فلسطين : المفقود وطن والموجود تيه وطني!!
بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 22.11.08
لا ذاك العربي القابع في وسط صحراء العقول والهزائم ترجَّل ولا ذاك الفلسطيني القابع وسط سوط الجلادين والنهاشين تعقَّل,, ونحن ان شئتم ام لم تشاءوا ليس بخير ولا حتى بقرب صحن الخير ولا على مرمى حجر من اطراف الحلم الفلسطيني,, وكل شئ في وطننا ومهجرنا سجين وهجين من البحر الى النهر ومن السماء الى الارض, وانيننا الصامت يخترق اذان السماء ويحرق قلوب المروج الخضراء و ونواحنا يزلزل اعماق اعماق ارض السواد, والارض الجوفاء تبكي حالنا وترقب بحزن دامي كيف تموت احلامنا الخضراء وكيف تجف واحاتنا و يسقط نخيلنا الشامخ منتحرا قسرا بعد ان نزعنا من عروقه اخر قطره ماء تمده بالحياه! , وكأن رحم تاريخنا قد أصيب بالعُقم يوم كُنا وما زلنا توَاقون لولادة جديده وتاريخ عيد ميلاد جديد لولادة تاريخ فلسطيني جديد يشدو غد افضل من ذاك الامس الذي أغربت عليه الشمس واسدلت عليه ليلها لحين يحين اوان بزوغ نور وانوار التاريخ والامل الفلسطيني الجديد!!... اما ان لكم ان تخجلوا وتترجلوا في رام الله وغزه او تنتحروا امام رؤية وجه طفل فلسطيني بائس وجائع في خضم معركة شعب ضائع بين طيات الخلافات التافهه على سلطة تافهه تتككور خيبتها في احشاء امعاء الغزيينن الخاويه حينما اسقطتنا جراذين السلطات والكبرَّات الى االهاويه,,, وصار حلمنا الكبيريأخذ في مداه البعيد فقط مساحة معبَّر او رغيف خبز او قرص دواء مجهول المصدرعابر عبر نفق.. كل ما تبقى لكم وما ابقيتُم لشعبكم الجبار: نفق.. وخيشم ضيق يتنفسون منه الصعداء حين صادر الاعداء الارض والمكان.. وصادرتُم انتُم المتكرفنون[ الميكروفون] الحلم الفلسطيني لابل صادرتٌم حتى الشمس من الافق الفلسطيني وساهمتُم حتى في تلويث الهواء والبحر الفلسطيني….اما ان لك ايها التاريخ الفلسطيني ان تُولد من جديد.. اما ان لك ان تتمرد على محو ذاكرتك ووجدانك والتشديد على كونك فلسطيني اصلا وفصلا وعظما وتاريخا, ويوم ولدتك امك في القدس و يافا وبين ا اسوار عكا وعلى جبال حيفا ومرج بن عامر لم تكن تعرف اصلا لا رام الله ولا غزه كعاصمه ولا حماس ولا فتح بمثابة بوصلة تقود رسن العوده… بوصلة التيه في مركب فلسطيني تتلاقفه الامواج وتتلاطمه الشواطئ بين مد البحر وجزره .. بين هاذان تعود المياه الى البحر الى مجراها ويبقى المركب الفلسطيني عالق على كل شواطئ الدنيا وبعيد ا كل البعد عن الشاطئ الفلسطيني!!.. من سيقود المركب الفلسطيني الى شاطئ الامان؟؟…حتما ليس هؤلاء المتكرفنون والمُتملشون والمُتفصلون والمتمرسون في تكسير كسائر الكسور وتشظيظ شظايا الشظايا وتفتيت المفتت وتشتيت المُشتت حتى تزيد اعداد دروب التيه الفلسطيني…. المسلوب والمفقود وطن والموجود تيه وطني فلسطيني .. وفي زمان غابر وحاضر كان الفلسطيني يغني " وين على رام الله" ,, واليوم يغني وين على رام الله ووين على غزه,,, ووين نروح.. فتحت المعابر.. ام لم تفتح؟..انهارت الانفاق ام لم تنهار؟.. ضخُوا فيها اخواننا[ لاحظوا ..ما زالو اخواننا] المصريين غاز لوقف انفاس حفَّاري و مهُربي الانفاق؟ ام لم يفعلوا؟….. ويا مْين يخرجنا من ورطة عدميي غزه ومُنسدحي رام الله,,,, واسرائيل اللتي تملك مفتاح قفل غزه ورام الله وابواب كل حدود فلسطين يدعوها العرب الى " حوار الاديان" لتُبرأ ذمتها من ما جرى ويجري لنا في زمن رئيس فلسطيني مُغرَّم في زيارات القدس المحتله وعناق مُحتَّلِيها!!
