الخصم الآخر لمصارعات السومو في البرازيل هو... الأحكام المسبقة!!
20.03.2023
لا تأبه فاليريا وديانا دال أوليو بالأحكام المسبقة التي تحيط بممارسة النساء السومو، بل على العكس تجعل هذه الأم وابنتها منها وقوداً في حياتهما اليومية.حول "دوهيو" ساو باولو، وهي حلبة دائرية يبلغ قطرها 4,55 أمتار ينبغي على المصارع أن يدفع خصمه إلى خارجها، جلست فاليريا (39 عاماً) وابنتها ديانا (18 عاماً) إلى جانب مصارعي سومو آخرين من مختلف الأعمار والبنى الجسدية تنتظران موعد منازلة جديدة لهما ضمن بطولة البرازيل.في اليابان حيث نشأت هذه الرياضة قبل 1500عام وارتبط تاريخها بالشنتوية (مجموعة من المعتقدات الدينية والأسطورية اليابانية)، حُظر منذ البداية على النساء احترافها. لكنّ تطوّر العقليات أدى إلى إقامة مباريات نسائية للهواة، وبطولة العالم للسيدات منذ عام 2011.أما في البرازيل، إحدى أكبر دول أميركا اللاتينية، فتشكّل النساء نصف اللاعبين المرخّص لهم والبالغ عددهم 600.وأبدى رئيس اتحاد السومو البرازيلي أوسكار موريو تسوتشيا ارتياحه إلى كون "الحواجز سقطت"، بعد "استحداث فئات الأوزان الخفيفة والمتوسطة والثقيلة في محاولة لجعلها رياضة أولمبية". وكانت السومو رياضة استعراضية في أولمبياد طوكيو 2020.مارست فاليريا دال أوليو رياضتي الجودو والجوجيتسو اللتين تحظيان بشعبية في البرازيل، ثم جربت عام 2016 السومو التي أدخلها المهاجرون اليابانيون إلى البرازيل في بداية القرن العشرين.
وتروي أنها واجهت "أحكاماً مسبقة"، مضيفةً "عندما كنت أقول إنني أمارس السومو، كان الناس يعتقدون أنني يجب أن أكون بدينة. وفي الرياضات القتالية، لا تظهر النساء كثيراً لأن الرجال هم الذين يقاتلون عموماً".إلاّ أنها ترى خلافاً لذلك أن النساء "أكثر قتالية من الرجال" في المسابقات والبطولات إذ ليس لدى الرجال "القدر نفسه من المهام اليومية".وتقول هذه الأم لطفلين إنها تجد صعوبة في التوفيق بين ممارستها هذه الرياضة وانشغالاتها المتعددة، معتبرة أن مجرّد مشاركتها في البطولات "انتصار حقيقي".غير إن فاليريا دال أوليو طبعت رياضة السومو في بلدها بفوزها ثلاث مرات بلقب بطولة البرازيل (2018 و2019 و2021) وباللقب القاري لأميركا الجنوبية عام 2021 في فئة الوزن المتوسط (بين 65 و73 كيلوغراماً).أما ابنتها ديانا دال أوليو البالغة 18 عاماً، فتوضح أن ما جذبها إلى السومو هو أن الجمع بين القوة والاستراتيجية والمهارات التقنية في مبارياتها التي يندر أن يتجاوز وقتها 30 ثانية، يتيح الفوز على الخصم حتى لو كانت بنيته البدنية أكبر.والمرة الأولى التي وضعت فيها ديانا حزام "مَواشي" الجلدي الذي يغطي الأجزاء الحميمة كانت عام 2019، حين خاضت مباريات الوزن الخفيف (حتى 65 كيلوغراماً)، في حين تبدأ فئة الوزن الثقيل اعتباراً من 80 كيلوغراماً.وكوالدتها، تشكو ديانا "الأحكام المسبقة"، إذ "يقول الكثير من الناس إن النساء ضعيفات، وإن لا قدرة لهنّ على التحمّل، وإنهنّ إذا تعرّضن للإصابة يتوقفن"، على ما تلاحظ المصارعة. لكنّها ترى أن "هذا النوع من الكلام لا يقتصر على السومو، بل هو موجود في كل مكان" ، و"يمكن تعلُّم مقاومته"، مؤكدة أن جيلها "ينتفض".ولم تحقق فاليريا وديانا نتائج بارزة في ساوو باولو خلال التصفيات المؤهلة لبطولة أميركا الجنوبية.فديانا لم تفز سوى بواحدة من مبارياتها الثلاث، وخسرت فاليريا في مبارزتها الوحيدة ضد لوسيانا واتانابي، بطلة البرازيل 18 مرة ووصيفة بطلة العالم مرتين (2013 و2017).وتعمل واتانابي (37 عاماً) التي تُعدّ نجمة رياضة السومو البرازيلية، على نقل شغفها من خلال تدريب شبّان وشابات في سوزانو، على بعد 50 كيلومتراً من ساو باولو.وتقول "عادة ما يكون الرجال هم الذين يعطون دروساً، لكنني أعتقد أني أُلهِم الطلاب لأنني أظهر لهم إنجازاتي".وترغب واتانابي هي الأخرى في "إسقاط الأحكام المسبقة، كي يحترم الناس هذه الرياضة أكثر، إذ لا يزال كثر يعتقدون أنها مخصصة للرجال فقط، وللبدناء".
www.deyaralnagab.com
|