بعد خرَّاب مالطا وخرَّاب البصره .. هل جاء دور غزه ؟!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 06.06.2009
بادء ذي بدء لابد ان نمُر مر الكرام على خبر قانون وسجن من ينكر"يهودية اسرائيل" بالقول ان لا جديد تحت الشمس وان اسرائيل هذه منذ نشأتها ككيان كانت وما زالت كيان يهودي صهيوني لا يعترف اصلا بوجود الشعب الفلسطيني ولا يعترف ايضا بوجود من من تبقوا من فلسطينيين بعد النكبه داخل الكيان الاسرائيلي, وعليه يترتب القول لجميع فرق النواح من مؤسرلون ومُمصلحون ودجَّالون وغيرهم اننا نقبع منذ 61 عاما في سجن اسرائيل اليهوديه الصهيونيه بسبب التناقض التناحري بين وجود اسرائيل ووجود الشعب الفلسطيني, واسرائيل هذه سواء سنت قانون او قوانين تُشرعن وجودها ككيان او لم تسن فهي اصلا نشأت بدون قوانين طبيعيه وتاريخيه واحتلت فلسطين احتلالا واحلالا وقسرا وقهرا,, والقانون الذي سنته كنيست اسرائيل موجود اصلا منذ عام 1948 وما جرى مؤخرا هو تأكيد الامر لا اكثر... لا تحزنوا ولا تُهولوا الامور ولا تصيحوا ولا تنوحُوا وحتى هؤلاء العرب المنتسبين لكنيست اسرائيل هم جزء منها وغير معترف بهم حتى ولو وضعوا القلنسوه " الكيبا" اليهوديه على رؤوسهم ... انتم ابناء الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا لا يشرفكم ولا يليق بكم اصلا ان تكونوا مواطنين في كيان بُني على قبور شعبكم واطلال قراكم ومدنكم المهجره والمدمره,, وعليه يترتب القول اننا كشعب فلسطيني اكبر واعظم مليون مره من ان نربط مصيرنا باقوال وقوانين كُر عنصري فاشي مثل ليبرمان ..عيب : نحن ابناء فلسطين مزروعين في رحم الارض وافق السماء وربطُنا وربط وجودنا باقوال وقوانين غُلام هامل مثل ليبرمان, يعتبر اهانه لنا كشعب فلسطيني عظيم وصاحب حق...دعوا العصابه تسن ما تشاء من قوانين, وما ضاع حق ووراءه مطالب!!.. وحول اعتراف سلطة اوسلو على لسان احمد قريع ب"يهودية" اسرائيل, وزيارة عباس لواشنطن لابُد من القول :من أمنَّك لا تخُونه حتى ولو كُنت خائن!,, ونفترض فرضا خاطئا ان الشعب الفلسطيني أمن فلسطين كأمانه في رقبة قريع وعباس وغيرهم,, فنظن ان هذا القول يُلائم الحاله!!
من هنا لابد من القول ان هنالك امور كثيره اهم بكثير من ما يجري في "كنيست اسرائيل" ولربما مايجري هو جزء من استراتيجيه تهدف الى التغطيه على ماهو جاري في قطاع غزه من جريمة اباده منظمه دخلت في مرحلة خطر حقيقي يتهدد ارواح ووجود الشعب الفلسطيني في مناطق القطاع التي تضرب عليها وحولها اسرائيل والنظام المصري وامريكا ومشتقاتها طوق وحصار مجرم لا يستثني احدا في غزه سواء الاطفال او ا لنساء او المسنين او المرضى, ولا يظن عاقلا ان الحصار المفروض على غزه منذ اعوام هو حصار "ذكي" يستهدف حماس ويستثني الشعب الفلسطيني كما يروج لهذ ه المقوله الدُونيون من عرب وفلسطينيين ومعهم اسرائيل وامريكا الذي ينتظر عرب الرده رئيسها اوباما و"مفتاح الفرج" الذي سيحمله معه في زيارته القادمه لاصدقاءه في الرياض والقاهره الذين يتواطئون تواطئا مفضوحا في عملية خراب وذبح غزه من الوريد الى الوريد... ولمن خانتهم