اللد قبَّال الرمله : البحر مقاثي والبطيخه الفلسطينيه!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 30.05.2009
في مشهد متكرر منذ فترة ليست بقصيره, يقف طابور من الناس الذي وقع عليهم اختيار وحظ التوزير من حيث لايدرون ولا ندري ولا يدري معنا الشعب الفلسطيني, يقفون امام طاوله ورئيس مفترض وهم يطأطاون رؤوسهم لجلل الحدث الجاري, ومن ثم يقسمون واحدا تلوى الاخر قسم المهنة والتوزير وينضمون الى اسراب وطوابيرحكومات محمود عباس وسلام فياض اللتي لم تولد فلسطين كما يبدو سواه وسوى عباس وباقي الشخوص والمشتقات اللتي تتوزر وتتغير وظائفها والوانها بسرعة تفوق قدرة وسرعة الحرباه على تغيير لونها وتكيفها مع محيطها, وعلى الضفة الاخرى وكالعاده وما ان تنتهي روتينيات مراسيم تأبين [تعيين] حكومات فياض حتى يخرج النصف الاخر من البطيخه الفلسطينيه في غزه لينعي ويهجو حكومة فياض ويصفها بالدخيله والعميله وغير الشرعيه وتابعه لامريكا واسرائيل, حيث تتداخل الامور في خطابات ممزوجه بالالم والاتهامات والتحصر على فقدان الشرعيه الفلسطينيه شرعيتها من خلال اختطاف حكومة رام الله دور حكومة غزه " المنتخبه" جماهيريا من قبل الشعب الفلسطيني على حد زعم حركة حماس[ القول ليس قولنا..نحن ننقله مجا زيا فقط] الذي ينفي مزاعمها عباس بقوله انها هي " حماس" اللتي انقلبت على الشرعيه الفلسطينيه وعلى اختيار الشعب الفلسطيني الذي اختار محمود عباس "رئيسا" له يقول ويطول ويفعل ما يشاء في حقه في تعيين حكومه او اقالتها الى حد ان اصبح فياض وعباس كل شئ وكأن الرحم الفلسطيني قد اصابه العقم منذ عقود مضت ولم يولد سوى عباس وفياض وان شئتم ايضا سوى هنيه والزهار... لا اخفي عليكم بالقول ان معركة اعلاميه مكشوفه وخفيه تدور رحاها باقذع العبارات والتوصيفات بين فتح وحماس: عصابات فتح...عصابات حماس...شيعة ايران .. الانقلابيون... العملاء... الدايتونيون الخ ويصل الحد بالحقد الفصائلي الفلسطيني الى من ايد ويؤيد العدوان الاسرائيلي الاخير على غزه انتقاما من حماس وحقدا عليها, وهذا لا يعني بالضروره ان المؤيدون لاسرائيل في حربها على غزه هم عُملاء اسميين لها لابل انهم يتصرفون من منطلق روح الانتقام من حماس من خلال نقمة اسرائيل عليها... نقمة اسرائيل على حماس صارت في زمن البطيخه الفلسطينيه[ ليست القضيه الفلسطينيه] نعمة بالنسبة لبعض الفلسطينيين الذي يتهمون حماس بطردهم وكحتهُم من فردوس غزه الى وكر رام الله.... لاحظوا معنا وتأملوا بربكم ماذا انتجت " اوسلو" فردوس وجهنم غزه, ودولة ووكر رام الله !!.. هناك و في خضم معارك البطيخه الفلسطينيه[ اكلك منين يا بطه!] انشأ المستوطنين الصهاينه دولة اسرائيليه ثانيه في الضفه الفلسطينيه حدودها مرسومه الى ما بعد بعد عتبة مُقاطعة ومكتب سيادة الرئيس الفلسطيني ...الله الله يا سيادة الرئيس "الفلسطيني" انظر من الشباك ماذا جرى لآبوديس ناهيك عن ماهو جاري في القدس الشريف!!.. انظرو يا رئيس الحكومه المُقال ورئيس الحكومه المعين الى الجيل الفلسطيني الذي ينشأ على قاعدة العوز والحرمان في غزه والضفه... انظروا الى اين قادكم شرك اوسلو والى اين اوصلتُم الشعب الفلسطيني والقضيه الفلسطينيه جغرافيا وسياسيا واقتصاديا ... مساحة علبة سردين ماتبقى لكم ولنا!!... هل سمعتُم تصريح سيادة الرئيس الفلسطيني المُستأسد مؤخرا وقوله " لن تكون هناك مفاوضات مع اسرائيل إذا لم يتوقّف الاستيطان!", ولكن سيادة الرئيس لم يشرح لنا كيف جرت كل هذه المفاوضات منذ عام النكبه الاوسلويه وحتى يومنا هذا في ظل استمرار الاستيطان الصهيوني في الضفه والقدس؟!!, ولم يفسر كيف صارت حماس في غزه حركه انقلابيه ؟ ولم تصير اسرائيل انقلابيه على تعهداتها في اوسلو وهي اللذي تحتل رام الله عاصمة دولة الكارتون العباسيه!!.. ولا يظن احدا اننا نسينا دولة هنيه في غزه الذي اقتطعها لذاته من جغرافيا كارتون اوسلو, ولولا اوسلو اصلا لماصارت لنا دول كارتونيه وكانتونيه ومعابر وحواجز في الضفه وغزه يفوق عددها عدد الحواجز في " زمن الاحتلال الاسرائيلي المباشر" .. كارتون...شقف بطيخ .. شقح بطيخه ....وزارات ومعالي وزراء ودنيا شعلانه في دُولنا الفلسطينيه....سبحان الله والحمد لله: كٌنا بدنا دوله واحده وصار عندنا اليوم دولتين,, وبكره ان شاء الله بصيروا ثلاثه او خمسه بعد خطة اوباما وخطة توطين اللاجئين ليست فقط في العالم العربي لا بل ايضا في البرازيل وكردستان وخا زستان........ نعمة اوسلو وقدرة قادر ساعدت في تحقيق حق العوده من غزه الى رام الله ومن رام الله الى غزه .. الحمامسه الى غزه والفتحاويه الى رام الله, وباقي ما تبقى فخار يكسر بعضه على جدار اسرائيل الذي ابتلع نصف دولة فتح في الضفه,, وعن حال واحوال دولة غزه... حدث ولا حرج... حرب وحصار ودمار والسبب في زمن البطيخه الفلسطينيه ليست اسرائيل!...صدق : حماس هي السبب على حسب قول وزارة خارجية رام الله لابل اكثر..هنالك فتوه وواجب " اخلاقي" يحتم على دولة رام الله التعاون مع " الشقيقه" اسرائيل لاسقاط نظام الحكم في دولة غزه او تفجيره من الداخل كما تفعل "الشقيقه" مصر بالانفاق المؤديه الى غزه !!؟.... وفي المقابل اللد قبَّال الرمله ووحده بوحده وحتى تتحسن العلاقات بين دُولنا الفلسطينيه لا بد من اطلاق سراح الرهائن والسجناء من كلا الطرفين والدولتين الفلسطينيتين في غزه ورام الله ... زَّي اسرائيل والدول العربيه: يوم العيد!!... وعندما نضرب مثل اللد قبَّال الرمله [ الى من لايعرف الجغرافيا الفلسطينيه: اللد والرمله مدينتان فلسطينيتان جارتان احتلتهن اسرائيل عام 1948.. اللد قبال الرمله] في فتح وحماس فهذا يعني ان حماس وفتح قد وقعَّا في شرك اوسلو واوقعا معهما كامل القضيه الفلسطينيه في هذا الشرك البغيض, وعليه يترتب القول ان شعارات حماس اليوم لايمكنها ان تغطي شمس الحقيقه القائله انه اليوم لافرق بين حماس وفتح في الوضعيه السياسيه التي انبعثت من مرجعية اوسلو سواء في خوض الانتخابات او اشكالية ما نتج عن سقوط حماس في فخ اوسلو وسقوط كامل القضيه الفلسطينيه في اتون خلاف وصراع فتح وحماس على سلطة اوسلو وتشقيح القضيه الفلسطينيه وزيادة طين الاحتلال الاسرائيلي بله من خلال تحويل كامل القضيه الفلسطينيه الى بطيخه فلسطينيه تشقفها وتُشقحها حماس وفتح من جهه بينما يبتلع الاحتلال الاسرائيلي الوطن الفلسطيني شقحه شُقحه و شقفه وقطعه قطعه, ولو بقي الامر على توصيف حال الضفه الفلسطينيه بجبنه سويسريه لكان اخف وطأه , ولكن المأساة اليوم تكمن في سلطة وفوضة حرب البطيخه الفلسطينيه بين حماس وفتح من جهه وفي شقف بطيخة المبادره السعوديه العربيه التي سـتأكل الحق الاخضر واليابس الفلسطيني في حال تمريرها على مقاس ومقياس امريكا واسرائيل وعباس ودايتون وعبدربه بيلين ولا نُبرئ ساحة حركة حماس ايضا لانها مشاركه في واقع الحال االانشطاري الفلسطيني على الارض وفي المرجعيه الاوسلويه...