فوز بطلة مغربية بالبرونزية في الماراثون العالمي “يبكي” المغاربة لهذا السبب!!
28.08.2023
فجر فوز العداءة المغربية، فاطمة الزهراء كردادي، ببرونزية سباق الماراثون في بطولة العالم لألعاب القوى في بودابيست، موجة من التعليقات المناصرة للبطلة، وأعاد إلى الواجهة لحظات عصيبة مرت منها حين تم استبعادها من تمثيل المغرب، ولم تلتحق بصفوف المنتخب، لأسباب تبين فيما بعد أنها كانت مجرد تخمينات أو في إطار “محاربتها” وفق تعبير عدد من المدونين.مشهد البطلة كردادي وهي تبلغ خط نهاية السباق وتحاول الصراخ تعبيرا عن فرحتها، بعد الجهد الذي بذلته ووصف بـ “الخرافي”، أثر في المغاربة الذين قال بعضهم إنه بكى معها، والبعض الآخر أكد أن الله نصرها بعد سنوات عجاف من “الإقصاء” و”الاستبعاد” من تمثيل المغرب، وبالتالي حرمانه من ميداليات كانت ستأتي قبل هذا الفوز في بودابست.وكان للتعليقات العاطفية الدالة حضور ضمن مجموع التدوينات التي احتفت بفوز البطلة كردادي، ومنها ما كتبه المسرحي والأكاديمي سعيد الناجي، حين قال “هذه الصورة تدفعني الى البكاء”، وأضاف “هي صرخة تراجيدية، انتصار على الجسد”، وتابع موضحا أسباب هذه القراءة لمشهد الصرخة، “كأنها تصرخ في وجه أعداء أرادوا لها عدم الوصول”، باختصار “هذه صرخة فتاة من تراب مغربي منسي”.
بعض المواقع الإخبارية اختارت عناوين مباشرة تكيل التهم للمسؤولين في ألعاب القوى في المغرب، ونجد من بينها عنوان “فاطمة الزهراء كردادي ظلمتها جامعة ألعاب القوى.. وتوجتها مثابرتها بطلة أولمبية”، وعلى النهج نفسه سار الإعلامي المصطفى العسري، الذي زاد من الجرعة وطالب بإقالة المدير التقني للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى (الاتحاد المغربي).
وكتب العسري تدوينة على صفحته في الفيسبوك، “إقالة المدير التقني للجامعة الملكية لألعاب القوى أصبحت واجبة”، وأوضح سبب ذلك “لأنه حرم المغرب من ميداليات فاطمة الزهراء الكردادي خلال السنوات الماضية.. وبسبب التشهير الذي تعرضت له.. باتهامها بتناول المنشطات.. قبل أن تنصفها قدماها في بودابيست..”أما مدون آخر وهو سفيان أيت الطاهري، فقد أشار إلى أنه ليس “من السهل” الفوز ببرونزية ماراثون ببطولة العالم، لأنه “يكفي القول إنها أول ميدالية مغربية عربية شمال أفريقية في تاريخ بطولات العالم”، وأضاف “بحكم تتبعي وفضولي الرياضي أعرف ما وقع لهذه البطلة من (قمع) رياضي ومضايقات من طرف بعض من يتحكمون في زمام الأمور، وأيضا من خلال بعض المقالات الرياضية وبعض تدوينات المهتمين، عرفت أن المضايقات وصلت حد الاتهام بتناول المنشطات والإبعاد عن الفريق الوطني وحرمانها من التعويضات المالية، والآن تكذّب الكل وتتحدى الجميع وتهدي المغرب ميدالية ذات قيمة تاريخية كبيرة”.وحسب صاحب التدوينة، فإن “هذا الإنجاز يجب أن تفتح معه الجامعة واللجنة الأولمبية المغربية تحقيقا في ملف هذه العداءة لمعرفة الحقيقة ولماذا تم حرمانها من المشاركة الدولية في مناسبات عديدة”.
