لايصح الا الصحيح والمطلوب:انتفاضه فلسطينيه سياسيه وثقافيه !!!
بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 7.10.06
بعد ستة اعوام على بداية إنتفاضة الاقصى يبدو المشهد والواقع الفلسطيني في غاية التعقيد والضبابيه إن لم يكُن في قمة المأساويه التاريخيه, ورغم كل البطولات والتضحيات الجسيمه اللتي قدمها ومازال يقدمها الشعب الفلسطيني,إلآ ان الامواج العاتيه ما زالت تتلاعب بالمركب الوطني الفلسطيني وتحول دون رسوه ووصوله الى برالامان الوطني والانساني لابل يبدو [ ولو لحين!] أننا فقدنا البوصله في عرض بحر هائج ومائج ومُفعم بالاحداث والسياسات العالميه والاقليميه اللتي لم تُناصر الحق الفلسطيني لابل تكالبت عليه جنبا الى جنب مع اسرائيل الى حد أنه لم يسبق في التاريخ ان تتكالب الكلاب الاقليميه والعالميه على جسد او قضيه كما تكالبت على القضية الفلسطينيه والجسد الفلسطيني اللتي نهشته سكاكين الغدر والذل العربي جنبا الى جنب مع سكاكين الصهيونيه الاستيطانيه والاحلاليه والامبريالية الامريكيه اللتي بلغت ذروتها الى مراتب الايديولوجيه الفاشيه التي ايدت وتؤيد حرب العقاب والدمار الشامل والاباده الجماعيه اللتي تُمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني!!, والابادة الجماعيه ياسيداتي سادتي, لا تعني فقط عدد4348 شهيدا و 30638 جريحا منذ اندلاع انتفاضة الاقصى[28.9.2000] وحتى يومنا هذا فقط لابل الدمار والاباده بكل اشكالها الانسانيه والسياسيه والاقتصاديه والجغرافيه والاجتماعيه وحتى الدينيه[ اسرائيل تمنع مذ فتره طويله الكثير من الفلسطيينن من فئات عمريه مختلفه من دخول المسجد الاقصى المبارك وتأدية الصلاه بداخله!!؟], وبالتالي ماجرى منذ عام 2000 وحتى يومنا هذا هو ان العالم قد فقد ادنى مستويات الاخلاق الانسانيه والسياسيه بما يتعلق بوضع الشعب الفلسطيني في ظل العدوان الاسرائيلي والامريكي على الشعب والحق الفلسطيني, ولا ننسى بما تُسمى بهيئة الامم المتحده اللذي كان وما زال امينها العام الحالي كوفي عنان شاهد زور وفاقد لكل مقومات اخلاق السياسه والانسانيه عندما وقف هذا للمثال لا للحصر عام 2002 ليُلغي لجنة التحقيق الدوليه في المجزره الرهيبه اللتي جرت في مخيم جنين لابل ان هذا التابع للبيت الاسود في واشنطن ما زال صامتا على تجزير الشعب الفلسطيني وتجويعه وحصاره من قبل اسرائيل وامريكا ومُشتقاتها من انظمه عربيه ساقطه وخائنه!!
