افغاني ينفخ في الزجاج فنّا يندثر!!
23.08.2024
هرات (أفغانستان) - ينحني غلام ساخي صيفي أمام فرن متوهج حيث يعمل على مادة زرقاء منصهرة ليصنع منها قطعا بأشكال عدة. وهو يعتبر أحد آخر الحرفيين الذين اتبعوا تقليد الأسلاف في صناعة الزجاج المنفوخ في أفغانستان.ويقول الحرفي وقد بدت آثار العمل على يديه وأصابعه “هذا هو فننا وتراثنا، وهذا ما أتاح لنا تأمين لقمة عيشنا منذ زمن طويل". ويضيف صيفي الذي يقدّر عمره بخمسين عاما "نحاول أن نضمن عدم اندثار هذه الحرفة وعدم وقوعها في النسيان". والمعروف أن تقليد نفخ الزجاج في مدينة هرات الكبيرة في غرب أفغانستان نشأ قبل قرون. ويروي صيفي أن عائلته تعمل في هذا المجال منذ نحو 300 عام "فقط".الحرفي الأفغاني لم يعد يشغّل فرنه في المدينة إلا مرة واحدة فحسب في الشهر لأن الأكواب والأطباق وحاملات الشموع التي ينتجها لا تدرّ عليه إلاّ نحو 30 دولاراولم يعد صيفي يشغّل فرنه في المدينة إلاّ مرة واحدة فحسب في الشهر، لأن الأكواب والأطباق وحاملات الشموع التي ينتجها لا تدرّ عليه إلاّ نحو 30 دولارا. ويفسّر تراجع مدخوله بغياب الزبائن الأجانب كذلك تأثرت مبيعاته سلبا نتيجة استيراد منتجات الزجاج المنفوخ الرخيصة من الصين.ويشرح صيفي أن "السكان المحليين لا يستخدمون” منتجاته، إذ أنهم، "بالسعر الذي يبلغ أكثر من ثلاثة دولارات للقطعة الواحدة، يفكرون أولاً بشراء رغيفين من الخبز لأطفالهم". وبينما كان النافخون يستخدمون فيما مضى زجاج الكوارتز، باتوا يستعملون اليوم القناني الزجاجية المعاد تدويرها والمكسورة والمسخنة جدا والتي تعود إلى الحالة السائلة.
www.deyaralnagab.com
|