logo
1 2 3 41345
خاطره...سلمي.. "الأيام لا تخبئ أحداً"...
26.10.2009

"تغيب سلوى مع أنها حاضرة أمامي لكنها غائبة في حضورها ...
كانت تبحث في كل سنوات زواجنا ...
عن تلك المرأة التي أحرقت مستقبلها برجل شاركها حياتها ...
بنصف قلب محروق ...
كانت تبحث عن وسيلة تبقي هذا النصف حياً معها على أقل تقدير ...
وفي كل مرة تكتشف أنها استلمته كائناً منتهى الصلاحية ...
لماذا لا أكون معك في سفراتك المتلاحقة ؟...
في كل سفرة أحمل فيها حقائبي هرباً من هذه الأوتاد ...
بحثاً عن سفينتها التي شقت البحار ...
و تركتني كراكب أخرق نسيته على إحدى الموانئ ...
من غير أن تفطن أنها نسيت قبطانها ...
أسعى في كل سفرة أن أكون و حيداً ...
علني أجدها راسية في ميناء من الموانئ التي أجوبها بحثاً عنها ...
لماذا لا أكون معك في سفراتك المتلاحقة ؟ ...
أثور عليهم فتعتصم بصمتها منكسة رأسها عابثة بأناملها أي شيء يجاورها ...
قبل عام تماماً انفجرت براكينها ...
قذفت بحممها في كل مكان ...
لم تعد تلك الساكنة التي تعبث بأناملها بأي شيء يجاورها غدت صورة لأمها ...
صورة مستفزّة تألب داخلي لأن يحرق كل الحطب الذي هيأه لإشعال جسد جعدة ...
كما كنت أشتهي دائماً ...
حملت سكيناً صغيراً في يدها ...
و أمسكت بثيابي مهددة. سأقتلك إن خرجت ! ...
دعيني أمضي فوقت الرحلة أزف ...
لن تمضي قبل أن أقتلك ...
أو تطلقين.طلقة رصاص تحتاج للضغط على الزناد ...
فقط لتمضي مخترقة الأجساد والكون معاً …
شددت شعرها بعنف : أنت طالق...
طالق !!...
الآن و كلما حزمت حقائب السفر ...
أغلق باب شقتي بهدوء بعد أن أودع أطفالي عند جدتهم ...
و أمضي نحو أمل يغوص في تضاريس اليمن ...
ها أنا في ميناء صنعاء، أتلفت في كل الوجوه علني أصطادها ...
وجبروتها ينز من كلماتها القديمة :
أنا ابنة حضارة موغلة في الزمن أما أنت فجذورك رخوة ...
لماذا نرتد لمئات السنين فجأة ...
نرقد للعروق بينما الأوراق متيبسة جافة ...
ها أنا في عمق الحضارة التي عنها ألاحق حنيناً قديماً وأهرب منه فيه"..... رواية "الأيام لا تخبئ أحداً"...تأليف الكاتب: عبده خال


www.deyaralnagab.com