كيب تاون - يتمسك الهنود والملايو المسلمون، وهم غالبية المجتمع الإسلامي في دولة جنوب أفريقيا، بإحياء دينهم وثقافتهم في حفلات الزفاف، رغم تعرضهم لاستعمار وتمييز عنصري لسنوات طويلة.وتنتشر بين المسلمين الطريقة التقليدية في طلب الارتباط بالفتاة، وتعقد مراسم لهذا الطلب، يطلق عليها اسم “مانغلا”، وتعني الخطوبة. في هذه المراسم ترتدي الفتيات المخطوبات ملابس تقليدية، تسمى “بونجابي” و”غارارا” و”صاري”.وتستمر مراسم الخطوبة يوما واحدا لدى الهنود، ويومين لدى الملايو. وجرت مراسم عقد قران وزفاف الزوجين فاطمة ووسيم، ذوي الأصول الهندية في جنوب أفريقيا بتنسيق مشترك بين أسرتي العروسين، باستثناء اختلافات هامشية بين ثقافتي الهنود والملايو، بينما تطبق التقاليد الدينية لدى الطرفين بالطريقة نفسها.المراسم تبدأ بعقد القران في المسجد، ثم يجتمع المدعوون في صالة حفل الزفاف، حيث يضعون هداياهم للعروسين فوق طاولة مخصصة لهذا الغرض. والعريس يدخل الصالة برفقة والدته، بينما تدخل العروس برفقة والدها الذي يقدمها إلى عريسها وسط الصالة.وقال أستاذ الشريعة فائق جميل الدين إن حفلات زفاف المسلمين في جنوب أفريقيا تتم وفق سُنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وشدد على أن المسلمين يولون اهتماما بالغا للشعائر الإسلامية في حفلات الزفاف.وتابع “لهذا نبدأ مراسم الزفاف في صباح يوم الزفاف بعقد قران الزوجين في المسجد، وقبل ذلك، نتلو آيات من الذكر الحكيم”.وأوضح أن والدي الزوجين يوقعان على عقد زواج العروسين، إلى جانب الشهود والإمام الذي عقد القران.وأردف “وبعد عقد القران يُصلِّ الحاضرون في المسجد على النبي الكريم، ويدعون بالتوفيق والسداد للعروسين".وأفاد جميل الدين بأن مراسم عقد القران تليها مأدبة إفطار يشارك فيها أقرباء العروسين. مريم جميل الدين، جدة العروس فاطمة، قالت إنه رغم الاختلافات الطفيفة بين ثقافتي الهنود والملايو، إلا أنهما يتشاركان القيم والعادات الإسلامية ذاتها.وأضافت أن “العريس يرى عروسه للمرة الأولى أمام أسرتيهما في هذه المراسم".وأشارت إلى أن العروس ترتدي لباسا تقليديا في مأدبة الإفطار وفستان الزفاف الأبيض في حفلة زفافها. وأوضحت أن مراسم الزفاف تشمل تقديم نصائح وعظات للعروسين، إلى جانب تقديم أطعمة شعبية للحاضرين. وختمت الجدة الجنوب أفريقية بأن حاجّة تودع العروس إلى سكن الزوجية، تزامنا مع تهليلات الصلوات على النبي الكريم.!!