الطباعة التلقائية للهواتف الذكية تخون مقاصد الناس!!
02.08.2021
تتسارع التطبيقات التكنولوجية المتعلقة بالهواتف الذكية ويتعلق عشاقها بالجديد في عالم الاتصال، لكن سوء استعمالها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة من بينها عكس ما يروم الناس التعبير عنه. فالطباعة التلقائية المتمثلة في تحويل الأصوات إلى نصوص قد تصل بمعنى خاطئ إذا لم نتثبت في ما كتب.عمان – “الله يطرمك”، كانت فحوى رسالة واتساب أرسلتها سيدة ثلاثينية تشكو ضيق ذات اليد لشخص أسدى لها معروفا، ولم تكن تعلم أنها وصلته بهذه الصيغة غير المقصودة حكما إلا بعد اتصاله بها، ومحاولته المغلفة بعتاب لاستيضاح ما رمت إليه، إذ ظنت أنها أرسلت إليه دعوة جميلة مفادها “الله يكرمك”، غير أن الطباعة التلقائية التي تعتمدها عبر خاصية تتيح لها ذلك خلال كتابتها للرسائل النصية ضمن دردشات ذلك التطبيق خانتها، كما تقول، حيث أنها لم تتحقق من سلامة إملاء ما أرسلته، فواجهت عتابا من المرسل إليه مشفوعا بتفهم تبريرها الواضح.وتضيف السيدة أنها ليست المرة الأولى التي ترسل فيها رسائل تحمل معاني مختلفة عما تريد كتابته، لاسيما وأنها تعاني من مشكلات في النظر، ما اضطرها إلى إلغاء تلك الخاصية، مستعيدة قدراتها على الكتابة الذاتية برفقة النظارة الطبية، والتحقق أولا بأول مما تخطه قبل إرساله، مشيرة إلى أن كتابة الرسائل عبر تطبيقات الهواتف الذكية هي كناية عن تدريب مستمر لقدرتها على استخدام اللغة العربية كما يجب لها أن تكون، بعيدا عن لغة “التشات” التي تخلط بين اللغتين العربية والإنجليزية في ما يسمى بين العامة بـ”العربيزي”.وفيما ينشط العديد في مجال تبادل المعلومات والآراء والأفكار عبر مجموعات الدردشة، وخاصة تلك المتعلقة بقضايا عامة، يعمد بعضهم إلى تصحيح كلمات معينة بعد إرسال النصوص بالإشارة إليها تحديدا، وقد درجت العادة على توضيحها بشكل النجمة هذه (*) حتى لا يفسّر النص بأكثر مما يحتمل.ودعا معنيون عبر وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إلى أهمية التأكد والتحقق من فحوى نصوص الرسائل عبر تطبيقات الهواتف الذكية، سواء لجهة المعاني المقصودة والمفردات الواردة، وسلامة الإملاء وحتى القواعد إن أمكن، مؤكدين أن الكلمة كالرصاصة لا رادّ لها إلا بالتأني والتمحيص وعدم التسرع، وأن كل كلمة ترسل تحسب على صاحبها، لاسيما وأنها باتت متاحة للعامة، فيما بعضهم يهوى القيام بتصوير النصوص “السكرين شوت” وتحويل الرسائل إلى مادة للتندر والتنمر وربما لسوء الفهم.وذكّروا بأن الاعتماد على الطباعة العربية دون الاتكاء المطلق على البرامج المتوفرة في الهواتف يعزز من القدرات اللغوية والإملائية للأشخاص، ويحافظ على كياسة لغة الحوار والتواصل، خاصة أن الطباعة التلقائية خيار وليست إجبارية.وفي هذا الإطار يدعو عطالله الحوت أبوقتيبة (أعمال حرة) إلى اعتماد خاصية التدقيق التلقائي الموجودة في تلك التطبيقات، وضرورة التأكد غير مرة من محتوى النص المراد إرساله، فيما ترى الثلاثينية مها جمال (ربة منزل) أن على المتلقي تفهم المعنى العام للرسالة، وأن لا يتوقف عند كلمة من الواضح أن الطباعة التلقائية قد أتت على أصلها تماما.وتشير الناشطة في العمل القروي الإنتاجي وفاء جمال إلى ضرورة أن يكبد الفرد نفسه عناء إعادة قراءة كل كلمة قبل إرسالها، بقطع النظر عن طول النص أو قصره “فهذا يعكس للشخص المتلقي نبذة عن شخصيتك وطباعك وأسلوبك ودقتك”، وفقا لتعبيرها.من جهته قام المهندس مراد أبوكركي بمجرد شراء الهاتف النقال بإيقاف خاصية تسمى التصحيح التلقائي التي تفترض بدورها الكلمات وتغير المعنى الحقيقي للمعاني المقصودة، كما يُفضل الاحتفاظ بخاصية تسمى الكلمات المتوقعة، وهي موجودة بالإعدادات وتتعلق بلوحة المفاتيح، لافتا إلى أهمية التأكد من مضمون النصوص قبل إرسالها وعدم الاعتماد على ذاكرة الهاتف فحسب. بدوره يقول المتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي غفار العالم “قد تتسبب الكتابة التلقائية التي توصل الرسائل للآخرين بقصد يختلف تماما عما أريد له في مشكلات بين الناس تؤثر تاليا على حسن العلاقات بينهم”
www.deyaralnagab.com
|