خاطره..خمس قصص قصيره ..محمد الملط
30.04.2010
"1"
مواجهة
اتقاءً لشره وخوفا من بطشه, لم يكن قادرا على مواجهته، ناصحا ,أو ناقدا،أو مُوجها، فلما مات، لم يتوقف على سبه وشتمه وفضحه.
"2"
شقاء
قالوا له :- إن هناك من هو أشقى منك، فلا تحزن ، لم يقتنع ، لم يزل ساخطا ، ذهبوا به إلى مستشفى السرطان ، ليرى ما بها ، لعله يتعظ ، لم يتأثر سوى لساعات قليلة ، إلى مستشفى الحروق ، ربما تؤثر فيه المشاهد المرعبة ، تألم لفترة وجيزة ، سرعان ما عاد إلى سيرته الأولى ، فى مستشفى الأمراض العقلية ، لم يتحمل رؤية المشاهد التى زلزلت قلبه ، وأيقظت مشاعره المُخدَرة ، سجد لله سجدة طويلة ، حمدا على نعمه التى لا تُحصى ولا تُعد ، وأعلاها نعمة العقل بعد نعمة الإيمان .
"3"
طفولة وشيخوخة
بلغ الخمسين من عمره ، مازال يستشعر أنه طفلها المدلل ، تمنحه العطف والحنان، والرعاية والحب، يطلب منها الرضا والدعاء ، أثناء سيره مشيعا أمه الحبيبة ، أيقن أن دخل فى مرحلة الشيخوخة من عمره .
"4"
دعوة وحب
لأنه يدعو إلى الله ، لم ييأس ، لم يضعف، لم يتوقف ، حاربه الأعداء ، بالترغيب ، بالترهيب،باطلاق الشائعات ، بالتهكم ، بالسخرية ، طاردوه ، سجنوه ،عذبوه ، صبر ، ثبت ، لم يجد سلاحا يحاربهم به،سوى سلاح الحب ، أحبهم، سامحهم ، لم ييأس من دعوتهم مرة أخرى ،بعضهم سالمه،والبعض الآخر تبعه .
"5"
لقاء ووداع
حتى يضمن ألا يفقد حب مرؤوسيه ، عندما يترك منصب المدير، وربما لا يتوقفون عن الغَيبة والنميمة ، والسب والقذف فى حقه سنين طويلة ، بالحب والمودة نصب من نفسه أبا عليهم ، دون أن يستثنى منهم أحدا ، كان مريضهم أحبهم إليه حتى يَشفى، وطيف الغائب لا يغادر بؤرة شعوره حتى يعود ، وصاحب الحاجة لا يستريح له بال حتى تُقضى له ، فلما حان موعد الفراق ، تحقق له ما أراد.
www.deyaralnagab.com
|