صحافي آخر كتب عن الموضوع واختصر وجهة نظره في العنوان الذي اختاره لتدوينته الطويلة، “فاطمة الزهراء كردادي.. البطلة التي هزمت التهميش والمكائد!” موضحا أن هذا “التتويج غير مسبوق وطنيا وعربيا”، بحيث “تحقق اليوم انتصارين؛ الأول على غريماتها العداءات في شوارع بودابست، والثاني على رهط من الناس عملوا كل ما بوسعهم لأجل إجهاض حلمها، وهو رفع عَلم بلادها عاليا خفاقا بين أعلام الأمم، كما تحقق لها اليوم رغم كيد الكائدين والحاقدين وأعداء النجاح”.وتساءل اليزيد “كيف تحقق حُلم فاطمة الزهراء؟”، ليجيب بسرد ما وصفها بـ “الحكاية التراجيدية التي تحولت إلى حلم جميل يخرس الألسن ويفضح النوايا الخبيثة”، وعاد إلى ما “قبل سنة تقريبا”، حين “استُبعدت بطلتنا من تربصات المنتخب الوطني المغربي، استعدادا للبطولة الإفريقية التي كانت نتائج المنتخب فيها كارثية بكل المقاييس، وسبب الإبعاد كما أشيع وصرّح به عبد الله بوكراع المدير التقني للمنتخب، لبعض الصحف ومنها صحيفة (الصباح)، هو (خضوعها لفحص المنشطات)، (ركزوا جيدا.. خضوعٌ لفحص وليس تورطا باستعمال)!”.
وتابع الصحافي المغربي سرد “الحكاية التراجيدية”، بإبراز أن البطلة كردادي “وفق تصريحات منسوبة إليها تفند هذا المعطى، جملة وتفصيلا، بل وتؤكد أنها كانت تأتي إلى المنتخب، قاصدة الإدارة التقنية لإجراء أي “كونترول” /فحص مفترض على المنشطات، ولكنها كانت تجد الأبواب موصدة أمامها، والتي لم تفتح لها رغم توسلاتها المتكررة لحد البكاء بأن يفسحوا لها المجال لتحقيق الحلم!”.وبعد أن أشار إلى أن البطلة المغربية اتهمت “جهات” و”اسودت الآفاق أمام نظرها”، بادرت إلى تنظيم “ندوة صحفية فضحت فيها أشياء كثيرة، وأخبرت جمهورها وشعبها بأن أرقامها المحققة في الـ 3000 متر وفي 5000 متر وفي العدو الريفي وفي نصف الماراثون وفي الماراثون تشفع لها في الدفاع عن ألوان قميص الفريق الوطني!”، وكان الزلزال وفق تعبير اليزيد.وخلاصة الحكاية، أنه “قبل السماح للبطلة بالعودة إلى التداريب، وفي سياق إصرار الرافضين للأمل بتاء التأنيث على أن يسطع، نشروا مقالات على المقاس، كلها إمعان في الإحباط ومحاولات خسيسة للاغتيال المعنوي للبطلة، بل هناك من ذهب إلى حد شن حرب حتى على بعض المدافعين على البطلة من الأقلام المنتصرة لها، واعتبروا أنهم (مسعورون)؛ بينما لم ير أصحاب هذا الطرح السّعار الذي ركب أعداء النجاح ومحاربيه والذين يتواطأون معهم!”.تدوينة الصحافي المغربي أرفقها بمجموعة من الصور للبطلة وهي تبكي فرحا وتسجد شكرا لله والعلم المغربي يغطيها، إلى جانب صورة من مقال سابق حول “قضية المنشطات”، والأهم في تلك الصور هي تدوينة أو رسالة من فاطمة الزهراء كردادي على إثر مقال في جريدة، بأسلوب ولغة كلها ألم، لتختم بـ”حسبي الله ونعم الوكيل”.
www.deyaralnagab.com
|