logo
حقوق المرأة متى يحين أوانها ؟

بقلم : صبيحة شبر  ... 17.03.2009

ناضلت المرأة العربية ، وما زالت من اجل نيل حقوقها كاملة ، تلك التي نصت عليها الأديان ، والدساتير ، والقوانين الدولية ، وان كانت المرأة في أقطار العالم ،استطاعت أن تحقق ما أرادته من نضالها الطويل ، فان المرأة العربية ما زالت تعاني ، وهذه المعاناة تجعلها تتأخر في ميادين كثيرة ، ولعل الحرمان من الحقوق ، لايقتصر على النساء في العالم العربي ، فهناك الرجل أيضا محروم ، من اغلب الحقوق ،التي يتمتع بها بنو جنسه في أقطار المعمورة ، وهذا الحرمان يعود إلى أسباب سياسية واقتصادية ، واجتماعية ، وعدم القدرة على التمتع بما وهبنا الله من خيرات ، وعدم توزيع الثروات توزيعا عادلا ، يتناسب مع كفاءات الإنسان ومدى نشاطه ، وإخلاصه في عمله ، والإنسان المثابر النشيط ، يجد نفسه محروما ، من الكثير من الحقوق ، رغم تعبه الطويل وكفاحه المستمر ، ومهما قلنا عن معاناة الرجال في عامنا العربي ، فان المرأة، تتحمل النصيب الأكبر من الحرمان ، لأنها أولا امرأة، ما زالت ترزح تحت كم هائل، من العادات والتقاليد البالية ، التي تغمط حق النساء حقوقهن ، بوصفهن من بني البشر ، بالإضافة الى نظرة المجتمع المتدنية الى المرأة العربية ، فإنها تتحمل الكثير من الأعباء ، والتي لا تدع لها وقتا كي تطور إمكاناتها ، وتصقل مواهبها ، وتزيد من معارفها ، لان العالم يتطور باستمرار ، ومن يقف مكانه ، يجد نفسه في آخر سلم التطور...
كيف يمكن ان تصل المرأة العربية إلى حقوقها؟ ، وهل يمكنها ذلك مفردة ، أم لابد من تعاون القوى التقدمية جميعا، من جل الوصول الى هذا الهدف ، وما هي تلك الحقوق، التي تناضل من اجلها النساء العربيات ؟ إنها حق التمتع بالحياة والجمال والعمل ، والقدرة على اختيار الزوج ، والرغبة في الطلاق، ان وجدت ان أحلامها في زواج سعيد ، بددها الواقع التعس ، وان محاولاتها للخروج بحل ،باتت في طريق مسدود ، كما ان الحصول على حق التعليم والتخصص فيه ، والسفر والتمتع بالصحة الجسدية والنفسية، يعتبر من ضمن الحقوق، التي تناضل للوصول إليها المرأة العربية ، كما ان التمتع بثمار العمل والجهد فيه يعتبر حقا طبيعيا للمرأة، التي اثبت الحال أنها لا يمكنها التمتع بما تحصل عليه من راتب ، نتيجة جهودها الكبيرة في مضمار العمل المهني ، وان راتبها ذاك يذهب إلى منفعة الأسرة ، رغبة في رفع مستواها الاقتصادي ، وكثير من النساء العربيات ليس لهن دخل خاص ، ولا يمكنهن ان يكون لهن ملكية خاصة ، وان جميع ما تكسبه يجب أن تنفقه على الأسرة ، متناسين ان التمتع بثمرة العمل حق ، نصت عليه الأديان ، في الوقت الذي يمكن للرجل ان يقول هذه ملكيتي الخاصة ، كما انه من حق المرأة ان تحصل على العناية الطبية اللازمة ، وان يعتنى يها في سن التقاعد، التي يجب ان تضمنها القوانين المنضمة للعمل والداعية لها ،
الكثير من النساء العربيات يبقين عاملات، رغم كبر سنهن ، واحتياجهن الى الراحة والعناية ، تطالبها الأسرة بكل الأعمال،التي كانت تقوم بها في فترة الصبا والشباب، والقوة الهاربة ، فهي بالإضافة الى العمل خارج المنزل ، لابد ان تقوم بكل ما يطلبه المنزل، من عناية وتنظيف، وطبخ وغسل ملابس ، وكأن المرأة آلة، لا تتعب ، وليس من حقها المطالبة بالراحة ، وان كانت الأعمال المهنية، يتمتع القائمون بها بحق التقاعد ، فان الأشغال المنزلية لاحق فيها بالراحة ، فالزوج والأولاد، يطالبون بان تكون المرأة عاملة طوال الحياة ، تجري لتلبية الطلبات ، بلا كلمة حب جميلة ،تبدد عنها وحشة الحياة، التي تقضيها على الدوام وحيدة ، رغم ان الكثير من حولها، يزعم انه معها في السراء والضراء ، ولكن حين الجد ، يبحث الجميع عن مسراتهم الشخصية، تاركين الأم آو الزوجة وحدها وكأنها نوعا من أثاث المنزل
إن أخطأ الأولاد ، اتهمها الجميع، أنها مقصرة في التربية ، لم تقم بواجبها من النصح والإرشاد رغم إنها قد تنفق وقتا اكبر، مما ينفق زوجها في المهنة ، وان أصاب الأولاد ، توجهت كلمات الاستحسان إلى الرجل ، لأنه المحسن دائما والراعي ، وان ابتعد الزوج عن أسرته الى امرأة أخرى ، توجهت للزوجة أصابع الاتهام ، إنها فرطت بحب الزوج وجعلته يبتعد ، وانه لولا خيبتها ما فضل عليها أخرى ..
ان صرفت هي من تعبها على الأسرة ، نسب المعروف الى الرجل ، لأنه من العيب جدا كما يزعمون ان تذكر من الأمر شيئا ، لأنها من واجبات الزوج في مجتمعنا الشرقي ، وان ساعدت الزوجة فيجب ان يكون سرا ..وكما ان التعميم ليس جيدا في هذه الأمور ، إلا ان اغلب النساء العاملات لا يتمتعن بالحياة ، ويجدن ان سنوات العمر تولي سريعا، دون ان يحققن شيئا جميلا
فأين يكمن الحل ؟
لابد من تضافر الجهود ، لتغيير هذا الواقع المظلم ، الذي تعيشه النساء العربيات ، وان تشرع القوانين للوصول إلى حقوقهاوان تتغير نظرة المجتمع إليها ، بتغيير وسائل الإعلام، التي نجدها تحرص على إظهار المرأة وكأن لا هم لها إلا الشكل الأنيق الجميل ، الخالي من المضمون ، والمرأة العربية ليست كما تصورها وسائل الإعلام ، بل هي إنسانة ، حريصة على إنسانيتها ، تناضل بكل قوتها من اجل الوصول الى حقوقها التي لا تتعارض أبدا مع الإنسانية والعدالة والحق!

المصدر: المركز التقدمي لدراسات وابحاث مساواة المرأة

www.deyaralnagab.com