logo
1 2 3 41353
الرحى الليبية على قائمة اليونسكو للتراث العالمي!!
22.01.2025

رغم انتهاء حقبة استعمال الرحى إلا أنها لا تزال ترتبط ارتباطا وثيقا بالحياة التقليدية في ليبيا باعتبارها من الأدوات التراثية التي لا تستغني عنها الكثير من العائلات، خصوصا في غرب البلاد. لذلك تحرص وزارة الثقافة والتنمية المعرفية على إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
طرابلس - تدرس وزارة الثقافة والتنمية المعرفية بحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا مسألة تسجيل مواقع وعناصر ثقافية في قائمة التراث العالمي، من بينها أطباق وأكلات شعبية مشهورة مثل البازين والفتات والمبكبة والكسكسي، مع اقتراب الانتهاء من مشروع إدراج آلة الرحى ضمن هذه القائمة.
جاء ذلك خلال لقاء جمع وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية مبروكة توغي والمدير الإقليمي لمكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لمنطقة المغرب العربي إيريك فالت، على هامش مشاركتها في مؤتمر وزراء الثقافة العرب المنعقد في العاصمة المغربية الرباط.
وقال مدير مكتب الإعلام والتواصل لدى وزارة الثقافة والتنمية المعرفية بليبيا فرج الشقار الأحد إن الوزارة أوشكت على الانتهاء من مشروع إدراج آلة الرحى ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والرحى هي عبارة عن حجرين يشكلان دائرة ومفترقتين من الوسط ويتم وضع الأول على الثاني بشكل متواز، ثم تُنزل المادة المراد طحنها من ثقب صغير وسطهما ويتم تحريك الحجر العلوي باليد وبشكل دائري حتى تطحن المادة، وهي آلة مازالت مستعملة في بعض المناطق الليبية.
والرحى اليدوية التقليدية تحمل تسميات عديدة باختلاف المناطق العربية، ومنها الطاحونة والجاروشة والتارشة (إذا كانت كبيرة الحجم) لعلها تكون آخر الأدوات الحجرية التي رافقت الإنسان في حياته لقرون حتى زمن غير بعيد.
وقبل عقود كانت للرّحَى أهمية كبيرة لدى الأسر الريفية التي كانت تستعمل هذه الآلة في طحن حبوب القمح والعدس والفول وغيرها. وتصنع الرحى من الحجر الخشن الثقيل أو من حجر الصوان الذي تسمح صلابته برحي الحبوب الجافة بمختلف أنواعها، وهي تُستعمل لاستخراج الدقيق الرطب وكذلك لجرش الحبوب وطحنها.
ورغم انتهاء حقبة استعمال الرحى إلا أن ارتباطها بالحياة التقليدية وعلاقة المرأة العربية بها وما خلفته هذه العلاقة من إبداعات فنية، شعرا وغناء، جعلها من الأدوات التراثية وثيقة الارتباط بالموروث الشعبي العربي ورمزا للأصالة ومصدرا لاستكشاف مراحل تطور ابتكارات الإنسان في صنع الأدوات التي تمكنه من تسهيل حياته وتوفير الغذاء بجهد أقل. وهي اليوم قطعة أثرية تتزيّن بها المتاحف العربية لتوثق من خلالها مراحل تاريخية محددة، لكنها ستظل حاضرة في المخيال الشعبي بصور متعددة وفي الأدبيات والفنون العربية المعاصرة.
وقال الشقار إن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون خلال الفترة المقبلة بين الوزارة واليونسكو في مجالات الثقافة والتراث، مشيرا إلى أن اللقاء استعرض أيضا مسألة تسجيل مواقع عناصر ثقافية ليبية في قائمة التراث العالمي، وإعداد ملفات متعلقة بالتراث الثقافي غير المادي من أجل ترشيحها للتصنيف ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، وتنظيم دورات تكوينية ينشطها خبراء من اليونسكو في مجال التراث.
وأضاف أن أهم العناصر التي تدرس ليبيا مسألة تسجيلها وجبة البازين التي يفضل أغلب الليبيين تناولها في فصل الشتاء لأنها تعمل على تدفئة الجسم، وهي شائعة خصوصا في الغرب الليبي، مشيرا إلى أنها تتكون بشكل أساسي من دقيق الشعير أو القمح مع مرق لحوم حمراء أو لحوم أخرى، ثم يتم طبخ الدقيق في الماء ويدلك حتى ينضج، ثم يجمع في وسط الإناء ويسقى بمرق اللحم.
وأكد الشقار أن لقاء الوزيرة توغي مع المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو ناقش أيضا إدراج عدد من المواقع الليبية، منها: قصر كاباو، وقصر نالوت، وقصر ليبيا، وأن تكوفي، وقاعة جالو، وجامع الدورار خليل باشا، وبوابة معرض طرابلس الدولي، والاثرون، وقلعة مجزم، وقلعة كوكمن، ومحطة قطار جنزور، وواحة بزيمة، وفيلا سيلين، وجبل العوينات، وكنيسة السيدة مريم، وموقع زاوية السبعة الفواتير، ومستوطنة قرزة، وضريح صفيت، وبلدة الجديد القديمة، وقصر الزهور، والزاوية البيضاء السنوسية، وهي مدرجة حاليا على قائمة منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلم والثقافة (الإيسيسكو).


www.deyaralnagab.com