موسم الحصاد فرصة السودانيين لتعلم الموسيقى والرقص!!
19.01.2016
النيل الأزرق (السودان) - يبدأ العازفون بإخراج أبواق وازا من المخازن ويقومون بغسلها وترطيبها ليتسنى لهم استخدامها بكفاءة وتناغم أثناء الاحتفالات، ليس للمهرجانات أو للحفلات الموسيقية بل للإعلان عن بدء موسم الحصاد بمنطقة النيل في السودان، حيث تخرج العائلات مبتهجة سنويا لاستقبال موسم حصاد خيرات الطبيعة.وقبل أن تبدأ الفرقة الموسيقية في قرية جنياس بولاية النيل الأزرق العزف يختار أعضاؤها أبواق وازا بأحجام مختلفة، ثم يبدأون في التدرب على آلاتهم ويقومون بضبطها قبل بدء الحفل. ويختارون بعناية أيضا قرون حيوانات يستخدمونها كآلات إيقاع. ويجب أن يكون الإمساك بالقرون سهلا ليتسنى للموسيقيين عزف الوازا مع النقر بالقرون على خشبة مثبتة على الكتف في وقت واحد.وقال قائد فرقة الوازا محمد حامد النيل “القرن يجب أن يكون مجوفا وقويا لمنح الإيقاع المناسب والنغمة الصحيحة مثل الدربكة (الطبلة)”.وعندما تجهز الفرقة الموسيقية تسلك الطريق وتتجه إلى داخل القرية. ويعزف أكثر من عشرة عازفين في وقت واحد معا لإدخال السرور والبهجة على القرويين المحتشدين.وتعزف مجتمعات عديدة في السودان أبواق وازا ويبتكر الكثير منها مؤلفات. وقال باحث متخصص في الفن والثقافة السودانية يدعى ضيف الله، إن صوت بوق وازا مفتاح لفهم الموسيقى المحلية.وأضاف “وجود البوق في بيئته هو الذي يحدد التتابع الصوتي الذي يحدثه من الآلة. ففي بيئته يكون متناغما وجميلا والناس يستمتعون بصوته بشكل أفضل. ولكن إذا انتقل إلى بيئة ثانية يتسبب في خروج النشاز الموجود فيه”. ويحرص عازفو أبواق وازا المهرة على التيقن من نقل خبراتهم للأجيال الجديدة. ومن هؤلاء عازف يدعى حسن عبدالرحيم يتولى تدريب مجموعة من الطلاب ثلاث مرات أسبوعيا.<br />
وقال عبدالرحيم “لتراثنا هنا ما نترك منه للأجيال القادمة. أنا شخصيا لديّ الآن فرقة يتعلم من خلالها الأطفال هذا النوع من العزف منذ الصغر. أدرسهم كل أسبوع”.وتشهد منطقة النيل الأزرق قتالا بين متمردين وقوات حكومية منذ عام 2011. وتمد احتفالات ثقافية مثل عروض وازا في ولاية النيل الأزرق، ليستمتع الناس في تلك المناطق بإحساس يحتاجونه بشدة مفاده أن الحياة طبيعية. وجدير بالذكر أن فرقا موسيقية متخصصة في عزف آلات مثل وازا تنتشر بكثافة بين مجتمعات وجماعات عرقية مختلفة في أنحاء شمال وغرب أفريقيا!!
www.deyaralnagab.com
|