المباركة للحكومة الفلسطينية المباركة...نعمه للصحف الفلسطينية وغيرها!!
بقلم : أمينة عودة ... 26.05.2009
تشهد الصحف المحلية هذه الأيام انتعاشا اقتصاديا اللهم لا حسد، وتزاحما منقطع النظير، تقديما للتهاني والمباركة للحكومة الفلسطينية الجديدة وأعضائها، هذه المواسم ليست بغريبة أو جديدة على بعض الفلسطينيين، وها هو اليوم الموسم يزدهر، ويحمل الحلاوة والمرارة معا، كون هذا اللهاث، يأتي للتأكيد مرة أخرى إن لصناع القرار دورا مهما في سير الحياة الفلسطينية، وتيسير الأمور وتقديم العون، وإزاحة الستار عن قضايا لها علاقة بمن سبق أحيانا، وتدوير ما هو سياسي، لحكومة لاحقة.
ما هو متعارف عليه، أن من شيم شعبنا الفلسطيني الكرم والشهامة والشجاعة والطيبة، وبطبعه هذا الشعب الجبار اجتماعي وقادر على تدبير حاله ومؤازرة غيره، وبامتياز يشارك الجميع قضاياهم وافراحهم وأحزانهم وفقا لرؤيته، مما يدلل على أن هناك تعزيزا لعملية الفصل الطبقي بيننا وآخذا في التمحور والتطور.
من خلال مراقبة، لما صدر من أعداد أخيرة لصحافتنا المحلية، يزف سيل من التهاني وإعلانات المباركة لحكومتنا الجديد، في حين لم يلاحظ، من الشعب من يدلوه بدلوه في هذا المارثون، لسنا في حالة استفتاء، قد يكون لأسباب عديدة من بين ما بينها العبء الاقتصادي الذي يشدد الخناق على الرقاب، بالتالي يبقي الباب مفتوحا، لمبادرة ذوي الشأن، ورجال الأعمال بمختلف تخصصاتهم وأعمالهم، إلى جانب رؤساء البلديات والعشائر والمجالس القروية وبعض المؤسسات الاجتماعية، وأصحاب النوايا الطيبة.
كان لافتا للنظر تقديم الواجب لحكومتنا الجديدة، كما هو حال الحكومات السابقة، ودائما نجد من يقول كل التوفيق وحظا سعيد أو من يبحث عن طريق التفافي، وهناك من يقول حظا أوفر، تحسبا لما يقال، أن حكومة فلسطينية أخرى على الطريق.
محدث قال لي " يا بنتي في هذه البلد الغني بغنولوه والفقير...." وما كان لافتا لانتباهي الطبلة والزمرة على صفحات الجرائد وكأننا نحزم أمتعنا للعودة، وعاد محدثي قائلا دامت الأفراح للجميع، وأتمنى على الجميع بخفض هذا السقف قليلا، لهذا التقليد المناور المخيف والمرعب، للنمو الغير طبيعي لجيش المجاملين، وأضاف محدثي، نحن نعي جيدا انه إلى جانب ما ينشر على صفحات الصحف، هناك ممرات آمنة لمن يرغب في الوصول وهناك من يحاول تفكيكها، أما العبد الفقير طول عمره يا بنتي كافة الطرق والممرات والقدس مغلقة بوجهي، وكمان السجن شمر عن يديه وسجل ما سجل من سياط وعنف على جسدي ونيل من عمري!!! في حالتي وبحمد الله، حتى خبر الإفراج عني كان متواضعا، فما بالك يا بنتي لو وصل الأمر للجرائد لكان لافتا وأصبحت وزيرا في احد المجالس الوزارية الفلسطينية، وأنهى حديثه قائلا لهون بكفي، سامحيني قصر الكلام خير !!!!!!!!!!
ظاهرة المعايدة والمباركة المدفوعة الأجرة، وما يتبعها من مبايعة عبر زيارات لوفود مرئية وغير المرئية، كما قلنا موسميه، وعلى رأس هذه المواسم وأبرزها ما له علاقة بالنفوذ والسلطة، وهناك من هو مذهول ويؤكد على التخفيف من الوتيرة المرعبة، خوفا لا سمح الله من تدهور في العلاقات الدبلوماسية الداخلية، وتحسبا لأي طار قد ينشأ.
قد يكون مهما أن نعمل ما يمليه علينا ضميرنا ونحتفي بإخوتنا وأخواتنا، على ان لا ننسى للحظة أن نوظف الضمير ونسلطه نحو القضايا الساخنة، والحالات الجائعة، والبائسة، والمريضة وطلاب العلم ولتعبيد الشوارع، ومسح دمعة طفل اندثرت وانقرضت عائلته، على أيدي من لا أيدي لهم، ولن نذكر بقضايا الحل النهائي..
وما يدور اليوم من أحاديث، في الشارع الفلسطيني، يثير "البهجة والسرور" طيفا مازحا من الشباب، لا بأس به وضع نفسه على لائحة الانتظار، للمشاركة في حكومات قادمة، كون الأمر ليس ببعيد المنال!!!!!!!!!!!!!، هكذا يدور الحديث في الشارع الفلسطيني، كأنه يحمل في خفاياه ما هو غير مطمئن، يتجه نحو التقزيم والاستهتار بما تشهده الساحة الفلسطينية من تغيير إماراتي، وينصب جل اهتمامه على قضاياه الجوهرية.
قد يشكل ما يقال مداعبة و/أو الذهاب باتجاه تشديد الرقابة الشعبية لحكومتنا الجديدة، ولكننا نتمنى لهم التوفيق وتحقيق الكثير من الإنجازات خدمة لصالح الوطن والموطن، وفتح مساحة أوسع للمواطن والموظف الغلبان ولفئات شعبنا المقهورة بدلا من فرض اسيجة، حتى لا يبقى كل في واده، لأنه ما بضل في الوادي غير حجاره !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وفي الختام نقول أعانكم الله حكومة وشعبا.
*صحفية فلسطينية دائرة العلاقات القومية والدولية/ منظمة التحرير الفلسطينية
www.deyaralnagab.com
|