مؤامرة نتنياهو الجديدة!!
بقلم : بهاء رحال ... 26.05.2009
حتى لا نُتهم بأننا جزء من المؤامرة الجديدة الأمريكية- الإسرائيلية الأخيرة والتي تناقلتها وسائل الإعلام حول اتفاق اوباما ونتنياهو على آليات جديدة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أهمها قضايا الخلاف الرئيسية بين الجانبين حول القدس والعودة والاستيطان أثناء الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض وضم عدد من المتشددين الإسرائيليين والمتنفذين في القرار الأمريكي في محاولة للضغط على الرئيس اوباما لبلورة مبادرة تنسجم مع الأهداف المتطرفة والرؤيا اليمينية المتعصبة التي تحملها حكومة اليمين الإسرائيلي خاصة وان البيت الأبيض أعلن عن اعتزامه إطلاق مبادرة جديدة للسلام في المنطقة تهدف لحل الصراع والتوصل الى سلام دائم بين الأطراف وخاصةً الجانب الفلسطيني- الإسرائيلي وفيما بدا واضح أن الولايات المتحدة قد وضعت رؤيتها لحل الصراع بحسب الطريقة الإسرائيلية ودون التشاور والتفاوض مع الطرف الفلسطيني وبدأت ترمي بالدسائس والفتن حول القيادة الفلسطينية عبر وسطائها في المنطقة الحاقدين والمتآمرين والمتساوقين مع السياسة الأمريكية الذين بدأوا يروجوا لهذه الفكرة العبثية التي رفضتها القيادة وعبرّ عنها السيد الرئيس في أكثر من مكان بأنها تقوم على أساس غير شرعي وغير أخلاقي وأنها لن تأتي بالسلام العادل الذي يتطلع له الشعب الفلسطيني .
لا غرابة في الأمر فكما جرت العادة نجد الطرف الأمريكي منحازاً بشكل كبير وواضح لدولة الاحتلال ويخضع لقراراتها ويتساوق معها بل ويؤيدها فيما تقوم به من سياسات عدوانيه وإجرامية تتعارض مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة التي لا تزال إسرائيل تضرب قراراتها بعرض الحائط وتدير ظهرها لكل قرار جديد أو قديم صادر عنها ولا تأبه بذلك متحصنة بالفيتو الأمريكي الذي يوفر لها الاحتضان الكامل والحصانة الإجرامية كنوع من أنواع الوقوف وراء الإرهاب ودعمه ومساندة دولة الاحتلال في كافة مشاريعها الاستيطانية التي تسعى لخلق وقائع جديدة على الأرض ورسم جغرافية بإرهاب يومي يمارس ضد الفلسطينيين من دولة الاحتلال .
إن مسلسل الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لدولة الاحتلال طويل منذ ولادة هذا الكيان الغاصب والغير شرعي وما قدمته له من خلال توفير حصانه كاملة مستمرة حتى الاجتماع الأخير الذي عقد في البيت الأبيض قبل أيام وما تم الاتفاق عليه من قضايا معلنه وأخرى في الخفاء اشد خطورة سوف تُعّقد الأمور كثيرا وتؤدي بالمنطقة الى ظهور تيارات أكثر تشدداً مما سيعقد الوضع ويزيد اتساع الخلاف القائم ولن يأتي بالسلام المنشود بل إن الأيام المقبلة سوف تشهد طرح المبادرة الأمريكية ورؤيتها لحل الصراع والتي تحاورت بها مع الطرف المتشدد والمتعصب وهو دولة الاحتلال ولم تتحاور مع الطرف المضطهد وهو "السلطة الفلسطينية" وكعادتها دائما الولايات المتحدة ستعود وترمي باللوم وبأطنان الاتهامات على القيادة الفلسطينية بأنها التي تعطل السلام في المنطقة كما فعلت مع الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات ، تكيل بمكيالين وتجيد تزييف الحقائق والوقائع وتفرض أجندتها العدوانية بكل وقاحة .
www.deyaralnagab.com
|