خاطره..حلم مفزع عن النيل وأبو الغيط ..محمد الملط
22.04.2010
رأيت فيما يرى النائم , أن السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصرية قد دخل مكتبه غاضبا ، بسبب ما اتنهت اليه مفاوضات دول حوض النيل من فشل ، فأمن مصر المائى مسألة حياة أو موت ، ارتبك الوزير لعدة لحظات ثم فكر ودبر ، الأمر جد خطير ويجب أن يتصرف بسرعة فائقة وبدقة عالية ، أمر مدير مكتبه بالإتصال بوزارة الخارجية الإسرائيلية ليتحدث مع الوزير الإسرائيلى هاتفيا ، رد عليه الوزير الإسرائيلى مرحبا ، طلب منه أن يعد له زيارة رسمية لمقابلة رئيس الوزراء وأن يتبع تلك المقابلة خطاب مهم سوف يلقيه أمام أعضاء البرلمان الإسرائيلى " الكنسيت " ، رد عليه
الوزير افسرائيلى ببرود : وإذا كان الموضوع مهما لماذا لا يزورنا الرئيس المصرى لتكون نتائج الزيارة أكثر نجاحا ؟ ، أجابه : أنت ياصديقى تعلم ظروفه وأعباءه الكبيرة , فضلا عن موقفه الرافض لزيارتكم باستثناء الزيارة الوحيدة التى قام بها ، رد ببرود أكثر : ولماذا لايأتى رئيس وزرائكم حتى يقابل رئيس الوزراء عندنا ، أجابه أبو الغيط بارتباك : اعذرنى أيها الوزير .. فمنصب رئيس الوزراء عندنا يختلف عما هو عندكم وأنت تعلم ذلك جيدا ،قال له : أنا أعلم ذلك فعلا ولكنها من باب المزاح الذى تجيدونه أنتم أيها المصريون ، وسوف أنجز هذا الأمر مع القيادة
وبصورة عاجلة
تقديرا لجهودكم التى نقدرها فأنت من أعز الأصدقاء فى المنطقة على المستوى الشخصى والرسمى ، مرت ساعات طوال والسيد أبو الغيط ينتظر على جمر من النار ، الى أن جاء الفرج ، مكالمة من وزير الخارجية الإسرائيلى يخبره بموافقة الإسرائيليين على هذه الزيارة ويمكنه أن يلقى خطابه أمام الكنيست وقتما يشاء ، فورا حزم الوزير حقائبه متوجها الى هناك ، استقبلوه استقبال الفاتحين ، قابل رئيس وزرائهم ، وعلى الفور اتجه صوب الكنيست الذى كان منعقدا استعدادا لكلمة الوزير المصرى .
بدأ الوزير المصرى كلمته بكل ثقة وهدوء ودخل فى الموضوع مباشرة ، ذكرهم بأن مصر أول دولة عربية أبرمت اتفاقية سلام مع اسرائيل ، لم ترفض لكم طلبا وأنتم لا تنسون مواقف الرئيس السادات معكم وما ترتب عليه من معاداة الكثير فى الداخل والخارج له مما اتنهى بموته ، كل من وقف ضد السلام معكم اعتقلناه أو ضيقنا عليه أو أبعدناه عن أى منصب حساس ومهم ، طلبتم الغاز بأرخص السعار رغم ظروفنا الإقتصادية الصعبة فلم نتأخر ،لم نقصر فى يوم الأيام فى محاربة الإسلاميين والوطنيين بل وحاكمناهم أمام محاكم عسكرية استثنائية ، وصدرت ضدهم أحكام قاسية , لأن هدفهم
المعلن هو ازالة دولتكم ، غزة التى تمثل لكم شوكة فى حلقكم حاصرناها ومنعنا عنها المال والغذاء والدواء وطبعا السلاح ، بالرغم مما تعرضنا اليه من شجب واستنكار داخليا وخارجيا ، فضلا عن وقوفنا معكم أو عدم معارضة حربكم على غزة ، وبالطبع فإنكم تتذكرون تصريحى الذى قلت فيه ستُقطع رجل أى فلسطينى يقتحم الحدود المصرية، ورضاءً لكم ولأمريكا فقد أقمنا الجدار العازل لمنع تدفق السلاح والغذاء إليهم ، حذفنا الآيات القرآنية التى تحض على كراهيتكم من المناهج التعليمية ، فتحنا لكم مصر وخاصة سيناء للسياحة ، الإعلام الرسمى مُسخر للتعتيم على سلوكياتكم
الوحشية ضد الشعب الفلسطينى ، تعاونا معكم اقتصاديا وعسكريا ولم نتأخر ، فهل توافقوننى على
ما قلت؟ ، ضج الكنسيت بالتصفيق المستمر لدقائق .
التصفيق الطويل زاد من ثقة الوزير المصرى فارتفع صوته مستأنفا الحديث معهم قائلا : ماء النيل لم نمنعه عنكم ، طلباتكم مجابة، قلوبنا مفتوحة لكم وعقولنا متفهمة لما تفعلونه بالرغم من قسوته فأنتم تأسرون أبناءنا على الحدود حينا وتقتلونهم حينا آخر ، أيها الأصدقاء الأحبة ...المنطق يقول أن الصديق عليه أن يحافظ على صديقه , وأن يهتم بمصالحه وألا يعمل ما من شأنه تعريض أحواله للخطر، وللأسف فقد قمتم بتعريض أمننا المائى للخطر بتحريضكم دول حوض النيل ضدنا لإلغاء معاهدات واتفقيات قديمة ، وقمتم بدعمها ماليا لإقامة مشروعات مائية وسدود سوف يكون من
شأنها تقليل حصتنا المائية بصورة خطيرة جدا ، مما قد يعرض حياة المصريين للخطر ،.
وبنبرة حزينة أنهى حديثه قائلا : لقد حضرت اليكم لتردوا الجميل لمصر لما عانته من متاعب يصعب على الجبال تحملها ، فهل يمكنكم مساعدتنا نظرا للصداقة التى تجمع بيننا منذ أمد بعيد ؟ ، ولذلك فاننا نطلب منكم أن تجروا اتصالاتكم بدول حوض النيل المارقة وتلغوا اتفاقياتكم معها أو على الأقل تجمدوها الى حين ، وتقلصوا دعمكم الإقتصادى والفنى لها ، احتراما وتقديرا لجهود مصر ووقوفها معكم فى كثير من المواقف ، ووجه لهم التحية منهيا حديثه .
عقَّب عليه كثير من أعضاء الكنيست من جميع الإتجاهات السياسية المختلفة والمتصارعة ، كلهم أجمعوا على تقديره واحترامه والترحيب به واعتباره صديقا لهم ، واتفقوا فى النهاية على أن تُشكل لجنة من الكنيست تكون مهمتها تقديم تقرير يرد على مقترحات أبو الغيط وطلباته لا تتأخر عن موعد أقصاه تاريخ 1/6/2050 .
www.deyaralnagab.com
|