logo
دعوا شمس أنوثتنا تضيء أنفاقكم..

بقلم : سهام نصر  ... 17.02.2009

طالما أني بدأت قصيدتي، فعليها أن تكمل مسارها. لن أتركها غير مكتملة، لن أتوقف عند أسماء الأشياء أو تأملها بل سأفعلها. فقد آن لي أن أرمم ما انكسر من الزمان وما تبقى لي مما أملك من المكان، وأن أختار الكلمات اللائقة للمرأة المقدسة منذ أقدم عهودكم وعهودها.
لا أريد كلاماً سماوياً، لا أريد أن أحلم بالكلمات، أريد أن أحلم بالوقائع.
لا أريد كلمات تحتك بالكلمات، لا أريد عبارات لا نهائية، بل أريد نتائج نهائية.
لا أريد كلماتٍ عالقة مع أصداء الريح، بل أريدها كلمات حفرت في أذانكم، وتخلدت في بقايا أذهانكم.
لا يحق لكم أن تستخدموني بكلمات تشير إلي من بعيد ولا تعبر عني، وكأنني موضوعا منفصلا عن الإنسانية، أم أن أشرعتكم ابتعدت مع رياح قواربكم لتمتد إلى أقاصي زرقة مياه البحر وتأبى إلا ملكية مالا تملك من مياهه البعيدة الحرة.
بعدما كنت الكأس المقدسة، وكنت الآلهة، وكنت أماً للآلهة، وأما للبشر، تتجسد فيَ فقط فكرة الحياة أو فكرة الموت، وتتجمع فكرة الوجود في ذاكرتي.
بعدما كنت أفروديت التي أعادت الحياة للإله أدونيس، وكنت سميراميس، وكنت عشتار التي ثبتت الملكية في الأرض، وكنت أصل الوجود الحضاري في المساحات الممتدة امتداد الجذور الحضارية في التاريخ.
فمن أين تمتلكون الحق في إخراجي من أساطيري لأصبح وجودا عبثياً متكرراً يعيد تكرار أسطورة الخلق الأولى، وأكون ضلعا قاصرا خلقت منكم وإليكم سأعود.
أعود في بناء وجودي، وهيكلية مصيري، وربما اختياري لأهدافي.. فتكونوا أنتم أولياء أمري ورؤوس الكلمة الأخيرة في أبدية وجودي أو أزليته، أو ما تمليه علي
ما اختزنته خلاياي من بدائية الحروف والقرارات وصعوبة المواقف والحكايات.
إلى متى تستمر تقاليدنا الأصولية بإهانتي حتى في أكثر القضايا الرابحة والمثبت حقي فيها.
أتكون كل هذه المظاهر العبثية موجودة مع تزامن وجود محاضرات وندوات محلية، ودولية موضوعها الأول والأخير والأوسط والجزئي والكلي هو: النوع الاجتماعي؟!
قد آن لكم ألا تنظروا إلي كجسد جميل، وحضارة أنثى، ووظيفة تاريخية تنتهي عند الرقص والتقبيل والتجميل وخلاعة خطواتي البطيئة.
سأهزم النسيان، سأهزم البرد والضباب، سأهزم الأوهام والأسماء، ولن تحتاج هويتي لاسمي كي تصمد، ولن احتاج لصمودي كي أبقى، سأبحث عن جلنار، أو شقائق نعمان تنقذ روحي، لن يؤول مصيري إلى دخان عابر لأني لم أبعث أصلا من رماد.
لن أكتف بتلويحة من يدي لأقول إني ها هنا، فإني لا أرمي بأشيائي في مستحيلكم!
ولا أطالبكم بحق ورثتموه أو شرع امتلكتوه إنما هو حق لنا وانتم اغتصبتوه.
أجزاء صغيرة من حقنا كاد يغطيها النسيان.
لا أريد حلولكم الخريفية.
فقط دعوا حر الصيف ينفذ فيها
دعوا لبرد الشتاء حرية اختراقها
دعوا شمس أنوثتنا تضيء ظلام أ نفاقكم
فلا زال لدي إيقاعات تليق بالحرية، وإن كانت مصطنعة أو شبيهة بالحرية
لن أستحلفكم بما تبقى لدي من طفولة، وصداقة، وأشجار، وحب، وطيور، وأنهار، وفراشات، وحنان، وكبرياء، وحاضر أعيشه، وماض نسيته، وما أحفظ في اللاوعي من معلقات ومعتقدات..
أن تعودوا إلى أساطيرنا المعلقة على أبواب التاريخ القديم، وصمودنا المعتق على واجهات كتبكم الثقافية القديمة، لتروا أين نحن منكم وأين كنتم منا.
وأعدكم أني لن أسقط إلا إلى أعلى...
حتى لو أردتم لي السقوط كما أردتموه دائما وتريدوه أبدا

المصدر : موقع نساء سوريه

www.deyaralnagab.com