لقاء !!
بقلم : كريمة المدهون (جبريل) ... 06.06.2009
تواعدنا هنا لنمتع أنظارنا بالتقاء الشمس والبحر ,,,, اللقاء ساعة الغروب, راقبت لقاءهما عن كثب معا وكل على حده تواعدنا لنرسم هذه اللوحة معا لوحة لقاء الغروب. جميل هو لقاءهما, الشمس تنظر اليه مبتسمة تنشر أشعتها عليه وهو ينظر إليها بشوق يسمعها هديره الهادئ الهامس راسلا لها بأمواجه كلمات شوق ...... تراه مشرقا من أشعتها وعلى سعة وجهه نورها ملأ هذا الوجه الذي ينغسل وينغسل يقذف تنهداته الى الشاطئ وينتظر ساعة الغروب ساعة اللقاء ساعة احتضانه لشمسه.
أنظر قد قاربت الساعة بدأت ابتسامتها تتقلص وبدأ وجهها يشتد احمرارا حياءا , ولما لا وهي تقترب رويدا الى بحرها الى الذي يحتويها .
أنظر اليه وقد بات فرحا مسرورا أنظر وتمعن جيدا هل ترى شفتاه , فمه المبتسم , نعم بحر كبير مضيء ولكن ترى رسمة فمه تغطيه أشعة شمسه فترسمه كما ترسم الفتاة أحمر شفاها تحفة للناظرين , شفتاه امتدتا من الأفق حتى الشاطئ لتعلن عن رضاه بما سيحل بشمسه بعد دقائق, يخاطبها بالاقتراب ولا يستعجلها هو يحب احتضانها ببطء ليمتع أنظاره في وجهها الساطع, كلما اقتربت منه وضحت ملامح هذا الوجه وتغير لونها.
هل ترى ما أرى هل تسمع ما أسمع, غريب أمرهما وصعب فهمهما ولكنا نحن ندرك أمرهما جيدا ونعلم مدى اشتياقهما, هما يحسدان , لم أرى اثنان مثلهما هي تخرج من داخله في حياء فجر كل يوم تنظر إليه ولا تزيح أنظارها القط وهو يراقبها بإعجاب طوال النهار ويبقى اشتياقه حتى اللقاء ثانية فتدخل فيحتويها , تملأه بطاقتها الدافئة هو يخبرها بأسراره .... وهي كثيرة, هما يفترقان ولا يفترقا , هذا هو سر ازدواجيتهما فهل لنا أن نتعلم دروبهما !!!!!!!
أنظر جمال المنظر ها هي اللحظات التي تواعدنا وما زلنا نتواعد بها , نحن فقط أدركنا بأرواحنا أن اللقاء غير مستحيل وأن الاحتواء ليس صعبا.أنظر الى الأفق البعيد ..... لقد اقتربت عروسه وكشفت عن ملامحها له فازداد حياؤها ,وحاله وما أدراك ما حاله , لقد علا صوته وزفتها أمواجه استقبالا لها كيف لا وقد ملأت الأفق احمرارا , وابتسامته العريضة بدأت تتقلص فهو وبالرغم من اعتياده للقائها كل يوم غير أنه بكل لقاء يتجدد شوقا وبكل لقاء واقتراب يزداد بجمالها انبهار, فيكبت أنفاسه ولا يستطيع فمه الحراك, كيف لا وهي الآن تقترب أكثر فأكثر تكشف أكثر فأكثر, الآن أصبحت كالجمرة ساخنة حارة , لم ولن يطفئ حرارتها غير مياهه.
الآن فهمت أيها الآخر لماذا تغطس الشمس باللحظات الأخيرة بسرعة دون تمهل؟ نعم هو كذلك, هو للخلود هو للعمق هو للاحتواء هو للتجدد.أترى عظمة قوة المياه, هي الوحيدة القادرة على هذا اللقاء المتجدد واحتواء تلك الطاقة ,هذا ما أريده هذا ما أتوق إليه فيك أيها الآخر , هلا سمعتني هلا أنصتت لهتافي عبر هذا البحر هلا أدركت هذا اللقاء.
www.deyaralnagab.com
|