أحدث الأخبار
الجمعة 14 تشرين ثاني/نوفمبر 2025
1 2 3 46059
دمشق..سوريا : اشتباكات عنيفة بين ما يسمى ب "الحرس الوطني" وقوات الأمن في ريف السويداء!!
14.11.2025

شهدت محافظة السويداء جنوبي سورية، ليلة الخميس الجمعة، مواجهات عنيفة بين مجموعات ما يُعرف بـ"الحرس الوطني" المُشكّلة حديثاً من قبل الشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ طائفة الموحدين الدروز في سورية، من جهة، وقوات الحكومة السورية ممثلة بجهاز الأمن العام من جهة أخرى. ووقعت الاشتباكات على محاور المجدل، والنقل، وتل حديد، والثعلة، ونجران، وعرى، وعتيل، وسليم في ريف السويداء الغربي، وفق ما أفادت مصادر مُطّلعة "العربي الجديد".وبحسب المصادر، أسفرت المواجهات عن سقوط جرحى من القوات الحكومية، إضافة إلى قتلى وجرحى في صفوف مجموعات "الحرس الوطني"، وسط استمرار الاشتباكات، مع إرسال الطرفين تعزيزات عسكرية وأمنية إلى محاور القتال. في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، بعد منتصف ليل الخميس، نقلاً عن مصدر أمني، أنّ "مجموعات خارجة عن القانون تستهدف بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة بلدات ولغا وتل الأقرع وتل حديد والمزرعة بريف السويداء".كما نقلت قناة "الإخبارية السورية" عن قيادة الأمن الداخلي في السويداء قولها إنّ "العصابات المتمردة في السويداء جددت لليوم الثالث على التوالي خروق وقف النار وقصفت مواقع في ريف المحافظة، ما أدى لوقوع مصابين من قوى الأمن". وأكدت القيادة أنّ "ما يجري من خرق متكرر لوقف النار تتحمله العصابات المتمردة والجهات التي تعمل على زعزعة الاستقرار في المحافظة"، مشيرةً إلى أن "قوى الأمن الداخلي أحبطت عدداً من محاولات التقدم التي شنّتها تلك العصابات من عدة محاور".بدورها، قالت "حركة رجال الكرامة" المنضوية ضمن "الحرس الوطني" عبر معرفاتها الرسمية، إنّ "لواء الباشا 104 التابع لها والمنضوي ضمن صفوف الحرس الوطني، دفع بتعزيزات إلى بلدة المجدل والمحاور الغربية في السويداء"، وذلك على خلفية ما وصفته الحركة بـ"اعتداءات غادرة نفذتها المجموعات المسلحة التابعة لجهاز الأمن العام، باستخدام المسيرات والرشاشات الثقيلة، مستهدفةً مواقع مدنية".من جهته، قال محافظ السويداء مصطفى البكور، في منشور عبر "تليغرام"، إن "بعض الفصائل المسلحة غير المنضبطة اعتدت اليوم على نقاط فضّ النزاع وقوى الأمن الداخلي في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في ريف السويداء الغربي والشمالي". وأضاف أنّ "هذه الأفعال لا تعبّر إلا عن مصالح ضيقة ونزعة إلى الفوضى والنهب، بعيدة عن قيم المحافظة وأهلها"، داعياً الأهالي إلى "الوقوف في وجه هذه الممارسات ومنع كل من يحاول العبث بأمن الناس أو التلاعب بمصيرهم". وشدد البكور على أن "الأمن والاستقرار مسؤولية جماعية، وحماية المجتمع واجب على كل فرد شريف"، مضيفاً: "كفاكم تلاعباً واستغلالاً، فالوطن أكبر من أوهامكم، وأهل السويداء أسمى من أن يُخدَعوا بمشاريعكم الهدّامة".وفي السياق ذاته، قال مدير مديرية الأمن في مدينة السويداء، سليمان عبد الباقي، في توضيح عبر "فيسبوك"، إنّ "العصابات ومليشيات الحرس اللاوطني ما زالت لليوم الثالث تقوم بالخرق واستهداف مناطق وجود قوى الأمن الداخلي بالمحافظة"، مضيفاً أنّ "التعليمات حاسمة من قائد الأمن الداخلي في المحافظة بالرد فقط على مصادر النيران بعد التثبيت والتصوير وتوثيق الخرق الذي يحصل".ودعا عبد الباقي إلى عدم الانجرار وراء "الشائعات والكذب" حول قيام الأمن بخرق وقف النار أو استهداف المدنيين، مؤكداً أن "هذه الأخبار كاذبة"، وأن الأمن "على إطلاع بأي نقطة يحصل فيها اشتباك". وشدد على أن "قوات الأمن الداخلي تقوم بالحفاظ على سلامة المدنيين وأمنهم وحمايتهم وعدم التصعيد للتأكيد على سلامة المدنيين"، مضيفاً: "لا ضامن لنا ولكم غير الدولة السورية في بسط الأمن والاستقرار في المحافظة". وختم بالقول: "الدم لا يجر غير الدم والفتنة أشد من القتل، وأيدينا ممدودة للشرفاء".وكانت اشتباكات مماثلة قد اندلعت، السبت الفائت، وأسفرت، وفق مصادر "العربي الجديد"، عن مقتل عنصر من قوى الأمن الداخلي وإصابة آخرين، بعد مواجهات مع مجموعات مسلحة منضوية في "الحرس الوطني". وتصاعدت حدة الاشتباكات بين الجانبين خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل توترات متزايدة منذ المواجهات الدامية التي شهدتها المحافظة في يوليو/ تموز الماضي، والتي خلّفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. وتعيش السويداء منذ سقوط النظام السوري السابق، أواخر العام الماضي، حالة من الفراغ الأمني والسياسي، ما ساهم في اتساع فجوة الصراع بين الأجهزة الأمنية والمجموعات المسلحة المحلية.
*المصدر : العربي الجديد

1