضمان قدرة أكبر على استعادة السيطرة على زمام الأمور أكثر من 100 ألف عنصر فيما هو اليوم يضم في صفوفه 25 ألفا فقط، وفق بعض الإحصائيات.ويقول الباحث في الشؤون السورية في مركز كارنيغي يزيد صايغ “المساهمة الجوية الروسية وحدها غير قادرة على ترجيح الكفة لصالح النظام خصوصا مع وجود ثغرات ونقاط ضعف كثيرة لدى القوات البرية السورية”. وبدأت موسكو، حليفة دمشق شن ضربات جوية في سوريا في 30 سبتمبر.وبعد أسبوع، أعلن الجيش السوري بدعم من إيرانيين ومن حزب الله عن عمليات برية واسعة على جبهات عدة شملت أربع محافظات على الأقل في وسط وشمال وغرب البلاد.ويوضح صايغ أنه على الرغم من اشتداد حدة المعارك في ريف حماة الشمالي، فإنها “فعليا لم تقلب الموازين”.وكان بشار الأسد أقر أن “العقبة التي تقف بوجه القوات” مرتبطة أساسا “بمشكلة تعب”، تضاف إلى “نقص في الطاقة البشرية” بعد أكثر من أربع سنوات على الحرب الدموية.ولا يقتصر الأمر على الجنود فحسب، إذ يشير خبير عسكري عمل في سوريا، رافضا الكشف عن اسمه، إلى أن الطائرات الحربية السورية “استنفدت خلال الأشهر الأخيرة معظم ذخائرها عالية التقنية”، وهو ما يبرر استخدامها للبراميل المتفجرة. ويرى صايغ أن “الجيش السوري استعاد معنوياته بعد التدخل الروسي الذي شد أيضا العزيمة السياسية لدى النظام ومناصريه”.وتقول موسكو إن ضرباتها الجوية تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية و”مجموعات إرهابية” في سوريا، في حين تعتبر دول غربية أن هدفها الفعلي دعم قوات النظام بعد الخسائر الميدانية التي مني بها أخيرا، منتقدة استهدافها لفصائل تصنفها بأنها “معتدلة”.ويوضح كريم بيطار، الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، أن “التغييرات الميدانية ضئيلة إلى حد ما” على الرغم الحملة الدعائية التي تواكب عمليات قوات النظام.ويرى أن الروس من الناحية العسكرية “يسعون في الغالب إلى الحفاظ على الستاتيكو القائم وضمان إمساك الأسد بالمناطق التي لا تزال تحت سيطرة قواته”. ويضيف “في هذه المرحلة لا يرغب الروس باستعادة المناطق التي سبق للنظام أن خسرها”. ويسعى النظام السوري بشكل خاص إلى ضمان أمن المنطقة الساحلية وخصوصا محافظة اللاذقية معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.ويرى كريس كوزاك، الباحث في معهد دراسات الحرب الأميركي، أن “قوات النظام تكبدت خسائر فادحة في العديد والعتاد بمواجهة صمود الفصائل” على الرغم من الغطاء الجوي الروسي ودعم المجموعات المسلحة لقوات النظام في محيط سهل الغاب.ويقول في تقرير بعنوان “الهجوم السوري الإيراني الروسي المشترك يحقق مكاسب محدودة”، إن الجهات الداعمة للنظام قد تجد نفسها مضطرة لمضاعفة دعمها “المالي والعسكري بهدف الحفاظ على المكاسب الأولية”. لكن محللين قريبين من دمشق يرجعون البطء في إحراز تقدم ميداني إلى أن “الاشتباكات لا تزال في بدايتها”.ويقول خبير عسكري “من المبكر جدا الحديث عن إنجازات للجيش السوري، فالعملية الدائرة حاليا في ريف حماة الشمالي مثلا ستحتاج إلى تسعين يوما للحصول على نتائج فعلية”.وتحظى فصائل عدة من المعارضة السورية بدعم إقليمي وغربي، فضلا عن اكتسابها خبرة قتالية عالية على مر السنوات الأربع، يجعلها قادرة على فرض سيطرتها على الأرض.وتبقى سيطرة المعارضة على زمام الأمور مرتبطة على مدى الأسابيع المقبلة بوتيرة هذا الدعم، وفقا لمحللين. وكشف، أمس الاثنين، مقاتلون من المعارضة جنوبي حلب، أنهم حصلوا مؤخرا على إمدادات جديدة من الصواريخ أميركية الصنع المضادة للدبابات من دول إقليمية.!!
دمشق.. سوريا : قوات النظام السوري تعجز عن قلب موازين القوى رغم الدعم الجوي الروسي!!
20.10.2015