حماس لايمكنها ان تأخذ من البطيخه الفلسطينيه شُقحة " رئاسة حكومة" اوسلو وتدعي انها ضد اوسلو ولا تعترف بهذه المعاهده!!.... لا : هذا كلام غير صحيح وغير دقيق: حماس هذه اللتي تشارك في لعبة البطيخه الفلسطينيه هي جزء من افرازات اوسلو سياسيا ومناطقيا وجغرافيا ..غزه اليوم هي بمثابة شقفه بطيخ اوسلويه تابعه لحكم حماس بحكم قوانين وتشريعات اتفاقية اوسلو... واللي مش عاجبوا هذا الكلام يرُوح يبلط بحر غزه... والحقيقه ان العمَّل من البحر مقاثي بطيخ و مزاعم حماس برفض اوسلو جملة وتفصيلا امر غير صحيح..... الحقيقه المُره ان بطيخة غزه ورام الله الاوسلويه قد دمرت معالم القضيه الفلسطينيه, وعليه يترتب القول بان من يريد اعادة القضيه الفلسطينيه الى سِكتها الاصليه فعليه ان يعلن بالفم المليان عن رفضه اتفاقية اوسلو والانسحاب منها وعدم الاعتراف بما افرزته من عواقب بطيخيه وخيمه على القضيه الفلسطينيه, والحوارات الفلسطينيه الجاريه حماس اوسلو وفتح او سلو لن تجلب سوى مُسكنات مرحليه لخلافات سلطويه بين حماس وفتح على شقف البطيخه الفلسطينيه, والحقيقه المره ان الوقت يداهمنا كشعب فلسطيني ولا يوجد فسحه زمنيه للانتظار اكثر و الى الابد الى نتائج متحاوري اوسلو في القاهره, لان الاستيطان الاسرائيلي يزحف بكثافه ليست نحو مناطق الضفه الفلسطينيه لابل نحو كامل الارض والحقوق الفلسطينيه. ولايمكن للشعب الفلسطيني ان ينتظر حتى يتقاسم المستوطنون الغرفه الواحده مع الفلسطيني .. مايجري في القاهره وغزه ورام الله هوتضليل مُضلل ومقاثي بحر من الكذب والخداع الفصائلي اللتي تمارسه حماس وفتح ولا فرق وفروق سياسيه بينهما " اللد قبَّال الرمله" من ناحية تمسكهما بسلطة اوسلو...!!
واخيرا وليس اخرا لابد من سرد هذه القصه البطيخيه الفلسطينيه كعبره لمن يعتبر: عندما كُنا صغارا واطفالا وفي زمن كان مفعم بالتاريخ الفلاحي والبدوي الفلسطيني الاصيل كانت مقاثي و مزارع البطيخ وخُشات بيع البطيخ تتكاثر في الصيف" يا بلاش يا بطيخ", وكانت لُعبتنا البطيخيه بسيطه وهي ان كل واحد من الاطفال يأخذ بطيخه من المقاثي المجاوره الى اعلى نقطه في تله معينه وسفح وادي, والشاطر والرابح من تصل[ بعد ان نُدحرجها من فوق] بطيخته الى اسفل الوادي د ون ان تنكسر وتتشطَّر , وكانت هذه المهمه مستحيله ونادرا ما تصل البطيخه سالمه الى اسفل الوادي...كُنا نتساوى في الخساره وليست الربح!.. اتمنى ان تتوقف سكاكين التشطير والتشقيح عن تشقيف القضيه الفلسطينيه وتبطيخها وان لايزرع المتحاورون في القاهره البحر الفلسطيني مقاثي من الكذب والاوهام لانه ببساطه لاوجود اصلا لا لحكومه في غزه ولا في رام الله, وماهو موجود احتلال وكذب اسرائيلي امريكي حول سلام مزعوم...اولا التحرر وبعدها تشكيل الحكومات الفلسطينيه... اليوم ببساطه لا فرق بين حماس وفتح... اللد قبال الرمله!!
كاتب فلسطيني , باحث علم اجتماع , ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونيه
www.deyaralnagab.com
|