هل بلغت الفاشيه والهمجيه الصهيونيه ذروتها في لبنان!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 26.8.06
على مدى عقود مضت ارتكبت الحركه الصهيونيه سيل من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربيه وفي الوقت نفسه كان هنالك دوما من وفر للحركه الصهيونيه الغطاء السياسي والعسكري و" القانوني", والحديث هنا لا يدور عن جريمة قتل عاديه وفرديه لابل عن روتين همجي وفاشي وكيان مُجرم كانت بدايته جريمه كبرى وتاريخ ملطخ بالجرائم والهمجيه, وما زال يفعل الشئ نفسه منذ ان ارتكبت الصهيونيه والفاشيه العالميه اكبر جرائم العصر بتجزيرها وطردها للشعب الفلسطيني وإحتلال ارضه وإقامة الكيان الاسرائيلي اللذي ما زال يعتمد استراتيجية قتل الفلسطيني والعربي كضمانه لاستمرارية وجوده وضمانه لبقاء و" امن " اسرائيل كما زعم ويزعم دوما قيادات اسرائيل والحركه الصهيونيه.... لطالما روجت الحركه الصهيونيه الفاشيه لمقولة " العربي الجيد هو العربي الميت"" الى درجة ان يصبح قتل العربي والفلسطيني تحديدا رُكن من اركان الوجود الصهيوني واسرائيل!!
من هنا وبالرغم من محاولة الغرب وعرب الرده تَكحيل الامور وتبرير جرائم الصهيونيه واسرائيل, إلا ان الصهيونيه نظريا وتطبيقيا لم تترك مجالا للشك بانها كانت وما زالت دوما تعتمدعلى نفي وجود الاخر و القتل والهمجيه والدمار ومحو الاثار والدعم الامريكي والغربي كمبدأ اساسي ومنهج ثابت منذ نشأة الصهيونيه ومرورا بمؤتمر بازل عام 1897 وحتى يومنا هذا وبالتالي أخطأ من ظن ان " السلام" مع الاخر قد تخلل يوما من الايام فحوى النظريه الصهيونيه لابل ان القيادات والدعايه الصهيونيه والمُنظرين الصهاينه قد اكدوا كرارا ومرارا على فاشية وشوفينية الحركه الصهيونيه اللتي إعتمدت القتل والدمار كضمانه لبقاءها وبقاء اسرائيل!!
لم تكن الهمجيه الصهيونيه والاسرائيليه وليدة الصدفه لابل انها مُتجذره في صلب الفكر الصهيوني وسنحاول هنا[ لايمكن سرد الفكر الصهيوني والممارسات الصهيونيه في مقال واحد] التذكير باهم محطات ومعالم الفكر الاجرامي والهمجي الصهيوني, كمقدمه لفهم ماهو جاري اليوم من جرائم تُرتكب بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني تعتبرها اسرائيل ومعها واشنطن " امرا عاديا" وحق " الدفاع عن النفس" والسؤال المطروح:هل شكلت وتُشكل الهمجيه والقتل والهدم عماد المسلكيه الصهيونيه نحو الشعب الفلسطيني والشعوب العربيه ككل؟؟
الاجابه على هذا السؤال تتجلى بوضوح في التاريخ الصهيوني الدامي والهمجي والاساليب الفاشيه والاجراميه اللتي إنتهجتها اسرائيل نحو الشعب الفلسطيني جغرافيا وديموغرافيا وتاريخيا, وبالتالي ما جرى ويجري هو ان الهمجيه الصهيونيه لم تستثني شيئا في فلسطين من الدمار والهدم اللذي ما زالت القرى والمدن الفلسطينيه التي اُحتلت عام 1948 شاهدا عليه وعلى جرائم وهمجية الصهيونيه اللتي دمَّرت المدن الفلسطينيه العربيه من خلال الدمار والاهمال المبرمج الهادف الى محو اثار الشعب الفلسطيني وللتذكير هنا لايحق لاصحاب البيوت العربيه في المدن الفلسطينيه[ اسرائيل تطلق عليها اسم المدن المختلطه] التاريخيه مثل يافا وحيفا وعكا, لايحق لهُم إصلاح بيتهُم إذا ال الى السقوط او اصبح بحاجه الى ترميم حيث ان اسرائيل لا تمنح ترخيص للترميم بهدف تدمير المدن والمعالم الفلسطينيه!!.. .. لطالما تحدثنا عن الصهيونيه كنظريه ولكن الصهيونيه كمسلكيه ونهج تُمثل اعلى درجات الهمجيه الاجراميه!!
