logo
خُرافة وخِراف : النظام السوري وحق " الرد" المزعوم!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 8.11.08

بادئ ذي بدء لابد من القول اننا كعرب وكأمه وكشعوب لطالما حلمنا برد الصاع الصاعين على كل من يعتدي على الوطن العربي, ولطالما حلم العرب بان تذود الجيوش العربيه عن الاوطان العربيه وان تهب الجيوش والشعوب العربيه لنجدة فلسطين والعراق ونصرة القضايا العربيه, ولكننا للاسف بقينا نحلم ونامل الى ان صارت احلامنا كوابيس وامالنا سراب ووهم في ظل انظمه عربيه سارت وما زالت تسير بالمقلوب والمعكوس وسعت وتسعى في سبيل مساندة اعداءنا واحتلال اوطاننا من المحيط الى الخليج ومن فلسطين الى العراق لابل ان انظمة الحكم في العالم العربي هي الضمانه الرئيسيه لبقاء ثقافة الهزيمة والخنوع في العالم العربي وبالتالي تبدو ردود الفعل العربيه على العدوان الامريكي الذي استهدف الاراضي السوريه مؤخرا, ردود باهته ومبهمه ولا تختلف عن واقع مُر يعيشه العرب منذ عقود في ظل ذبح الشعب الفلسطيني والعراقي واللبناني من جهه وفي ظل حكم انظمه عربيه فرشت الفراش الاحمر لقوات الغزو الامريكيه لتحتل العراق وتعيث فيه دمارا وخرابا كماهو حاله اليوم في عام 2008 حيث تعرض وما زال يتعرض العراق على مدى أكثر من عقدا من الزمن وتحديدا مُنذ عام 1990 الى عدوان امريكي متواصل منذ العدوان الامريكي الاول على العراق و مرورا بالحصار وحتى الاحتلال الامريكي المُباشر للعراق!!
والمفارقه هنا لاتكمن في عدوانية وهمجية امريكا لابل تكمن في مواقف الانظمه العربيه من ماجرى ويجري في العراق ومن بينها النظام السوري الذي يوعدنا او يُسمعنا بين الفينة والاخرى وبعد كل اعتداء امريكي او اسرائيلي على سوريا بانه "يحتفظ بحق الرد", والحقيقه ان هذا النظام[ في زمن الاسد والشبل] قد شارك في جميع القمم العربيه منذعام 1990 وحتى يومنا هذا, وللتذكير هنا لابد من القول انه لم تَنْعَقِد قمه عربيه او قمة " مجلس التعاون الخليجي"[منذعام 1990 وحتى عام 2003] إلا وكان على جدول اعمالها إدانة العراق وضرورة "التزامه بقرارات الامم المُتحده" وتبرير ومُباركة الجرائم الامريكيه بحق الشعب العراقي والدوله العراقيه, وبالتالي اللذين فَتَحوا الابواب على مصراعيها لاحتلال العراق ودخول عُتاة المُجرمين و والمَعتوهين من اليانكييين والعُملاء اللذين يُنكلون بالشعب العراقي اليوم ككل هُم بالدرجة الاولى ليست بوش ورامسفيلد انذاك وكونداليزا رايس لابل مُبارك وال سعود وا ل صباح والنظام الاردني والنظام السوري وباقي انظمة الحكم العربي بالاضافه للشعوب العربيه الخانعه...هُم.. أي العرب المسؤولون عن كل ما جرى ويجري في العراق وفلسطين, و هُم ايضا الذين زودُوا الة القتل الامريكيه والاسرائيليه ايضا بالوقود الفعلي والسياسي لتقتل وتذبح في فلسطين والعراق ولبنان واخيرا سوريا .. الذي حوَّل الشعوب العربيه الى خِراف تذبحها امريكا متى شاءت هُم الحكام العرب وما جرى في سوريا مؤخرا هو تواصل لما جرى في فلسطين ولبنان والعراق وسمفونية حق الرد ما هي الا خُرافه نظام عاجز سياسيا وتاريخيا وعسكريا!!