ينتحر الامل الفلسطيني امام حالة البؤس الفلسطيني وعلى مرأى من عرب الرده والمرتدون عن كرامة وشهامة اسس واصول عروبتهم,,.. هؤلاء المُتكرفنون والمُرتدون يدقون المسمار تلوى المسمار ليست في نعش موت الحلم الفلسطيني فحسب لابل في نعش موت الوطن الفلسطيني الزاحف والمزحوف نحوه احلاليا واحتلاليا ليست نحو الارض وال جغرافيا فحسب لابل صار يمد يده الى داخل البيوت الفلسطينيه[ كما جرى في القدس لعائلة الكرد مؤخرا] ويخرج الفلسطينيون من بيوتهم وأعشاشهم ويلقي بهم الى دروب وصحاري التيه!!..يُقال والعلم عند الله ان الرئيس الفلسطيني "البطل"؟ بعث برسالة توسل لامريكا طلب منها ان تتدخل لدى صديقه الاسرائيلي وتطلب منه عدم مد يده الى العصافير الفلسطينيه في القدس واخراجها من أعشاشها, والالقاء بها نحو المجهول... في زمن حكومات رام الله وغزه صار الفلسطينيون ايتام على موائد الاحتلال واللئام ...صار قاتلهُم صديقهُم وصديق رئيسهُم المزعوم.. رئيس فلسطيني منهمك في كيفية تعرية حماس واعادة غزه الى بيت الطاعه!, ولا يأبه للاحتلال والاستيطان الاسرائيلي الزاحف نحو رام الله ويلُوك القدس في مرحلة ما قبل الابتلاع الاخير... وطن فلسطيني مُباح ومستباح ارضا وجوا وبحرا وبرا الى حد اقتلاع البيوت الفلسطينيه وسكانها في وضح النهار,,, وما زال الفلسطينيون ينتظرون في محطات قطار ات رؤساء امريكا!!.. واحد جاي وواحد رايح دون ان يُكثر احدا منهُم شئ من الملايٍح!! والعكس هو الصحيح وهو ان:: رؤساء امريكا المتعاقبون يدقون المسمار تلوى المسمار في نعش القضيه الفلسطينيه ويعتمدون استراتيجية تطيين وتوحيل[ وحل] القضيه الفلسطينيه بكل ما اوتو من امبرياليه وهمجيه,,, ويبدو ان جماعة رام الله شركاء فقط في العُشر الاخير من الارض الفلسطينيه المتبقيه وينتظرون ان تكتمل اوراق قوانين الاحتلال والاحلال الاسرائيلي والامبرياليه الامريكيه,,, ليخرج علينا فيما بعد فاسد وفاسق ويقول:: نشكر الله ان المقاطعه وابوديس ما زالتا في مرمى سلطتنا!!... هؤلاء الفاسدين والساقطين لم يُسلموا اوراقهم الثبوتيه واوراق فلسطين وكوشانها[عام 1993] على المعابر الصهيونيه المنصوبه على ابواب الوطن الفلسطيني فحسب, لابل انهم يُتلفون ويُبيدون اليوم اوراق الهويه والقضيه الفلسطينيه...انهُم يبيدون اوراق الثبوتيه والهويه الفلسطينيه وكأنهُم يريدون فرض الطلاق القسري بين الفلسطيني ووطنه !!.. طلاق بين الفلسطيني و بين حقه بالعوده وحقه بالوطن وحقه بالحياه...انهُم يُبيدون تاريخ الشعب الفلسطيني ويكرسون اوراق تيهه!!.. انهُم يريدون كسر عظم الفلسطيني وكسر ارادته وعزمه على مواصلة النضال من اجل حقه الشرعي والتاريخي في و طنه الفلسطيني!!