لطالما روجت الصهيونيه قبل وبعد مؤتمر بازل لمقولة" ارض بلاشعب , لشعب بلا ارض" على اساس غوغائي وهمجي بكون فلسطين صحراء خاليه وذلك بالرغم من انها كانت عامره بالشعب الفلسطيني, واقل ما يُقال هو اثبات ان المدن والقرى الفلسطينيه كانت وما زالت قائمه منذ قرون مضت وقبل نشأة " الفكر الصهيوني",, ودعونا هنا نكون ساذجين: على الاقل كانت القدس وبيت لحم والناصره ويافا وحيفا الخ من مدن فلسطينيه قائمه وموجوده يعرفها الغرب والقاصي والداني, ولكن ماجرى ان الصهيونيه والامبرياليه قد غضت النظر عنوه عن كون فلسطين مأهوله بأكثر من مليون فلسطيني انذاك[ قبل عام 1947] وان ملكية الفلسطينيين للأرض في فلسطين كانت تزيد عن 98% , وقد كانت ملكية اليهود في فلسطين من الاراضي تقل عن نسبة 2 % وبالتالي ماجرى من تقسيم لفلسطين عام 1947 لم يكُن قرارا أمميا ولا قانونيا لابل قرارا امبرياليا وصهيونيا مبني بألاساس على فكره اجراميه تمثلت في تجزير وطرد اكثرية الشعب الفلسطيني بالاضافه الى إحتلال وتدمير اكثرية المدن والقرى الفلسطينيه في فلسطين التاريخيه اللتي أطلق عليها اسم دولة اسرائيل[ لم تلتزم اسرائيل ولا امريكا حتى بقرار وحدود التقسيم الجائر لعام 1947 لابل إحتلت اسرائيل منذ البدايه مناطق واسعه من المناطق التي اقرها قرار التقسيم للفلسطينيين والدوله الفلسطينيه انذاك!!].....لم ترضى اسرائيل لاحقا حتى بإتفاقية اوسلو وتنازُل النهج الفلسطيني التفريطي عن الكثير من مساحة فلسطين التاريخيه, وما جرى منذ عام 1994 وحتى يومنا هذا من مصادرة اراضي وقتل الفلسطينيين والاستيطان المكثف في مناطق الضفه وبناء الجدار العازل, إلا خير دليل على استراتيجية الهمجيه والعنجهيه الصهيونيه الجاريه في مناطق الضفه والقطاع وكامل الوطن الفلسطيني!!... اسرائيل تفرض الواقع من خلال القوه والاستيطان في الاراضي الفلسطينيه ’ومن ثُم تدَّعي ان الفلسطينيين ارهابيين حتى تُبرر قتلهُم وابادتهُم بأبشع الاساليب وعلى راسها الطائرات والصواريخ وتقطيع اجساد الفلسطينيين اربا اربا!!!!...هل إعترض الغرب" الديموقراطي" ومعه كلابه من عرب الرده على إعدام الفلسطينيين وتقطيعهُم من خلال الصواريخ والاباتشي!!....قامت اسرائيل بترسيخ اساليب القتل الهمجيه وفي نفس الوقت قامت امريكا بتبرير الهمجيه الاسرائيليه عالميا الى حد هدر الدم الفلسطيني والعربي!!!
لم يترك هرتسل في كتابه الدوله اليهوديه[1896] اي شك حول موقف الصهيونيه وشوفانيتها وإحتقارها للشعوب الاخرى حيث كتب هرتسل: " بالنسبه لاوروبا سنكون هناك في فلسطين بمثابة ممثلين للاستعمار الغربي والحضاره الغربيه من جهه وبمثابة الحائط العازل بين اسيا و افريقيا وبين اوروبا, وسنكون المحطه الحضاريه المتقدمه اللتي تقف ضد التخلف والهمجيه من جهه ثانيه!!!!"""... هرتسل وضع اسس فوقية وعنصرية الصهيونيه ودونية العرب من وجهة النظر الصهيونيه!!
ليس هذا فقط لابل ان بلفور[ وعد بلفور1917] كصهيوني كان من مُنظري الاستعمار الاوروبي الاستيطاني وهو صاحب القول بأحقية " الرجل الابيض باستعمار افريقيا وغيرها وتعليم الشعوب الاخرى الحضاره في اطر" المهمات والبعثات الحضاريه",ة وبالتالي لم ياتي وعد بلفور كوزير خارجية بريطانيا انذاك من فراغ لابل من قناعه عنصريه وهمجية بضرورة طرد الشعب الفلسطيني وإحتلال فلسطين حتى تتمكن الحركه الصهيونيه ومعها الامبرياليه الغربيه من إقامت مشروعها الاستعماري والاستيطاني قي قلب الوطن العربي!!