من هنا بِإمكان العرب ان يستمروا في نظرية ومسلكية الخرافه والخراف[ خرافة رد الانظمه العربيه,, و الشعوب التي تحولت الى خراف تذبحها اسرائيل وامريكا متى شاءت] وأن يَشتموا ويُدينوا امريكا واسرائيل كيفما شاءوا وعلى كُل الاحوال تتحمل امريكا واسرائيل جُزء من ماهُو حاصِل وجاري في العالم العربي من استكبار وإنحطاط, ولكن مايجب على العرب الاعتراف بِهِ اولا واخيرا هو مَسؤوليتهُم المُباشره عن الواقِع الراهن للعرب من جهه والاعتراف أن الصمت العربي والانهزاميه كان ومازال السلاح الفتاك اللذي فَتَكت بِهِ امريكا بالعالم العربي من جهه ثانيه وبالتالي لابُد للعرب من الاعتراف اولا بِواقعُم وحالَهُم الداخلي حتى يَخرِجوا من مرحَلَة الشتم والندب الى مرحلة الدفاع الحقيقي عن الوجود العربي والكرامه والحقوق العربيه خارج اطار كذب الانظمه وترويضها للشعوب من خلال مقولة حق الرد… حق الرد هذه مقولة نظام حكم مكرره تهدف الى امتصاص النقمه الجماهيريه الى حين مرور العاصفه والحدث وحتى مجئ الاخرى والحدث القادم!!..لقد فرضت امريكا بِموافقة العرب انفسُهُم مفهوم رُخص ودونية الانسان والدم العربي مقابل فوقية الانسان الامريكي والاسرائيلي, وهذا ما يُفَسر أن قتل وجرح المئات والالاف من العراقيين وذبح وتجويع قطاع غزه يوميا أصبح امرا عادِيا ولا يَحتاج حتى الى تَعلِيق اوتَنديد من جهة العرب وماجرى من عدوان على الاراضي السوريه و قتل ابناء الشعب السوري هو امر روتيني جرى وما زال يجري في فلسطين ولبنان والعراق .. خراف عربيه تذبحها امريكا على مذبح نذالة وخيانة الانظمه العربيه اللتي جرجَّرت الشعوب العربيه واهانتها الى حد ان تصبح خراف يذبحها القصاب متى شاء دون ان يحاسبه احد لابل على العكس عندما يزورهم القصاب في قصورهم الفارهه يرقصون معه وله ويستقبلونه برقصة السيف وتفاهة الاصاله والكرم العربي..!
الواقع مُر والامر منه هو ان العالم والوطن العربي في ظل أنظمة حكم فاسده وعميله, وبواقعه المأساوي والكارثي, يبدو انهُ اصبح ارض مشاع وبُور يحرُثها الامريكان متى شاءوا ويزرعوها دمارا وخرابا ويحصدوها متى شاءوا في ظل وجود أنظمة حكم عربيه أعادت العالم العربي عمليا وموضوعيا الى نظام ماقبل الاقطاع والاستبداد,, ..نظام استبدادي و إقطاعي موضوعيا وسياسيا, والفرق بين النظام الاقطاعي البائـد والنظام الاقطاعي الامريكي الجديد هو ان النظام العثماني الاقطاعي مثلا كان يُدير مُقاطعاته العربيه من خلال إقطاعيين وولاه امر كبار وصغار كانوا ينتزعون حبة القمح من افواه الفقراء العرب والمسلمين, بينما النظام الاقطاعي الامريكي الراهن يُدير مُقاطعاته من خلال إقطاعيين باعوا