كتيبة ماعز حليف للإطفائيين في مواجهة الحرائق!!
13.07.2021
غلينديل، كاليفورنيا (الولايات المتحدة) – تحسبا للحرائق التي تأتي على مساحات واسعة في كاليفورنيا سنويا تستعين فرق الإطفاء في الولاية برؤوس ماعز تقوم مهمتها على رعي العشب لتخليص الأراضي من أي نباتات قابلة للاشتعال وحماية المنازل المجاورة من النيران.في هذه الأيام الحارة من يوليو ينتشر قطيع من حوالي 80 رأس ماعز على الأراضي المحيطة بمرتفعات غلينديل قرب لوس أنجلس.هذه الحيوانات موجودة منذ قرابة عشرة أيام في المكان، مع مهمة محددة تقضي برعي الأعشاب لمنع تمدد النيران إلى المنازل.وقد كان 2020 أسوأ عام في تاريخ كاليفورنيا الحديث على صعيد الحرائق، إذ أتت النيران على أكثر من 1.5 مليون هكتار من المساحات الحرجية. ومع موجات القيظ المتكررة والتغير المناخي تخشى السلطات أن تصبح هذه المآسي الطبيعية أمرا اعتياديا. لذا فإن أي مساعدة في التصدي للحرائق مرحب بها من أي جهة أتت.ويوضح جيفري راغوزا قائد إطفائيي غلينديل “بدأنا نسمع الكثير عن رؤوس الماعز من السكان وباقي الإطفائيين والمدن الأخرى، وكلما تعمقنا أكثر في الموضوع أدركنا مدى فاعليتها واحترامها للبيئة”.وبالإضافة إلى المساهمة في الحد من تمدد النيران من خلال التهام الأعشاب والنباتات القابلة للاشتعال بسرعة ينشئ الماعز مناطق عازلة بين المساحات الحرجية والمساكن. هذا النوع من الأروقة يتيح للإطفائيين التدخل في “بيئة أكثر أمانا” مع إبقاء النيران على مسافة بعيدة، وفق راغوزا.ويؤكد المسؤول أن هذه المواشي ليست سوى جزء من آليات مكافحة الحرائق، غير أن مساهمتها في هذا المجال إيجابية جدا إذ تقلص الأعباء الملقاة على البشر من ناحية إزالة الأعشاب الضارة تحت شمس الصيف الحارقة، وهي مهام تتطلب في الأصل ساعات طويلة خصوصا في المناطق ذات التضاريس المتعرجة.كما لا يجب إغفال ذكر “خطر الإصابات الدائم لدى أفراد الطواقم العاملة” فيما “لم نر بعد أي ماعز يسقط” خلال أداء هذه المهام، بحسب قائد الإطفائيين.وتعود ملكية هذه المواشي إلى مجموعة “ساج إنفايرومنتل غروب” المتخصصة في استصلاح الأراضي الطبيعية. وقد بدأت مؤسستها أليسا كوب الاستعانة بالماعز في هذه المهام قبل خمس سنوات، وباتت تستخدم حوالي 400 رأس من هذه الحيوانات.وتشير كوب إلى أن الاستعانة بهذه الحيوانات المعروفة بخفتها خيار صديق للبيئة لأنه لا يسبب تآكل التربة الذي ينجم مثلا عن استعمال المركبات.لكن الانتباه واجب، إذ أن رؤوس الماعز تُعرف أيضا بأنها تقضي على كل شيء في طريقها؛ لذا “نتابعها عن كثب”، وفق كوب التي تقول “إذا شعرنا بأنها ترعى كميات كبيرة من الأعشاب -وهي السلبية الوحيدة عموما التي تترتب على استخدام الماعز- نحاول دفعها” في اتجاه نقطة أخرى عبر جذبها من خلال إغرائها بالتبن أو إبعادها بواسطة أسياج مكهربة.وتقول الشركة التي تدير مشاريع مشابهة في مناطق أخرى في كاليفورنيا إن “هذه الكلفة توازي ما تدفعه السلطات للعمال”، دون الكشف عن تكلفة الاستعانة بالماعز.ويوضح راغوزا أن المشروع في غلينديل لا يزال تجريبيا وسيخضع للتقويم، لكن “الأمور تسير على ما يرام حتى اللحظة، ونحن واثقون من أن النتائج ستكون إيجابية”.
www.deyaralnagab.com
|