ديفيد بن غوريون احد مُنظري الصهيونيه واول رئيس حكومه سرائيليه عام 1937 """من وجهة نظرنا.. هذه البلاد " فلسطين" ليست ملكا لمواطنيها الحاليين, ومن يقول ان ارض اسرائيل تتسع لشعبين فهو يُزيف الحقائق , والحقيقه ان هذه البلاد تابعهفقط للشعب اليهودي في كل العالم!!"
غولدا مئير رئيسة وزراء اسرائيل في حقبة الستينات تُنكر بالاصل وجود شعب فلسطيني وتقول " لم يكن في يوم من الايام هنالك شعب اسمه شعب فلسطيني, وهذا عير صحيح ان يُفال اننا جئنا الى هنا لطرد هذا الشعب,, لأنه ببساطه لم يكُن هنالك اصلا شعب اسمه فلسطيني!!""
يتسحاق رابين مُعلقا على مصير وكيفية التعامل مع القرى الفلسطينيه اللتي طُرد منها الشعب الفلسطيني عام 1948 :" يجب ان لايبقى حجر على حجر في هذه القرى حتى لايتمكن احدا من المُهجرين الفلسطينيين من العوده الى هذه القرى" .. وما جرى هو تدمير عشرات القرى والمدن الفلسطينيه في عام 1948 ومحوها من خارطة فلسطين.... رابين هذا هو نفسه اللذي امر بتكسير عظام الفلسطينيين ابان انتفاضة 1987[ هنالك من يخطأ في تسمية انتفاضة 1987 بالانتفاضه الاولى بالرغم من انتفاضة 1936 وغيرها قد سبقت انتفاضة 1987 !!.].... رابين هو نفسه وصديقه شيمعون بيريتس الحائزين على جائزة " نوبل لسلام"... بيريتس مُرتكب مجزرة قانا 1996 في لبنان ومُشارك في مجزرة قانا 2 عام 2006 !!!
مناحيم بيقين كان مُجرما مطلوبا لبريطانيا منذ زمن الانتداب ,,واصبح فيما بعد 1976 رئيس وزراء اسرائيلي وكان مُشاركا في اكثرية المجازر اللتي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني,,,فقد قال بيقين مُعلقا على مجزرة دير ياسين عام 1948 :" المهم ليس عدد من قُتلوا او المجزره بحد ذاتها لابل المهم هو اثارهذه المجزره النفسيه والدعائيه ومساهمتها في هرب الفلسطينيين من اماكن سكناههُم ",..مناحيم بيقن هذا وصديقه شارون قادا الحرب في عام 1982 على لبنان وارتكبا افظع المجازر في لبنان وعلى راسها مجزرة صبرا وشاتيلا!!!... لاحظوا ان المجرم الرئيسي[ ارييل شارون] في مجزرة صبرا وشاتيلا ومجازر السموع وقبيه والدوايمه اصبح رئيسا لوزراء اسرائيل في عام 2001 , وقام بارتكاب ابشع واهمج المجازر بحق الشعب الفلسطيني بحجة محاربة " الارهاب" وانتفاضة الاقصى!!... لاحظوا هنا ايضا ان شارون كرئيس وزراء جاء خليفه لجنرال اخر هو يهود باراك انتخبه الاسرائيليون لرئاسة وزراء اسرائيل بسبب ماضيه المجرم بحق الشعب الفلسطيني!!... الاسرائيليون يعتبرون من قتل ويقتُل اكثر عربا بطل!!! وللتذكير هنا : الاكثريه الساحقه ممن شغلوا منصب رئيس الوزراء في اسرائيل كانوا جنرالات سابقين ومجرمي حرب!!!...يهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل الحالي جاء باقل من سابقيه, فذهب فورا الى شن العدوان على لبنان حتى يرفع اسهمه بين الاسرائيليين من خلال قتل اللبنانين وتدمير لبنان!!!.. وبالمناسبه ايضا قام عمير بيرتس وزير الدفاع الاسرائيلي بتأ ييد الحرب على لبنان حتى يُثبت للا شكناز " اليهود الاوروبيين والطبقه الحاكمه في اسرائيل" بأنه ورغم اصله الشرقي[ المغرب] بامكانه ان يشن الحروب ويقتُل عرب!!!!... الهمجيه الاسرائيليه تعتبر كل من يقتل ويطرد عددا اكبر من العرب بطلا ويستحق التقدير لابل ان بعض الحاخامات ورجال الدين في اسرائيل إعتبروا العرب بمثابة افاعي وصراصير وغيرها من اوصاف التحقير باالعربي!!!