من هنا لابُد من الاشاده اولا باسطورة البطوله والصمود الفلسطيني ولا بد من الترحُم على ارواح الشهداء الابرار ولا بُد من تحية خاصه للأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيليه, ونحن على درايه كم اعطت وكم اخذت انتفاضة الاقصى من الشعب الفلسطيني في الضفه والقطاع والمناطق الفلسطينيه الاخرى, ولكننا لم نكن نتمنى ان تُفرز انتفاضة الاقصى ظاهرة الميليشيات وظاهرة كثرة الفصائل[ النضال شئ والتمليش شئ اخر!!] وحتى البيانات, ومن المؤسف القول ان الشعب الفلسطيني يحتاج اليوم بالحاح اولا الى إنتفاضه سياسيه وفكريه وثقافيه ضد ثقافة الميليشيات والفصائل والتقسيم اللتي ترقى في كثير من الاحيان الى ثقافة القبليه والولاء الاعمى, وحسبي وحسب الكثيرون ايضا ان الشعب الفلسطيني شعب مُثقف ومتعلم وذو حضاره عريقه وتجربه تاريخيه نضاليه قلَّ ان وُجدت في تاريخ شعوب اخرى وبالتالي وما لاشك فيه ان الشعب الفلسطيني وعلى مدى قرن من الزمن كان جمل المحامل والتضحيات ولا يصح ان يتحول الى ميليشيات[ فصائليه , مصلحيه, قبليه, دينيه, اقتصاديه, اجتماعيه!!] ديموغرافيه وجغرافيه تحكُم وتتحكم برقع جغرافيه في وطن تفرض اصلا اسرائيل عليه ليس الاحتلال والكانتونات فقط لابل تفرض عليه الجوع كسلاح في حرب إحلاليه وإحتلاليه من ضمن اهدافها الكثيره فرض الفوضى والتيه الساسي والوطني الجاري في بعض مناطق وكانتونات الضفه الغربيه وقطاع غزه والسؤال المطروح: كيف يصح هذا الخطأ في الفكر والممارسه الفلسطينيه من البعض الفلسطيني الذي يُقدم لاسرائيل التيه الفلسطيني والفوضى الفلسطينيه على طبق جاهز!!!؟؟ فهل هذا هو الصحيح؟؟ وهل هذه هي الثقافه والحضاره الفلسطينيه النضاليه!! وهل هذه هي الطريق اللتي ستؤدي الى حرية ورخاء الشعب الفلسطيني!!؟؟
لطالَما عَلق البعض الاأخطاء وحقيقة الازمات الوطنية الفلسطينيه على شماعة العوامل الخارجية, ورغم فهمُنا العميق لهذه العوامل وأهداف الإحتلال الإسرائيلي والإنتداب السياسي الأمريكي المفروض على القضيه والسلطه الفلسطينية, إِلاَّ أنَّ حقيقة الوضع الفلسطيني الداخلي والمزري,و ما ترتكِبه اسرائيل من جرائم بشعة بحق الشعب الفلسطيني, وتَحَوُل هذه الجرائِم إالى روتينية يومية, تَجعَلُنا نتساءَل عن حقيقة الجدل السياسي والصراع المعيشي و الميليشي الجاري في المناطق الفلسطينيبه وهذا اللَهو بالحكومه والراتب واالركض وراء سراب الحلول الانيه وتهريب بضعة ملايين من الدولارات وتسليك هذا او ذاك وبقاء سيف الجوع مُسلط على رقاب الناس , والتقسيم واالعزف على اوتار مُقطعه لرؤيه عدميه تمتطي صَهو أوسلو وتدعي الشفافيه وتمثيل القضيه الفلسطينيه اللتي تَعَثَّرت في طريق زَيف وهَجين التاريخ اللتي حاول ومازال يُحاول البعض تكحيله بشعارات خاويه لا تُشبع امعاء خاويه ولا ذلك البديل الذي إمتطى " السلام" االذي تَنهَشه مُجنزرات "الشريك وراعي السلام" وتنهش في لَحمه وارضه ليلاً ونهاراً على مرأَى من أَطلَق عليهُم المُهَرِجون القاب "مُبارك المُبارك, " وحامي الحرمين "من جهة، وعلى مرمى حجر من دَجالي التاريخ المُفبركين في واشنطن وتل ابيب يرزح شعب تحت ابشع انواع الإحتلال والاذلال والجوع والتجويع من جهة ثانية, وبالتالي لم يَعُد الرُكام رُكاماً بِمعناه المادي والمَنظُور لا بل أن رُكام الحاضر والهَجِين المُهَجَّن في دواليس واشنطن وتل ابيب والقاهرة, ما زال يُحاول جَمِع ما أَمكنَهُ من تَرَاكُمات الفشل السياسي للأخرين من الحمامسه,,, وأُكذوبة الواقعيه التاريخيه حتى يَتَسنى لِهذا الرُكام البائِس والفاسد أَن يَعود للتَسَوُق بِالقضيه الفلسطينيه في أسواق واشنطن وتل ابيب والقاهرة المُتمرسه في الحفاظ على سقف التَسعيره اللتي فرضتها واشنطن صاحبة التجربة في فرض تسعيرة براميل النفط على البراميل الإنسانية وفرض تبعية رغيف الخُبز على أكبر دولة عربية يحكِمُها تاجر آخر من شبكة التُجار المُعَربَّة في العالم العربي والعاملة في الوكالة الأمريكية.