وتاجروا بالوطن العربي تُرابا وثروه وإنسانا وتاريخا وحضارة,.. ولم يبقى في وادي العرب اليوم حتى ولو عظما واحدا إلا وَحوَّلَهُ الحاكم العربي الى خُرذه تتحكَم بسعرها ووجودها امريكا واسرائيل... الحكام العرب حوَّلوا الشعوب العربيه نظريا وعمليا الى خراف تذبحها امريكا واسرائيل متى شاءت في ظل خرافة حق الرد المزعوم.. . الهجوم الامريكي على منطقة البوكمال في سوريا وقتل ثمانية سوريين هو امتداد لقتل وجرح وتشريد ملايين العراقيين في ظل تواطؤ الانظمه العربيه ومن بينها النظام السوري مع الاحتلال الامريكي في العراق!!.. الم يُرسل النظام السوري قبل وقت قصير سفيره الى بغداد المحتله وبرر هذا بكل اشكال االانتها زيه السياسيه؟! كما برَّر من قبل مشاركته في جميع قمم وكر شرم الشيخ التي شرعنت العدوان الامريكي على العراق!...هل سمعتُم او رايتُم ان حاكم سوريا الشاب انسحب او اعترض مثلا على مؤتمرات العار العربي في وكر شرم الشيخ؟!, وهو الوكر اللذي شرَّع وشرعن العدوان الامريكي على العراق لابل ان النظام السوري صمت ووافق ضمنيا [قبل عام 2003] وعمليا على إحتلال العراق وتدميره كما هو حاصل اليوم, وأغرب ما في الامر ان حاكم سوريه الذي ما زال يحتفظ بحق الرد المزعوم على اسرائيل وامريكا منذ عقود, يستنجد بالشعب والشعوب العربيه بعد ان ادى مُهمته كحليف لنظام كامب ديفيد اللذي مَحق وجود مصر العربيه وحوَّل مصرالعظيمه الى دوله لا تعدو وتبدو اكثر اهميه اليوم من احدى دويلات القبائل العربيه في الخليج وبالتالي كما هو واضح يقترب سكين الذبح الامريكي رويدا رويدا من رقبة وكيل عربي أخر بعدما شارك هذا بدوره في احتلال العراق الذي صار اليوم قاعده امريكيه ينطلق منها الهجوم على البوكمال السوريه!!
يبدو بوضوح ان ان الدائره دارت بمحصلة المردود السوري الانتها زي على النظام السوري نفسه منذ زمن الاسد الاب وحتى عصر الاسد الابن....لبنان كان القربان اللذي قدمتهُ واشنطن لسوريا[1991] " الاسد" حتى تضمن دعمها للعدوان الامريكي على العراق, وما ان إنتهى العدوان الاول على العراق حتى كانت سوريه عضو مؤسس في دول "إعلان دمشق" التابع لامريكا من جهه وحتى كانت الدبابات السوريه داخل قصر بعبده في لبنان بعد ان كحتت ميشيل عون[عاد عون الى لبنان 2005 بعد ان كحتت امريكا سوريه من لبنان!!] من جهه ثانيه وبالتالي ما بُني في سُورِيا على إنتهازيه سياسيه وطنيه وقوميه ينهار اليوم على رأس النظام!!... كيف لهذا النظام ان يدَعي بانه حاضنة القوميه العربيه في الوقت الذي يرسل فيه سفيره الى خضراء بغداد المحتله والمدمره من قبل الاحتلال الامريكي نفسه الذي قتل ابناء البوكمال السوريه؟؟؟!!