للاسف اننا نعيش في حقبة انسانيه وعالميه وعربيه انهارت فيها كل القيم الانسانيه والسياسيه, وهي حقبة طالت وقد تطول, تُرك الفلسطيني وحيدا وطنا ومهجرا يُصارع ويقارع حتى من اجل ابسط الامور الحياتيه , ترك الفلسطيني وليمة للعقارب في صحاري العرب,, اشفقت عليه البرازيل في حين رفضت العرب فتح ابوابها له,,,تُرك الفلسطيني وحيدا يصارع الجوع والظلام والحصار في غزه ويواجه وحده الهدم والظلم والاحتلال في الضفه الفلسطينيه والقدس وكامل الوطن الفلسطيني,, تُرك الفلسطيني محاصرا في مخيمات الشتات يعيش في دائرة الفقر والبؤس وما زال البعض يتكالب على حق عودته الى وطنه فلسطين,,تُركت حتى المدن الفلسطينيه للخراب والهدم الصهيوني,,, تُّرك شعبنا اسميا وموضوعيا اليوم دون قياده ودون استراتيجيه ودون اي شئ, وصار كرة كلام بين المتكرفنين في غزه ورام الها ودمشق وبيروت والقاهره ولا ننسى بطبيعة الحال المتكرفنين العرب في كنيست اسرائيل الذين يزفون جزء من الشعب الفلسطيني الى وسط عرس الديموقراطيه الاسرائيليه المزعومه...يشتبكون ويتقارعون على صناديق الاقتراع المنصوبه داخل البلدات الفلسطينيه المُتأسرله قسرا... دروب التيه الفلسطيني!!
يا سيداتي سادتي, نتقلب على الجمر منذ عقود ولا نشكو عيبنا الفلسطيني الداخلي ولا عيبنا العربي الكبير,..لا نتململ ونصبر على الالم و الحرمان و الجوع والظلم و الاحتلال والاحلال الاسرائيلي, الا اننا في الحقيقه كشعب فلسطيني نحتاج الى تصحيح مسار وترميم وطني شامل والوعي من جديد الى قضيه في غاية الاهميه وهي ان المفقود وطن والموجود كارثه وتيه فلسطيني وطني كارثي بكل ماتعنيه الكارثه من معاني واشكال..إما ان تكون فلسطيني او لا تكون,,..اما ان تكون فلسطيني وتحرق ثوبك معنا كما يقولون في الباديه او لاتكون!!اما ان تكون فلسطيني او اسراويلي!!. الجمع بين الاثنان لايجوز ونتيجته هجين مُهجن يتقارع على فتات انتخابات ديموقراطية اسرائيل او يتوسلها لجمع شمل بعض الفلسطينيين في دولة رام الله!!
اننا امام حقيقة ساطعه ودامغه بان الغيوم قد مرت والسحابه لم تأتي والمطر والغيث" الاوسلوي" الوهمي لم يهطُل, ونحن اليوم نقف في وسط الوحل المتبقي في مستنقعات اسقطنا بداخلها الصهاينه و الفاسدين والعاجزين والمتكرفنين بعد سنين من الجفاف والقحل والمحل الذي كاد ان يقضي على الحياة في العُود الفلسطيني, ولكن كلنا امل ان يبقى العُود الفلسطيني حيا, وان تبقى النار تحت الرماد حيه,, والاعوام والسنين فصول كما تعرفون:.. تسقط اوراق الشجر في الخريف, ومن ثم ياتي الشتاء ومن بعده الربيع حيث تنبعث الحياة وتورق الاشجار من جديد و الاثمارلا تُينع الا في موسمها وزمانها!!..نحن مُطالبون وايضا مُجبرون على اختراع البطولات التاريخيه في زمن عربي وفلسطيني اوسلوي فاقد لكل اشكال البطوله ويقبض بحزم فقط على بطولة الانبطاح والانحدار والانحطاط....انتُم وفقط انتُم الفلسطينيون النشاما ومعكم عربنا الاصايل وطنا ومهجرا : انتم المُجبرون اولا واخيرا بتذكير انفسكم وابناءكم وبناتكم واجيالكم ان المفقود والفقيد الغالي وطن والموجود والمفروض الان تيه وطني وخراب تاريخي.. انتبه يا فلسطيني:: انك ليس بجانب النار.. انت وانتي في وسط الحريق والمحرقه التاريخيه,, وانت اولا واخيرا الهدف الرئيسي من هذا الحريق,,, وعليه يترتب عليك جمع قواك واوراقك حتى تُحاصر لهيب هذا الحريق وتحول دون انتشاره الى كامل الوطن والجسد الفلسطيني!!... المفقود وطن والموجود كارثه وتيه وطني...تذكَر...!!
www.deyaralnagab.com
|