الذاكره يعاني اكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزه من الجوع والفقر والمرض والعوز جراء الحصار الاسرائيلي والامريكي والعربي المفروض على قطاع غزه اللذي كان وما زال يعاني اصلا من الاحتلال والفقر والبطاله وللتذكير يتشكل معظم سكان القطاع من لاجئي عام 1948 الذين شردتهم اسرائيل من ديارهم, و مساحة قطاع غزه لاتزيد عن 360 كلم مربعا، ويبلغ طول القطاع 41 كلم وعرضه 12 كلم. وتعتبر منطقة قطاع غزه اكثر منطقه مكتظه بالسكان في العالم وتبلغ نسبة الكثافة نسبة26 ألف نسمه يعيشون في الكيلومتر المربع الواحد, وتعج منطقة القطاع بمخيمات اللاجئين الفلسطينين الذين هُجروا عام 1948 حيث تبلغ كثافة السكان في هذه المخيمات55 ألف نسمه في الكيلومتر المربع الواحد, الا ان ماجرى بعد عام 2006و 2007 هو ان غزه هاشم ومناطق القطاع يتعرض وتعرض الى حرب وعدوان و اباده جماعيه مبرمجه تحت عذر وغطاء سيطرة حركة حماس على هذه المناطق, حيث وصلت ذروة هذا الحصار والدمار في العدوان الاسرائيلي الاخير[2008..2009] على القطاع وتدمير اسرائيل للبنيه التحتيه والمرافق والمدارس والبيوت وقتل وجرح الاف الفلسطينيين, وتشريد عشرات الالاف من من دمرت اسرائيل بيوتهم وتركتهم في العراء لابل بقي هؤلاء دون مأوى ودون مصدر رزق بعد ان خربَت اسرائيل مزارعهم وحرثت الارض واقتلعت الاشجار ناهيك عن الحصار المتواصل وعدم اعادة اعمار البيوت اللتي دمرتها قوات الاحتلال الاسرائيلي ابان العدوان!!
الجاري اليوم في قطاع غزه هو جريمة اباده جماعيه وخراب مبرمج وحصار مضروب من خلال اغلاق جميع المعابر االسبعه المحيطه بقطاع غزه, حيث لايمر اليوم عبرها سواء القليل من البضائع والادويه.. [ حياة القطَّاره!], ولاحظوا معنا ان ستة معابر من مجموع المعابر المؤديه الى غزه تخضع لسيطره اسرائيليه كامله,بينما المعبر السابع وهو معبر رفح الذي يخضع عمليا وموضوعيا للسيطره المصريه وهو المعبر الوحيد الذي يقع خارج سيطرة الاحتلال الاسرائيلي ولكنه في الواقع يخضع الى سيطرة النظام المصري حليف اسرائيل في الحصار على غزه لابل ان النظام المصري لا يغلق معبر رفح فحسب لابل يدمر منهجيا انفاق الحياه[ والموت ايضا... اجهزة النظام االمصري تدمر الانفاق بين رفح وغزه على من فيها من فلسطينيين!!] والخيشم الوحيد اللذي يتنفس منه سكان قطاع غزه المحاصرون, والحقيقه ان قطاع غزه يعيش في وسط كارثه انسانيه حقيقيه وليست على شفير كارثه انسانيه كما صرحت بهذا منظمة العفو الدوليه مؤخرا لابل ان دراسة ميدانية أجريت حديثاً اظهرت ان" 31% من أطفال غزة يعانون من الإصابة بمرض “لين العظام” أو الكساح الناجم عن نقص فيتامين “د”. وذكرت الدراسة أن 99% من الأطفال المرضى من سكان المناطق المزدحمة “التي يحول تلاصق المباني فيها أخذ البيت الواحد كفايته من أشعة الشمس المباشرة”!!, ومن يتأمل في هذه المعطيات علميا وانسانيا فسيجدها كارثيه وعواقبها وخيمه على الاجيال الفلسطينيه القادمه....غزه اليوم تقبع في وسط الدمار والخراب وهي اللتي تقع في وسط العالم العربي والتابعه لمليار مسلم على هذه الكره الارضيه!!