من هنا لابد من التذكير بغيض من فيض ممارسات النظام السوري ورهاناته التي تبدو اليوم ا كثر من خاسره وهي : اولا :خسارة الرهان على بيع العراق والتواطؤ مع العدوان والاحتلال الامريكي منذ عام 1990 حتى يومنا هذا مقابل الرهان على سماح امريكا للنظام السوري بالسيطره على لبنان.. اليوم خسر النظام السوري لبنان وخسر مصداقيته الجماهيريه العربيه ما يتعلق بالعراق[ هذا: اذا وُجدت هذه المصداقيه اصلا] ويبدو الان انه في ورطه مع امريكا ,, ولا يبدو ان تحرير الجولان يحتل اولويات النظام السوري المنهمك في خطاب فلسفة حق الرد المزعوم... لابل كما يبدو واضحا خسر النظام السوري دول" إعلان دمشق" و" مُبارك المُبارك" على حَد وصف عرفات اللتي حاصره الشبل ومبارك المبارك وال سعود وامريكا واسرائيل حتى قضى نحبه في المُقاطعه2004 قبل ان يُنقل ميتا موضوعيا وجسديا الى باريس ويُحمل على اكتاف الحرس الوطني الفرنسي في طريقه الى مراسيم جنازة " مُبارك وطنطاوي" وبعض من العُربان اللتي سمحت لهُم امريكا بالركض قليلا وراء نعش عرفات!!.. المفارقه هنا لا تكمن في مأساوية وفاة عرفات التي حاصرته اسرائيل ولم يتصل به هاتفيا اثناء حصاره اكثرية الحكام العرب ومن بينهم النظام السوري خوفا من امريكا , لابل ان المفارقه الاخرى تكمن في تبرير احتلال العراق او السكوت عليه على اساس العداء الطويل بين بعث سوريا وبعث العراق والنتيجه هو احتلال العراق وتدميره ومن ثم ارسال سفير سوري الى بغداد المحتله, وتبرير عدم مؤازرة عرفات او حتى الاتصال به بالعداء السياسي بين الاسد الاب والابن وعرفات وما جرى ويجري الان للقضيه الفلسطينيه والانقسام الجاري بين امارة غزه ورام الله هو بالتاكيد ليست مسؤولية النظام السوري وحده بالرغم من عدم اعفاءه من دور ما في هذا الحاصل على الساحه الفلسطينيه!!... لاحظوا معنا ان النظام السوري ومعه الانظمه العربيه تُرسل سفراء الى العراق المحتل وتترك قطاع غزه محاصرا ولا تحاول حتى المساهمه في كسر هذا الحصار!!!
ثانيا : ان الاوان ان نُفرق بين سوريه الوطن ومصر الوطن والجزيره والخليج الوطن , وبين من تخلقهُم امريكا وتَسخَطهُم متى شاءت!!,,أن الاوان للقول انَهُ لولا تواطؤ مبارك والاسد وال سعود ومُشتقاتهُم لَماإستهانَت امريكا بالدم العربي والانسان العربي ولَما وضعت هذا الانسان في ميزان سعر برميل نفط, ولَما اصبح الدم العربي في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا اخيرا أبخَص من جُرعة نفط, ولَما اصبح تقطيع الفلسطيني وحصاره وتجويعه امرا عاديا يَتَفَرج عليه العرب على الهواء مُباشرة في فضائيات أخر الهَمج في هذا العالم!!!!... نعم هؤلاء الحكام هم اللذين رَسَخوا فوقية الامريكي والاسرائيلي من جهه وفي المُقابل رسخوا دونية العربي الى حَد تَجريد هذا العربي من مقومات الكرامه الانسانيه والوطنيه والى حَد ان يتعود العربي على رؤية بقايا أشلاء العرب ضحايا امريكا واسرائيل في كل مكان وزمان واخرهم في سوريا الاسد وسوريا النظام الذي ما زال يحتفظ بحق الرد المزعوم منذ عقود دون رد يذكر!!