ليس هذا فقط لابل ان اكثرية الاسرائيليين دعمت العدوان الهمجي على لبنان , ودعمت زرع الدمار والخراب في لبنان ليست ردا على حزب الله والمقاومه اللبنانيه, لابل من ايمان راسخ بأن زرع الدمار وقتل العرب وارتكاب المجازر بحق الاطفال العرب هو الاسلوب الوحيد اللذي يفهمه العرب من جهه وحجم الدمارالكبير والقتل الكثيف هو الضامن لاسطورة الردع الاسرائيليه من جهه ثانيه و بالتالي ماجرى في لبنان هو جزء لا يتجزأ من الهمجيه والفاشيه الاسرائيليه اللتي لم تصل الى ذروتها الهمجيه بعد!!... حزب الله كان ومازال حركه مقاومه, واسرائيل لا تريد ان ترى عربي مُقاوم حتى ولو نحرتهُ الة الهمجيه والدمار الصهيونيه!!! نظرية الصهيونيه ترى في::: "العربي الميت افضل من العربي الحي" و" العربي لايفهم الا لغة القوه" هي الاساس العنصري والهمجي والايديولوجي الذي ينطلق منها اكثرية الاسرائيليين في تعاملهُم مع العرب!!!!!
أخطأ من ظن ان الهمجيه الصهيونيه قدإستثنت وتستثي احدا او قطاعا من قطاعات الفلسطينيين من قاعدة الدمار والقتل والهمجيه الصهيونيه, وحتى هؤلاء اللذي يُطلق عليهُم زورا " العرب مواطني دولة اسرائيل" فلسطينيوا ال48 يتعرضون الى دمار حضاري وإ قتصادي وسياسي مُبرمج تماما كما يتعرض له اخوانهم في مناطق الضفه والقطاع وبالتالي اسرائيل لا تهدف الى تهويد كامل فلسطين التاريخيه ودحر الشعب الفلسطيني فقط لابل ايضا تهدف الى السيطره على العالم العربي والحفاظ على حالته الراهنه في ظل الدكتاتوريه والتخلف... اسرائل تريد رؤية كل العرب على شاكلة حسني مبارك!!..... وجدت اسرائيل في امريكا وانظمة الحكم العربيه المواليه لها حليفا وغطاءا للمسلكيه الهمجيه في تعاملها مع العرب, ولكن ما لا يجب نسيانه وإغفاله هو ان اسرائيل قد وجدت نظام حليفا وهمجي ومعتوه يحكم في واشنطن ويمارس القتل اليومي في العراق ويُؤيد اسرائيل في اسلوبها الهمجي والفاشي نحو العرب....لبنان هُو مجرد حَلَقه في سلسله اجراميه احاكتها واشنطن وتل ابيب ضد العرب!!.... الواقع مُر , ولكن الامرمن هذا ان الدم العربي اصبح مهدورا بفتوى من معتُوه واشنطن وهمج تل ابيب!!
واخيرا وليس اخرا لابُد من التأكيد على ان الخنوع وهَمَالة الانظمه العربيه العميله قد شكلت وتُشكل احدى الركائز والدعائم الرئيسيه للهمجيه والفاشيه الاسرائيليه والسؤال المطروح ايضا :هل بلغت العَماله والنذاله والتبعيه العربيه ذروتها؟؟.. الجواب قطعا لا وسيستمر مُثلث مبارك وعبدالله اولا وال سعود في تشويه ماهو وطني ومقاومه عربيه واسلاميه من جهه ودعم العدوان والهمجيه الاسرائيليه من جهه ثانيه وبالتالي ماهو مطلوب ليست فقط "مغامره" على حد وصف المثلث العربي الخائن لابل ماهو مطلوب إعادة مقومات الكرامه الوطنيه والانسانيه العربيه من خلال وقف الهجمه الهمجيه الصهيونيه والامريكيه على العالم العربي!!
فلسطين والعراق ولبنان كانت وما زالت حَلقات في سلسله اجراميه صهيونيه امريكيه والسؤال المطروح وبعد ان لَقّنَّت المقاومه اللبنانيه الهمجيه الصهيونيه درسا يُقتاد به:: متى ستنفض الجماهير العربيه الغبار عن اجنحه طال سباتها , وتطلق سرح حرية مقاومة الهمجيه الصهيونيه والامريكيه وحلفاءها من عرب الرده!!
باحث علم إجتماع ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب!!
www.deyaralnagab.com
|