تجارة الفراش : تغنيهن عن قطع الأشجار.. فراش كينيا مصدر رزق نسائها!!
24.11.2019
وجدت نساء كينيا في تربية الفراشات وتصديرها إلى تركيا والمملكة المتحدة وسيلة رزق تغنيهن عن قطع الأشجار في الغابات وبيعها، وتساهم أيضا في حماية تلك الغابات والثروة الطبيعية للبلاد.جاء ذلك بفضل جهود كبيرة بذلتها الكينيات بهدف الحصول على بيوض العديد من أنواع الفراشات المستوطنة في غابات أربوکو سكوکي شرقي البلاد.وتولي النساء شرقي كينيا رعاية خاصة لبيوض الفراشات حتى تتحول إلى مراحل الشرنقة، بهدف تصديرها إلى العديد من البلدان بما فيها تركيا. وتكللت الجهود بالنجاح، من خلال دعم قدمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة بهدف حماية الأشجار في غابات أربوکو سكوکي.وأطلق البرنامج الأممي أوائل التسعينيات مشروعا حمل اسم (Kipepeo) لحماية أشجار أربوکو سكوکي التي تعرضت للقطع الجائر.ويعد مشروع مثالا ناجحا لدعم التنمية المحلية، عبر تغيير أنماط الحصول على الموارد الاقتصادية، بهدف حماية الغابات والثروة الطبيعية.ومن خلال تربية الفراشات وتصديرها، تمكنت الكينيات من المساهمة في الحفاظ على التنوع الحيوي بالغابات، إضافة إلى دعم أسرهن بموارد مالية إضافية تصل 130 دولارا شهريا، لقاء بيعهن نحو مئتي شرنقة.وقالت رحمة حسّان من بلدة كده التابعة للمحافظة الساحلية شرقي البلاد إن العمل في مجال تربية الفراشات غيّر حياتها بشكل جذري. وأضافت أن سكان المنطقة اعتادوا على توفير قوت يومهم من خلال قطع الأشجار وبيع الفحم.وأشارت إلى أن جلب الشرانق وتربية الفراشات وفر لها ولأسرتها دخلا أفضل من قطع الأشجار، كما أن هذا العمل ساهم بحماية الثروات الطبيعية لبلادها.وتابعت أن هذا العمل وفر لها دخلا جيدا مكنها من توفير احتياجات أطفالها وتعليمهم، معتبرة أن الفراشات هي "كل شيء بالنسبة إلينا".وقالت فطّومة خميسي إحدى المشاركات في كيبيبيو إن نساء المنطقة (شرقي كينيا) يعملن في الغابات على جمع الفراشات، لا سيما الأنواع المستوطنة.وأضافت للأناضول أن طريقة عملهن يمكن تلخيصها في رعاية الفراشات حتى تضع بيوضها، لتأتي بعد ذلك مرحلة تغذية اليرقات على أوراق الأشجار، لتتحول إلى شرانق.
وأشارت أنه ما إن تتحول البيوض إلى شرانق يقمن ببيعها قبل تحولها إلى فراشات، لافتة إلى أن هذا العمل يساهم بحماية الغابات، لأنه لا فراشات دون غابات.وقال مدير مشروع كيبيبيو شارو نغومباو إن تركيا والمملكة المتحدة تعتبران الدولتين الأكثر استيرادا لشرانق الفراشات التي يجري الحصول عليها في كينيا.وأضاف لوكالة الأناضول أن نوعي بابيلون وشراكسيس يندرجان ضمن قائمة شرانق الفراشات الأكثر طلبا في تركيا والمملكة المتحدة.وتابع نغومباو: نحن حاليا نرسل شحنات من شرانق الفراشات إلى تركيا يوم الاثنين من كل أسبوع، في حين يتم إرسال شحنات مماثلة إلى المملكة المتحدة أيام الجمعة.واعتبر أن الفراشات رغم اختلافها بالنوع والحجم فإنها تعيش عادة بضعة أسابيع، وأن الطلب على شرانقها مرتفع بسبب قصر أعمارها.خريت إنغريد دييركسينس عضو فريق الأمم المتحدة للحد من الآثار السلبية الناتجة عن إزالة وتفتيت الغابات إن المشروع مثال يحتذى به في تغيير أنماط الحصول على الموارد الاقتصادية بهدف حماية الغابات وثروة الطبيعة.وأضافت أن سكان شرقي كينيا باتوا يحققون دخلا اقتصاديا أعلى من خلال الحفاظ على الغابات، وأن الإيرادات السنوية لمشروع تربية الفراشات بلغت 1.9 مليون دولار.وأشادت بالوعي الذي تمتلكه الكينيات اللاتي يتعمدن عدم بيع جميع الشرانق، ويتركن في بعض الأحيان الفراشات في الغابات لزيادة أعدادهن في الطبيعة.وتستضيف غابات السواحل الشرقية في هذا البلد حوالي 230 نوعا من الفراشات، ويوجد ثمانمئة نوع منها في جميع أنحاء البلاد.!!
www.deyaralnagab.com
|