أوركسترا باكستانية تعزف على ظهور الجمال لمنافسة الهند!!
01.12.2015
إسلام أباد- يرفع جنود باكستانيون تابعين لفرقة موسيقية فريدة من نوعها، رايات أرجوانية وذهبية بين كثبان الرمال، وهم على ظهور الجمال التي تتمايل على وقع الموسيقى التي يعزفونها باتقان مع الحفاظ على توازنهم. ونشأت هذه المجموعة الموسيقية الفريدة من نوعها العالم الماضي في باكستان، حيث لم يعد لسائسي الجمال مهمات مفيدة في الجيش مع انتشار استخدام السيارات الرباعية الدفع في تنظيم الدوريات على الشريط الحدودي مع الهند. ويقول محمد حسين أحد هؤلاء العازفين “إنه أمر صعب أن نعزف على مزمار القربة ونحن جالسون على ظهر الجمل، لكننا بتنا نتقن هذا الفن”.وبعدما صار استخدام الجمل الذي يعرف بسفينة الصحراء ثانويا في المهمات الأمنية، عمد المسؤولون إلى إنشاء هذه الفرقة الموسيقية العسكرية لتكون ملحقة بوحدة حرس الصحراء.وفي شهر مارس الماضي قدمت هذه الفرقة أول عروضها أمام الجمهور في إسلام أباد، وذلك في يوم العيد الوطني الباكستاني، واتخذت مقرا لها في مدينة موج غاره على بعد مئة كيلومتر شرق مدينة باهاوالبور في إقليم البنجاب. وفي هذه الربوع الخالية، يتمرن الجنود العازفون بوتيرة يومية على أمل أن يصل فنهم الجديد إلى المستوى العالمي.فيما تتمايل الجمال على إيقاع الطبول، ويشرح الضابط عبدالرزاق سبب الاعتزاز بهذه الفرقة، لكونها تضع باكستان “على قدم المساواة مع العدو الهندي”. ويضم الجيش الهندي فرقا موسيقية يعتلي أعضاؤها ظهور الجمال، لكنهم يعزفون آلات نحاسية، بحسب الضابط.ويقول عبدالرزاق “ينبغي أن نحافظ على معنويات جنودنا، ولذا نريدهم أن يشعروا بالفخر لوجود هذا النوع من الفرق الموسيقية، لسنا أقل شأنا من أحد”. وأنشئت في موج غاره، مزرعة كبيرة تتسع لمئة وسبعين جملا يتدرب الجنود على ترويضها.ويشرح الضابط أن “الأمر ليس سهلا، فهذه الحيوانات معروفة بأنها تغضب وتنتقم وتتسم بأطوار غريبة”. ويساهم في هذه الوحدة أطباء بيطريون وممرضون يعتنون بصحة الجمال بشكل مستمر، فيما يتولى السائسون مهمة إطعامها.ويقول سيبوس أصغر علي أحد سائسي الجمال إن “لم نطعمها في الوقت المناسب تغضب وقد تتناحر في ما بينها”. ويصف الجمال بأنها “ذكية جدا، وسريعة الغضب”، لكن العلاقة معها سرعان ما تصبح ودية بعد بضعة اشتباكات.ويقول “لقد دربناها على ألا تغضب، حتى حين تقرع الطبول، والآن باتت تطيع كل أوامرنا”. وتضم مدينة موج غاره قاعدة عسكرية للجيش الباكستاني، وهي ذات مناخ صحراوي جعل منها مكانا مناسبا للفرقة الموسيقية ذات الجمال.ويشارك في كل عرض 22 جملا يحمل كل منها شخصين، سائس وعازف. ومن العروض التي يتقنها رجال هذه الفرقة الوقوف رأسا على عقب على ظهر الجمل، أو تشكيل هرم من ستة رجال على ثلاثة جمال.وبعد العرض الأول المقدم في إسلام أباد في العيد الوطني، شاركت الفرقة في المهرجان الوطني في لاهور عاصمة إقليم البنجاب. ويأمل عبدالرزاق في أن تواصل الفرقة مسارها صعودا، وأن تتمكن من إرسال أعضائها لتلقي الدروس المتخصصة في المدرسة الموسيقية العسكرية.ويأمل أيضا في أن تتمكن الفرقة من منافسة غيرها من الفرق التي تعزف القربة، ولا سيما فرقة سلطنة عمان، موضحا أن الفرقة مستعدة لتقديم عروض خارج باكستان، إن حصلت على وسيلة لنقل جمالها.!!
www.deyaralnagab.com
|