الواقع المر ان الحكام العرب يطخون البيانات و يختبأون حتى تمر العاصفه ومن ثم يعودون من جحورهم الى قصورهم وكأن شئ لم يحدث الى ان تعودُوا وتعودنا معهم على مسلكية الاختباء في الازمات الكبرى بعد ان يُباركوا الغزو الاسرائيلي والامريكي بفتوة " حلال" من وكر شرم الشيخ, وبعد ان يُنفذ الاسرائيليون والامريكان مُخططاتهُم وعدوانهم,,يعود حكام االهزيمه للظهور بعد ان قهروا وقمعوا الشعوب العربيه مثلما جرى مثلا اثناء الاجتياح الاسرائيلي عام2002 لمناطق الضفه الفلسطينيه وتدمير مخيم جنين فوق رؤوس قاطنيه والكثير الكثير من الجرائم الاسرائيليه بحق الشعب الفلسطيني, ومثلما جرى عام2003 وإحتلال العراق,, والعدوان على لبنان عام 2006.. ومن ثم عودة حاكم مصر وحاكم سوريه وال سعود للظهوربعد ان كَوَّرُوا العراق في فم امريكا وعُملاءها من خلال قرارات وكر شرم الشيخ ووكر أذناب امريكا في الجزيره العربيه, وبالتالي لم نسمع مثلا ان النظام السوري يُدين إحتلال العراق وتخريبه من قبل امريكا وايران,لا بل العكس هو الصحيح: شارك النظام السوري[ الاسد والشبل] في جميع مؤتمرات شرم الشيخ اللتي باركت إحتلال العراق وتدميره لابل ان النظام الفئوي السوري يعتبر ذاته حليف ايران الأول,,وهي ايران اللتي سعت ومازالت تسعى لتدمير عروبة العراق وزرع الطائفيه في العراق والسؤال المطروح: كيف بالامكان ان يدعي النظام السوري بانه "حامي القوميه العربيه" وهو الحليف الاول لايران اللتي عاثت في العراق العربي خرابا ودمارا, وهو الذي بارك احتلال العراق ومن ثم ارسل سفيرا له عام 2008 الى خضراء العُملاء! في العراق !! وهل يُعقل ان نُصدق ان مواقف امريكا " السلبيه" من النظام السوري كانت وما زالت بسبب مواقف النظام " الوطنيه والقوميه" بالرغم من ان امريكا وسوريه يُعتبرون حُلفاء ايران موضوعيا وعمليا... ايران هي حليفة امريكا الاولى في العراق.. موجوده على الارض ؟؟....النظام السوري ادعى دوما ان اسباب الفساد والفقر والظلم في سوريا هو حالة المواجهه مع اسرائيل او بالاحرى شماعة المواجهه مع اسرائيل والتكاليف العسكريه والتسلح الخ, والسؤال المطروح اين كان الجيش السوري عندما قصف الاسرائيليون قبل فتره العمق السوري.؟...يحتفظ بحق الرد.. طبعا!!!!!..... ما لم يدركه الكثيرون هو ان عملية كَحِت سوريه من لبنان2005 قد كشفت غابة الفشل السوري السياسي التي كانت تختبئ وراء شجرة وحجة الوجود السوري في لبنان!!!.. سوريه راهنت على حُلفاءها اللبنانيين كورقة ضغط على اسرائيل وإجراء مفاوضات على وضعية الجولان, وراهنت على غض امريكا النظر عن الوجود السوري في لبنان مقابل سكوت سوريا على احتلال العراق!!.....ألأن بين حانا ومَانا... لا بقي النظام السوري في لبنان ولا حَرَّرَ شبر من الجولان!! ولا يمتلك حتى قدره عسكريه يُناوش بها إسرائيل او يذود حتى عن حدوده مع العراق المحتل...