قنبلة القدومي الحارقة!!
بقلم : د. عدنان بكرية ... 19.07.2009
كيفية مقتل الرمز أبو عمار لا تقبل الحلول والتأويلات الوسطية ...وهناك اتهام واضح وصريح "لأبي مازن ودحلان" وادا كان صحيحا فهما خائنان ويجب تقديمهما للقضاء وادا كان كلام القدومي غير صحيح فهو خائن ويجب محاكمته .. وعليه يجب فتح التحقيق في مقتل ياسر عرفات احتراما له ولتاريخه واحتراما لشعبه واحتراما للقيم الأخلاقية والسياسية
إن إبقاء القضية محصورة في دائرة التراشق الإعلامي لن تفيد شيئا بل من شأنها أن تعقد الأمور أكثر وعليه يجب تشكيل لجنة تحقيق دولية تشارك فيها أطراف عربية وليتحمل كل واحد المسؤولية .
القنبلة التي فجرها فاروق القدومي أبو اللطف وكشفه عن محضر الجلسة التي جمعت دحلان وشارون وعباس للتخطيط لتصفية ياسر عرفات وبعض القيادات الفلسطينية وادا صح هدا الأمر وهو قابل للحقيقة فان الطاولة ستقلب رأسا على عقب وستتفجر الأوضاع برمتها .
خيرا فعل أبو اللطف وهو الرجل الأخير في ختيارية الثورة عندما كشف عن دالك المحضر ومن حقنا ان نسأل ..لمادا صمت كل هده الفترة وأخفى الحقيقة عن الشعب الفلسطيني وهده نقطة لا تسجل لصالحة بل ضده..خيرا فعل بكشفه الحقيقة وحتى لو جاءت متأخرة لان الشارع الفلسطيني ومند اغتيال عرفات يتوق لمعرفة الحقيقة التي تقف وراء عملية الاغتيال والتي سجلت ضد مجهول.
إن ما دفع القدومي للخروج عن صمته هده الأيام هي الخلافات داخل حركة فتح والتي وصلت إلى نهايتها وإصرار عباس على سلب القرار الفلسطيني واستفراده وزمرته به كما جاء ببيان القدومي .. فالقدومي والدي عارض وبشدة اتفاقات أوسلو ولم يعد إلى ارض فلسطين يصر هو واللجنة المركزية على عقد مؤتمر الحركة في الخارج لأنه لا يريد مؤتمرا يعقد تحت حراب الاحتلال وهدا معقول..ومهما تكن الأسباب وراء تفجرالاوضاع إلا أن الأزمة التي تمر بها هذه الحركة والتي قادت النضال الثوري الفلسطيني عقودا من الزمن هي نتيجة لتراكمات سياسية وتنظيمية عديدة يقف في مقدمتها تخلي بعض قادة الحركة وعلى رأسهم (محمود عباس) عن خيار المقاومة ومحاولة شطبه رسميا من أدبيات حركة فتح .. زيادة على الزحف الدائم خلف خيارات "سلمية" أثبتت أنها ليست إلا مراوغات اسرائيلية تهدف الى تهميش وشطب القضية الفلسطينية وفي النهاية فرض حلول مؤلمة .
ما يحصل اليوم داخل الحركة من انفجار لا يمكننا أن نعتبره خلافا شخصيا بين قادة الحركة ، بل انه خلاف سياسي فكري من الدرجة الأولى بين متناقضين سياسيين .. الأول بزعامة فاروق القدومي (أبو اللطف ) والذي يريد استعادة الإرث الثوري للحركة ودفعها إلى الواجهة كحركة ثورية تؤمن بالمقاومة كخيار استراتيجي ، ويريد خلع لباس (أوسلو) عن جسم الحركة ، والذي اثبت انه لم يكن إلا لباسا رثّا فصّلته الإدارة الأمريكية بما يخدم مصالح إسرائيل الاحتلالية والتوسعية ، وطريقا وعرا وشائكا ومهادنا في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ومسيرة حركة فتح بالتحديد . اما على الطرف الآخر فتقف مجموعة الرئيس عباس التي تريد السيطرة الكلية على الحركة مع الحفاظ على خيارات المهادنة والتفاوض العبثي الذي لم يأت بشيء بل همش الحركة ووضعها أمام مساءلات عديدة وأدى إلى تراجعها على كافة الأصعدة السياسية والتنظيمية!
الخطوة التي أقدم عليها القدومي حتما ستؤدي الى انقسام الحركة بشكل نهائي وهدا ما توقعناه مند رحيل ابو عمار فكل المؤشرات كانت تشير الى دالك لكن لم يكن هناك الرجل القادر على قلب الطاولة إلا بعد أن تعقدت الأمور ولم يعد بالإمكان تحاشي الانفجار .
التاريخ الفلسطيني المعاصر شهد العديد من الانقسامات داخل الفصائل الفلسطينية لانه وفي مرحلة التحرر الوطني لا بد من صراع الوجهات والتوجهات .. واليوم تقف القضية الفلسطينية على مفترق طرق تاريخي وخطير فإما أن تنتصر قوى الممانعة في الحركة والتي يقودها القدومي وإما أن يستمر عباس وجماعته في قيادة الحركة بنهجهم الحالي .
الانقسام داخل فتح سيكون له تداعياته على الساحة الفلسطينية وعلى الفصائل الأخرى وحتى على القضية ذاتها فكما أسلفت فان الخلاف الدائر في الساحة الفلسطينية هو خلاف عقائدي من الدرجة الأولى ..خلاف بين خيار المقاومة وخيار التفاوض .
وعودة إلى اتهام عباس ودحلان باغتيال عرفات .. هل ستقلب هده القضية الموازين القائمة ؟ وهل سيستمر القدومي في متابعة القضية بجوانبها القانونية والوطنية والأخلاقية ؟ سؤال متروك للمستقبل!!
كاتب فلسطيني
www.deyaralnagab.com
|