أطنان من الرسائل والطرود البريدية تنتظر الوصول إلى أصحابها في فلسطين!!
17.08.2018
أريحا (فلسطين) - بعد ثماني سنوات، قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا، الإفراج عن البريد المحتجز لديها منذ بدء المراسلات البريدية المباشرة مع الأردن تحديدا منذ العام 2010.اليوم يقف سمير السامري أمام صندوق أحمر مثبت في سور مقهى الهموز القديم في نابلس ويتذكر آخر مرة وضع داخله رسالة مكتوبة، “كان ذلك أواخر العام 1961، يومها بعثت رسالة بريدية إلى أصدقائي في ألمانيا. هذا هو صندوق البريد الذي كنّا نستخدمه للمراسلات وإرسال المكاتيب”.ويكابد العاملون في مكتب البريد أريحا داخل قاعة كبيرة تفتقر إلى أجهزة تبريد، من أجل فرز المئات من الأكياس الممتلئة بالمواد المختلفة في طرود، من رسائل إلى مواد تجميل إلى أدوية وحتى كرسي طبي. وينشغل العاملون في توزيع المواد وترتيبها، والعرق يتصبب منهم.وقال رمضان غزاوي مسؤول قسم التبادل البريدي الفلسطيني في أريحا الذي تسلم البريد، “سمحت إسرائيل قبل أيام بإدخال أكثر من عشرة أطنان من المواد البريدية كانت عالقة في الأردن، بسبب منع إسرائيل إدخالها إلى الأراضي الفلسطينية منذ العام 2010”.وأضاف أن العاملين “بحاجة إلى حوالي أسبوعين لترتيب المواد وتحديد عناوين المرسلة إليهم”.وأشار غزاوي إلى صندوق من كرتون ظهر عليه عنوان المرسل والمرسل إليه، وتبين أنه فارغ، وحاول مع العاملين معه التعرف إذا أمكن على المواد التي كانت داخل هذا الصندوق.وكشف غزاوي عن كيس بلاستيكي بداخله تحفة خشبية بدت محطمة، قائلا عنها “إنها تحفة خشبية مرسلة من المغرب في العام 2015، لكنها وصلتنا اليوم محطمة كما ترون”.ومن بين المواد البريدية طرود لمواد تم شراؤها عبر الإنترنت.وعملت وزارة البريد الفلسطينية على صياغة بيان أرفقته بالطرود التي تعرفت عليها، تقول فيه إن المواد المرسلة وصلت كما هي عليه، وإن السلطة الفلسطينية غير مسؤولة عن حالة التلف التي هي فيه.ويتوقع بعض الفلسطينيين أن تحدث هذه الترسانة من الرسائل والطرود مفاجآت إذا ما وصلت لأصحابها وهم على قيد الحياة أو لم يهاجروا، فالعديد من العائلات انتظرت مكتوبا من ابنها الذي غادر منذ زمن، وانتظر آخرون طرودا تحوي هدايا من أقاربهم المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا أو في بلدان عربية وطال انتظارها.وبدأ البريد الفلسطيني العمل في عصر الحكم العثماني وذلك في عام 1840 حيث تم افتتاح أول مكتب بريد في فلسطين، وكانت أول إرساليات تبادلية بين فلسطين ومصر في عام 1859 عن طريق مكتب بريد يافا.وفي سنة 1899 كان التبادل البريدي بين فلسطين ودول العالم يمر عبر بيروت وبورسعيد، وفي سنة 1918 أصبح البريد الفلسطيني يدار بواسطة البريد الملكي البريطاني، وفي سنة 1920 صدرت طوابع تحمل اسم فلسطين باللغات العربية والإنكليزية والعبرية، وطبعت في القدس، وفي سنة 1938 صدرت مجموعة طوابع بريدية مكتوب عليها فلسطين للعرب وطبعت في يافا. ويقول القائم بأعمال مدير البريد في نابلس صالح أبوهندي “كان البريد يحمل رسائل وسلامات الجنود في الحرب لذويهم، ناهيك عن المراسلات الرسمية التي كانت قائمة بين الدول والمدن”.وبمناسبة تأسيس جامعة الدول العربية سنة 1945 صدر طابعان بريديان حملا اسم فلسطين محاطا بأعلام الدول العربية، وبعد انتهاء الانتداب أصبح البريد الفلسطيني في غزة يدار بواسطة الإدارة المصرية وفي الضفة الغربية بواسطة الأردن، حتى عام 1967 أصبح يدار البريد الفلسطيني بواسطة إسرائيل، وكان من أكثر القطاعات خضوعا للسيطرة والرقابة بسبب أهميته الاقتصادية والأمنية، واقتصر الإرسال للبريد الفلسطيني مـع الدول الأجنبية فقط بسبب مقاطعة الدول العربية لإسرائيل واستعمال قسائم الجواب الدولية التي كانت تباع بأضعاف ثمنها للفلسطينيين.وفي عام 1995 تسلمت السلطة الفلسطينية قطاع البريد من الجانب الإسرائيلي وهو ضعيف الفاعلية، وباعتبار البريد من أهم المرافق الحكومية أبدت السلطة الوطنية الفلسطينية اهتمامها بقطاع البريد كرمز من رموز السيادة، فعمدت إلى زيادة عدد المكاتب البريدية إلى 102 مكتب بريدي في أرجاء البلاد.ويقول أبوهندي “اليوم تطور البريد الفلسطيني بشكل كبير فأصبح يقدم ثلاث خدمات للجمهور الفلسطيني، منها الخدمة الرسمية المتمثلة بإصدار المعاملات الرسمية كجوازات السفر، ومنها التقليدية كنقل الرسائل الورقية وأهمها رسائل الأسرى والتي تقدم مجانا، وأيضا دخلت خدمة البريد التجاري وهو الشراء عن طريق الإنترنت ونقل البضائع بواسطة البريد الفلسطيني، وأخيرا خدمة الطوابع البريدية”.!!
www.deyaralnagab.com
|