نحن نعتقد ان ماجرى في البوكمال هو مقدمه لعمليه امريكيه طويله تهدف الى استنزاف مجال مناورات[ السياسيه] النظام السوري وزعزعة استقرار هذا النظام وابعاده عن ايران!!, ولكن مع هذا يبقى سؤال موضوعي وجوَّال في بال الشعوب العربيه وهو: هل يُبرر العداء الحزبي والشخصي بين البعث السوري والبعث العراقي,,ان تقف سوريه موضوعيا لجانب امريكا وايران وتدمير العراق حتى تُسقط صدام عدو الاسد الاب؟؟؟... هنا بالضبط هو مربط الفرس في إشكالية وُجود الانظمه الاقطاعيه العربيه من جهه ومعنى الوطن والشعب من جهه ثانيه وبالتالي يبدو جليا ان النظام السوري يرى الوطن كل الوطن في شخص نظام الاسد والشبل وبقاءه في الحكم وفي المقابل لا يرى النظام في الوطن شعبا ووطن إلا عندما تُشدد عليه امريكا الخناق::: يُنظم النظام مُظاهرات مؤيده لبقاء الوطن اسير أسرى امريكا في العالم العربي!...... نعم هذه هي المُفارقه: امريكا تأسُر الحُكام وتُمسك بِرَسَنَهُم مُنذ عقود وهؤلاء بدورهُم يأسرُون الشعب والوطن في زرائب إقطاع حقيقيه!!!... انظروا بربكُم الى ما جرى وما هو جاري في العالم والوطن العربي من دمار وطني وسياسي خطَّطت له امريكا واسرائيل, وقام الحُكام العرب بتنفيذ هذا المخطط على اكمل شكل وبأبشع الاساليب!!!.. فقط يوم تَقُوم امريكا بتضييق الخناق على حاكم الاقطاعيه العربي.. يطلقُون البشر من الزرائب حتى يهتفون للطغاه العرب في الشوارع!! ولكن في زمن العدوان الاسرائيلي والامريكي على العرب يطلقون هؤلاء الحكام النار والكلاب على حفنه من المُتظاهرين العرب ضد إهانة كرامة الوطن!!!! من وجهة نظر هؤلاء الذين يزعمون باحتفاظهم بحق الرد: بإمكان من هب ودب ان يُهين العرب ويذبحهم كالخراف متى شاء, ويصول ويجول على جثثهُم الحيه والنافقه, والمهم ان تبقى حاشية مُبارك والاسد وا ل سعود مُختزله مفهوم الوطن في شخص حاكم عادِم وساقط !!.. الحديث يدور هنا ياسيداتي سادتي عن التاريخ العادِم اللتي فرضه حُكام الرذيله على العرب من جهه والتاريخ الدامي والدموي الذي حوَّل فيه الحكام العرب الشعوب العربيه الى مجرد خراف تذبحها اسرائيل وامريكا متى شاءت... دم عربي رخيص وارواح عربيه رخيصه تموت في غزه وبغداد ولم نرى في الوقت الراهن مظاهره عربيه واحده عارمه تندد بحصار غزه وتطالب برفع الحصار عن حليب اطفال غزه!!
أتمنى ان لا تخون الذاكره العرب, ليتذكروا ان النظام السوري ايَّد في مجلس الامن الاقتراح الامريكي[2003] بإعطاء العراق مهله وهميه قبل بدأ العدوان الامريكي على العراق كأمر مُبرمج وحتمي , وقد بَرَّر النظام السوري خطوته هذه بشتى الاشكال, والحقيقه ان كل هذه التبريرات كانت كاذبه لسبب بسيط وهو ان النظام السوري كان مرعوب وإنتهازي ولا يمكنه رفض اوامر امريكا حتى لو تعلق الامر بإحتلال العراق وتدميره كما جرى ويجري , والان ما هو جاري وبعد ان طبق السوريون القرار1595 وإنسحبوا من لبنان, يبدو انهم سقطوا او اُسقطُوا في شرك إغتيال الحريري لاهداف سياسيه امريكيه, وبالتالي جاءت كما يبدو خطوة تعيين النظام السوري سفيرا له في العراق المحتل متأخره,, لابل انه كما يبدو لم يتعاون بما فيه الكفايه في ضرب المقاومه العراقيه اللتي جعلت عملاء واشنطن في العراق يقبعون في السجن" الاخضر" , ولذلك قررت امريكا ضرب النظام في عقر داره!!.. لاحظوا