باتت الفضائح والمغامرات الجنسية والحفلات الماجنة لمسؤولين عراقيين حديث العراقيين على الشبكات الاجتماعية خاصة فيسبوك.ويعاني العراق بشكل عام من نقص وترد كبير في تقديم الخدمات المهمة، بسبب استمرار الخلافات والصراعات السياسية والمحاصصة الحزبية وتفشي الفساد، وهو ما أثر سلبا على الواقع الأمني والخدمي في العراق، الذي يعد أغنى دولة في العالم.وتوجه انتقادات العراقيين على فيسبوك خاصة للفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة. ولا يمر يوم واحد في العراق دون أن تحمل الأخبار مزاعم فساد تطال مسؤولين حكوميين وغير حكوميين. ولا تقتصر هذه المزاعم على التلاعب بالعقود والتوريدات الحكومية، لكنها تمتد أيضا لتشمل ما يتعلق بالصحة العامة وأمن المواطن.وضمن هاشتاغ #أم_أحمد_قضيتنا، انتقد العراقيون التناقض المريع بين توجهات الأحزاب الإسلامية الحاكمة كحزب الدعوة والمجلس الأعلى الإسلامي والحزب الإسلامي، والسقوط في منتجع الدعارة بعد كشف بيت تديره امرأة أطلق عليها أم أحمد تقدم خدمات جنسية لأعضاء وشخصيات في الحكومة والبرلمان العراقي في منزل داخل المنطقة الخضراء المحصنة.وكان برنامج “البشير شو”، الذي يقدمه الإعلامي العراقي أحمد البشير، تهكم على السياسيين وطالب رجال الدين فيهم مثل عمار الحكيم وحسن السنيد وعريبي الزاملي بنصح زملائهم بالتدخل من أجل إعادة سكة بنات منزل أم أحمد إلى التوبة، متسائلا بتهكم “بيت أم أحمد أين بالضبط؟”.وحازت الحلقة على مشاهدات قياسية. كما حصد مقطع فيديو من 33 ثانية بعنوان “من هي أم أحمد المتواجدة داخل المنطقة الخضراء مقر الحكومة العراقية ببغداد؟” نشر على صفحة قناة دوتشيه فيلله الرسمية على فيسبوك، على 300 ألف مشاهدة.وكانت السلطات العراقية أوقفت يوم 26 أبريل 2016 البرنامج الساخر “البشير شو” بعد أقل من أسبوعين على بدايته على شاشة قناة السومرية حينها. ويبث الآن على قناة دوتشيه فيلله الألمانية.وتلقى البشير خلال مسيرة برنامجه تهديدات عديدة من جماعات مسلحة وأحزاب سياسية عراقية وصلت إلى حد تدخل سياسيين كبار في العراق لدى حكومة الأردن لإيقاف البرنامج.وعلى تويتر تساءل مغرد “كم رقم ام أحمد؟ كتبت على غوغل رقم أم أحمد كتب لي خاص لعمار الحكيم ولنوري المالكي# أم_أحمد_قضيتنا”.يذكر أن حرس الحماية لنوري المالكي، حين كان رئيسا للوزراء، كانوا أبطالا لمقطع فيديو مصور مسرب من جلسة خمرية ماجنة. وأثار حينها انتقادات واسعة على الشبكات الاجتماعيةوسخر مغرد “بيت #دعارة على الطريقة الإسلامية في المنطقة الدولية الخضراء أين المشكلة #أم_أحمد_قضيتنا”.ويسخر معلق “يبدو أن البرلمان العراقي فيه إثارة كبيرة ولهذا يلجأ أعضاء البرلمان والحكومة بعد كل جلسة أو ربما قبلها إلى بيوت للدعارة كي يرتاحوا قليلا وبعدها أو قبلها يقومون بعملهم المهم… يقولون المال الذي يأتي بالسرقة يذهب إلى بائعات الهوى”. وكان تقرير دائرة مكافحة الاتجار بالأشخاص في الخارجية الأميركية أكد أن الحكومة العراقية لا تقوم بأي جهد لمكافحة ظاهرة الدعارة والاتجار بالرقيق الأبيض بالعراق، ولا تقدم أي حماية ودعم لضحايا الاتجار.وقالت مجلة بولتيكو الأميركية إن المنطقة الخضراء، مركز السلطة في بغداد قد ساعدت في تدمير العراق.وتقول تقارير أمنية إن حيدر العبادي رئيس الحكومة العراقية والقيادي في حزب الدعوة بات في موقف ضعيف للغاية داخل حزبه، وأنه غير مستعد ليخسر العدد الضئيل من حلفائه داخل الحزب من المنقلبين على نوري المالكي.وجاءت خلاصة التقرير في أعقاب رفض العبادي فتح تحقيق حول تقرير استخباري ورد فيه موقف تفصيلي عن ثلاثة بيوت للدعارة يتواجد فيها عدد من كبار القياديين في حزب الدعوة من المنشقين عن تبعية نوري المالكي خصمه اللدود، وفق مواقع إلكترونية عراقية.ووفق مصادر عراقية محلية، فقد كان جهاز أمني قد رصد تردد قيادي في حزب الدعوة على أكثر من بيت تجتمع فيه فتيات ليل، وكان يمكث أحيانا ليومين من دون مغادرة البيت.ونقل مصدر مقرب من العبادي قوله إن هذا أدنى مستويات الفساد وهو أمر شخصي لا يضر أحداً وهو مفيد لنا ولا يقلقنا سياسيا.وكانت زوجة “القيادي” وصلت إلى بغداد من الخارج باحثة عنه لأكثر من أسبوع من دون أن تجده وأخبرها مساعدوه أنه في مهمة سرية وعليها أن تنتظر، لكن يبدو أن الزوجة “المخدوعة” قالت “معقولة رجعت مادلين مطر إلى بغداد”، في إشارة إلى حفلة المطربة اللبنانية مادلين مطر التي استقدمتها حكومة نوري المالكي تحت ستار نقابة الصحافيين بالعراق عام 2012، حيث فاحت بعض الفضائح على خلفية الحفلة.ورغم الوضع المزري لشبكة الإنترنت في العراق، يعتبر العراقيون مستخدمين جيدين لفيسبوك إذ يستخدمه وفق أحدث الإحصائيات 9 ملايين عراقي.وكشفت دراسة سابقة أعدتها مؤسسة “أكامي” للإنترنت، المختصة بتحديد سرعات الإنترنت والتحميل والتنزيل عالميا وشملت 185 دولة، أن “العراق حل فيها بالمرتبة 179 بسرعة تنزيل بلغت 0.75 ميغابايت في الثانية، متخلفا بذلك عن أفغانستان التي حلت في المرتبة 167، والسودان الذي حل بالمرتبة 173"!!