logo
1 2 3 41345
خاطره شعريه .. يا أَيُّها البلد الكَئيبُ ..ابن الديره..
03.01.2010


يـا أَيُّهـا البلـد الكَئيـبُ حيـاكَ مُنهمـر سَـكـوبُ
لا تَبتـئـس بِالظُـلـم إن ن غَـداً لَناظـرهِ قَريـب
وَغـدٌ عَصيـبٌ لا يَسـر الظالمين غـدٌ عَصيـب
أَشرق بوجهـك ضاحِكـاً وَلشمس شانئـك الغُـروب
ما بَعد غَمّـك غَيـر يـو م تطمئـن بِـهِ القُـلـوب
لَهفي عَلـى البَلَـد الكئـي ب تَعطَـلـت أَسـواقُــهُ
عارٍ كَما أَعرورى الخر يف تَساقَـطَـت أَوراقــه
خَفقـت جَوانحـه أَســىً وَتَـقـرّحـت آمـاقــه
صَبراً فَـإِن الصَبـر قَـد يَحـلـو بِفـيـك مَـذاقـه
هَـذا عَـدوّك لا يَــرع ك وَهَـــذِهِ أَخـلاقُــهُ
بلفور كَأسك مِن دَم الـش شهـداء لا مـاء العـنَـب
لا يَخـدعـنّـك أَنـهــا راقـت وَكللهـا الحـبـب
فَحبابـهـا الأَرواح قَــد وَثبت إِلَيـك كَمـا وَثَـب
فَاِنظُـر لِوَجـهـك إِنَّــهُ في الكَأس لوّحه الغضـب
وَاِنظُـر عمِيـت فَـإِنَّـهُ مِن صَرخة الحَـق التهـب
بلفور يَومـك فـي السَمـا ء عَلَيك صاعِقَـة السَمـاء
مـا أَنَـت إِلا الذئـب قَـد صَوّرت مِن طين الشَقـاء
وَالذئب وَحـشٌ لَـم يَـزَل يَضـرى بِرائحـة الدِمـاء
إِخسـأ بِـوعـدك إِن وَع دك دونـه رَب القَـضـاء
وَإِلــى جَهَـنَـم أَنتُـمـا حطب لَهـا طـول البَقـاء
إِخسأ بوعدك لَـن يَضـي ر الوَعد شَعباً هَبَّ ناهض
لا تَنقـض الوَعـد الَّـذي أَبرَمتـهُ فَلَـهُ نَـواقـض
وَيل لِوَعـد الشَيـخ مِـن عَزمات آسـاد روابـض
أَتَضيع يـا وَطَنـي وَهـا عرق العُروبة فيَّ نابـض
فَلأذهبـن فِـداءَ قَـومـي في غِمار المَوت خائـض
بشراك يـا وَطَنـي فَقَـد نُفض الرقاد عَـن البِـلادِ
نَهَضَت بَواسل فيـك تـق ذف بِالنُفوس إِلى الجِهـاد
شَقوا الطَريق إِلـى العُـلا وَخَطوا عَلى نَهج السَـداد
وَلَسَوف تَنطق فـي سَبـي ل الحَـق أَلسِنَـةُ الجَمـاد
وَالوَيل يـا وَطَنـي لِمَـن أَضحى يصرّ عَلى العِنـاد
بُشراك يـا وَطنـي فَقَـد نَهَضَت بِكَ الغيد الأَوانـس
حيّـت جُمـوعَ الغانـيـا ت عُيونُ نَرجسك النَواعس
أَقبَلنَ مِـن بـاب الخَلـي ل يمسن في سود المَلابس
وَصَرَخنَ في وَجه العَمـي د وَحقهـن لَهُـنَ حـارس
وَطَني ظَفـرت إِذا النِسـا ء هَتفنَ باسمك في المَجالس
وَطَني عَلَينـا العَهـد جَـم عاً أَن نَسير إِلـى الأَمـام
وَنَعيـش إِخوانـاً عَـلـى مَحـض المـودّة وَالوِئـام
وَنَـردَّ عَنـكَ الـنـازِلات مسابقيـن إِلـى الحـمـام
وَنَكون فـي إِعـلاء شَـأ نك عاملين عَلـى الـدَوام
حَتّـى تُــرى مُتفيـئـاً ظَـلَّ الكَرامـة وَالسَـلام
[ شعر الشاعر الفلسطيني الكبير ابراهيم طوقان]


www.deyaralnagab.com