حقا وحقيقه ان السنتنا قد هرِيَت وحفيَّت واقلامنا تكسَّرَّت من كثرة تكرار السؤال حول اين هي العروبه واين هو الاسلام والاخوة في العروبه والاسلام من ما يجري في غزه من جريمة اباده تُدمي القلب وتفقأ كل عيون المتخاذلين والمتواطئين الذين ينظرون الى مايجري في غزه بعيون صهيونيه وعربيه وفلسطينيه ساقطه ومتكالبه على شعبنا واطفالنا ونساءنا في غزة هاشم التي تتعرض الى خراب مبرمج على مرأى من حكام عرب خونه وعلى مرأى من شعوب عربيه لاتهش ولا تنش الا في جلوسها امام شاشات التلفزه ومشاهدة خراب غزه حتى نقول يوم من الايام مقولة بعد خراب غزه كما هي مقولة بعد خراب مالطا وخراب البصره, وبعد فوات الاوان!, وعليه يترتب القول بالواجب ان نسرد عليكم من احداث التاريخ ما يجب ان نأخذه عبره قبل ان يفوت الاوان ونصحو على خراب غزه,, ومثل بعد خراب مالطا له حكايه تاريخيه وقصته هي ان الجيش الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت قد قام باحتلال جزيرة مالطا عام 1798م و كانت مدة الاحتلال الفرنسي لمالطا لم تستمر اكثر من عامين فقط إلا أنها مدة كانت كافيه لان يترك الفرنسيين مالطا بعد الانسحاب منها دمارا و خراباً بعد أن نهبوها ودمروا قصورها وكنائسها وبيوتها وحرقوا كل شئ حيث أجبر سكان مالطا خوفا على حياتهم على الهرب إلى جزيرة صقلية المجاوره وظلوا هناك الى ان عادوا الى مالطا بعد أن حررها الإنجليز من قبضة الفرنسيين عام 1800م ولكن بعد خرابها ..خراب مالطا , و ظل القول والمثل خراب مالطا حيا حتى يومنا هذا..... ولا ننسى ان نسرد عليكم ضمن المتوفر من المعلومات[ على ذمة الراوي] ان مثل خراب البصره لايختلف في معناه وفحواه عن خراب مالطا , حسب الروايه مثل بعد خراب البصره يعود إلى عهد الدولة العباسية ابان ما سمي بثورة الزنج ، اذ توجه أخ الخليفة للقضاء على ثورة الزنج ، الا انه خلال حملته على الزنج جرت ثورة تمرد في إيران فترك ساحة الحرب مع الزنج وتوجه إلى إيران ، وقد أستفحل قائد الزنج وزادت قوته ، وتمكن من مهاجمة البصرة واحتلالها ليرتكب مجزرة بشعه بحق البصريين قتل فيها من اهل البصرة مايقرب من مليون شخص وسبيت النساء ونُهبت المدينه وأُحرقت معظم أجزاءها . ثم عاد أخ الخليفة بعد ان تمكن من القضاء على الثورة في إيران ، عاد لمقاتله الزنج ، وكانت المعركة أشد شراسة من الاولى ، لكنه أستطاع في النهايه من هزيمة جيش الزنج وطردهم من البصره ، لكن الدمار والخراب الذي لحق بالبصره كان خرابا شاملا بالرغم من النصر الذي حققه اخ الخليفه العباسي, بمعنى ان النصر جاء مـتأخرا وبعد ان دخل الفاس في الراس, حيث بد ا الناس بتد اول مثل وقول بعد خراب البصره والذي يرمز الى ان انجاز المهمه جاء مـتأخرا وبعد فوات الاوان...سخرية التاريخ ان بغداد والبصره تتعرض اليوم الى خراب جديد في ظل الاحتلال الامريكي ومشتقاته من عملاء.... والسؤال المطروح وبعد خراب مالطا وعودة الخراب الى البصره بعد الخراب الشهير ..هل جاء الدور على غزه ام هو قادم في ظل ما تتعرض له من خراب ودمار وحصار, وهل ستنضم غزه الى مالطا والبصره لتصير مثل يردده الناس..بعد خراب غزه,,,,, نتمنى بطبيعة الحال ان لايحدث هذا الخراب لغزه الصامده والشامخه, ا لا اننا نحذر من ان المعطيات القائمه من عدوان اسرائيلي وحصار ظالم وصراع فلسطيني داخلي تساهم جميعها في الاسراع في انتقال غزه من حالة الكارثه الى حالة الخراب,,,,,, وبعدها وبعد ان يفوت الاوان نُوحوا وابكوا وقُولوا ما تشاءوون عن غزه, الا ان الحقيقه التاريخيه ستبقى قائمه وهي ان حكام العرب والعرب الصامتون وبعض الفلسطينيون قد شاركوا اسرائيل وامريكا في تخريب وخراب غزه...بعد خراب غزه!!
كاتب فلسطيني , باحث علم اجتماع, ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونية
www.deyaralnagab.com
|