لقد تعود الجميعً على إسلوب بغيض نُحمِلُ فيه المسؤولية للإحتلال فقط, ونُعفي ذاتُنا من حِساب النفس وتقييم التناقُض الحاصل بين واقع الإحتلال وواقع هؤلاء الذين يتاجرون بالقضيه الفلسطينيه بابشع الاشكال والاساليب وبكل وبشتى الأعذار, ويُشاركون عملياً في قلب الحقائق وتًشويه صورة الواقع الفلسطيني إلى حد أنَّ هؤلاء اصبحوا يُشوِهون مفهوم الوطن والراتب والنضال والحق الفلسطيني الانساني في الحياة , وهو حق لا نستجديه من احدا ولا تمنحه لا اسرائيل ولا امريكا ولا مشتقاتها!!!
يَبدو لي أنَّ هَول مُمارسات الإحتلال الآسرائيلي وسياسة الجوع والتجويع والطوق العربي المفروض على الشعب الفلسطيني,بِالإضافه إلى التناقُضات الفلسطينيه الداخليه,قد أفرَزَ حاله من التخبُط السياسي ويَحُول دون تقدم يُذكر في القضيه الفلسطينيه وهي بالتأكيد ليست قضية مناطق الضفه والقطاع فقط لابل كامل القضيه الفلسطينيه وعلى رأسها قضية اللاجئين!!!,...يبدو بوضوح أنَّ الواقع الفلسطيني العام يَتطلَب في هذه المرحله التاريخيه الدقيقه والحرجه إصلاحاًً شاملاً وأنتفاضه ثقافه وطنيه وسياسيه تَُفرق بين معنى السلطه والحكومه الفلسطينيه ومعنى بقاءُها اوزوالها وبين معنى الأهميه التاريخيه للحق الفلسطيني والمُحافظه عليه,مع الأَخذ بِالإعتبار أن زوال السلطه والحكومات والأنظمه والإستعمار أمرٌ لهُ مُصوغات وسابقات تاريخيه,بينما زوال الحق الفلسطيني او تشويهه او التنازل عنه أمرٌ في غاية الخُطوره إذا اخذنا بِالحسبان أن بقاء السلطه والحكومه الفلسطينيه معناه كما هو واضح يتجلى في التنازُل المُستمر عن ثوابت فلسطينيه تاريخيه وجغرافيه وسياسيه وديموغرافيه تًدحض وتنفي أصلا قيام الدوله الفلسطينيه بِمُقوماتها الجغرافيه[الأرض] والديموغرافيه[الشعب] والإقتصاديه اللتي يَستحوذُ عليها جميعها الإحتلال الاسرائيلي والقرار الأمريكي. والحل يكمن في صحيح الصحيح وهو اولا وقف ثقافة لكذب والدجل وعقلية الميليشيات والفصائل وفرض ثقافة الوطن والحق الفلسطيني..من خلال. إقتلاع ثقافة الميليشات والمصالح والفصائل!!!
لا يصح الا الصحيح ولن يصح الا الصحيح والقضيه الفلسطينيه تحتاج الى تصحيح وليست الى تطيين وزيادة الطين بله!!! وفي الوقت الراهن لاتملك لاحماس ولا فتح مفاتيح الحل ولا يملك الاثنان معا إمكانية رفع شبح الجوع عن الشعب الفلسطيني ولا رفع ظلم الاحتلال!!!! المطلوب اولا حركة تصحيح شامله لمسار القضيه الفلسطينيه بكل مقوماتها التاريخيه والسياسيه والجغرافيه والديموغرافيه والاقتصاديه!! ... دور المثقفين الفلسطينيين المطلوب اليوم بالحاح هو: الخروج بالشعب الفلسطيني من ثقافة الراتب والميليشيات والعوده به الى ثقافة الوطن وحرية الوطن الضامنه للراتب ورغيف الخبز والعيش الكريم!!
www.deyaralnagab.com
|