معنا الانتها زيه السوريه::.. اللذي جعل الامريكان لا يغزُون ايران وسوريه هي المقاومه العراقيه البطله والباسله اللتي تأمر ويتأمر عليها وعلى العراق النظامين السوري والايراني.. هؤلاء النظامان ومعهم انظمة الرده العربيه يتعاونون مع الاحتلال والعملاء بالرغم من ان المقاومه العراقيه هي التي كبحت احلام بوش وحالت دون غزوه لسوريا وايران!!! والحقيقه ان واشنطن لن تجد افضل من النظام السوري ونظام" الجعجعه بلا طحين" الحاكم في سوريه, ولذلك وكما هو واضح لا يدور الخلاف بين واشنطن ودمشق حول وضع الشعب السوري و" دمقرطة سوريه" لابل تجريد النظام السوري وتسويقَهُ عاريا على حقيقته حتى يتخلى عن التجاره بالمنظمات الفلسطينيه واللبنانيه وتوظيفها لصالح سياسة بقاء نظام يتأرجَح بين شعارات قومجيه كاذبه وحقيقة انَه عمليا وموضوعيا جُزء لا يتجزأ من منظومة حكام عرب يساندون وجود امريكا في الوطن العربي...كيف يحتفظون بحق الرد على العدوان الامريكي في الوقت الذي يرسلون فيه سفراء الى بغداد المحتله بدلا من دعم المقاومه العراقيه التي حمت سوريا موضوعيا وعمليا وحالت دون ان تغزوها امريكا بعد العراق؟؟!!!
معرفة النظام السوري حقيقة إنحداره من اقليه اثنيه ودينيه تحكُم سوريه تجعلَهُ أكثر العبيد طاعة لامريكا,, ولكن تحت غطاء وابل من الشعارات التضليليه!!! ماهو جاري في العراق ولبنان وسوريه خاصه والضغط الامريكي على النظام السوري هو جُزء من إستراتيجيه امريكيه مُحصلتها حصار النضال والشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا بهدف حل القضيه الفلسطينيه وتفصيلها على مقاس امريكا واسرائيل المدعومه بالطوق العربي المضروب والمفروض اليوم عمليا وفعليا على الشعب الفلسطيني!!! النظام السوري في النهايه سيرضى بشبر من الجولان وسيُسوقه كإنجاز وتحرير!!
من الواضح ان النظام السوري قد راهن وخسر اوراق كثيره ليست فقط في لبنان والعراق لابل انه خسر حلفاءه الرئيسيين التابعين لوكر شرم الشيخ ووكر الرياض, ومن الواضح ان خطوة توجه النظام في اتجاه دعم حكومة خضراء بغداد التابعه للاحتلال الامريكي من خلال تعيين سفير سوري في بغداد, جاءت لتخفيف العزله عن النظام السوري خاصة في ظل فتور العلاقات بين النظام المصري والسعودي من جهه والنظام السوري من جهه اخرى...النظامان المصري والسعودي لايخفيان تحالفهم وتبعيتهم لامريكا ويتوجهان سياسيا حيثما قادت امريكا رسنهُما,, والان الهدف الامريكي هو ايران وسوريا.. والحلقه الضعيفه هي سوريا , ولذا جاء الهجوم على الاراضي السوريه في اطر اهداف جيو سياسيه من بينها الانتخابات في امريكا....
واخيرا وليس اخرا يبدو بوضوح ان خرافة احتفاظ سوريا لحق الرد على العدوان الامريكي او الاسرائيلي ستبقى خرافه, في حين ستبقى الشعوب العربيه مجرد خراف يذبحها الامريكان والاسرائيليون متى شاءوا... ستبقى هذه المعادله الى حين يحين زمن حق رد الشعوب على اعداءها والذود عن اوطانها!!
*كاتب فلسطيني , باحث علم اجتماع , ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونيه


www.deyaralnagab.com