بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 20.06.2009

ماان اشرفت فترة رئاسة جورج بوش في العام الماضي على النهايه حتى طل علينا اسراب من فرسان الفضائيات والكلام الفارغ يتوعدون بوش بالويلات والمحاكم وتقديم الدعوات القضائيه ضد مجرم الحرب بوش, وفي خضم اعراس التهديد والوعيد فاجأنا منتظر الزيدي بحذاءه الذهبي وهو يقذف بوش ويعبر بضربه واحده عن ما يجول في الصدور العربيه من غضب وحقد حبيس على امريكا ورئيسها المعتوه, وما ان بثت شبكات التلفزه لقطة ضرب بوش بالحذاء وحتى نُصبت بيوت الفرح في القلوب العربيه من المحيط الى الخليج, فأصبح الزيدي في لحظة برق بطل الابطال الذي تغنى واحتفى به العرب في اعراس اعلاميه لم تنتهي ولم تنقطع , وجاء ذلك اليوم المقفهر والدامي وبداية العدوان الاسرائيلي على غزه ليقطع حبل عرس الزيدي ويحول العالم العربي الى مأتم كبير ينوح ويصيح ويتأوه لما جرى ويجري من مجا زر صهيونيه بحق الشعب الفلسطيني, وجرى ما جرى وذُبحت ودمرت غزه من الوريد الى الوريد وصمد شعبنا الفلسطيني وما زال صامد بالرغم من هول الدمار والخسائر في الارواح , وبعدما انتهت الحرب التي لم تنتهي وحتى عادت اسراب المهرجين والمحللين المزعومين لتتوعد القاده الاسرائيليين بالمحاكم والويلات والاتهامات بجرائم حرب, وبعد حين وزمن ليس بطويل هفتت الاصوات ولم يعد احد يتحدث عن جرائم بوش او اولمرت اوباراك او حسني مبارك وابوالغيط, وصار الحديث يدور عن ايران وحزب الله وخطورتهما على العالم العربي[ خطورة اسرائيل وامريكا طويَّت تحت الفراش] وصار الحديث مسخا ونسخا الى حد ان تتطابق وجهة نظر عرب العصا والجزره والذاكره القصيره مع وجهة نظر امريكا واسرائيل بكون ايران تشكل خطرا على المنطقه العربيه واسرائيل!, وجاء نتنياهو معزز ا ومكرما الى مضافة شرم الشيخ.. ونسي العرب كعادتهم ماهو جاري في العراق وفلسطين من احتلا ل بغيض وصاروا يشدون ود ملاك الرحمه ورحمة اوباما الذي حل مكان بوش في البيت الابيض, ومن ثم جاء اوباما والقى بجرة عسله في القاهره و من ثم غادر ليلعق العرب مايطيب لهم من كلام اوباما المعسول: دوله فلسطينيه.. ديموقراطيه ..العراق.. ايران.. افغانستان... وعادت الفضائيات كعادتها تخاطبنا قسرا وطوعا وكما تشاء:: ومعنا المفكر البهلوان والمحلل جهيمان والخبير في شؤون وشجون عرب العصا والجزره,, وهات من كلام وتحاليل وبرامج حول كلمة اوباما... اوباما يا اوباما.. انا متفائل... لا انا متشائم ... لا انا متشائل!!, وهكذا دواليك....عفى الله عن ما مضى نسينا بوش واولمرت وباراك ودايتون وقلقيليه واليمن والسودان والصومال, وانتقلنا الى لبنان ودولة الاذاريين [14 اذار و8 اذار] ونسينا بسرعة البرق ان حزب الله المقاوم كان البطل االذي رفع رؤوس العرب في لبنان و وقف في وجه عدوان تموز 2006 وهز الكيان الاسرائيلي بصموده وصواريخه... ذاكرة الارانب ::: نسيناه وصار فجأة ضمن الحزب الفارسي في لبنان الذي يهدد عروبة لبنان واذارياته االمدعومه من معسكر العروبه المزعومه ومعسكر الاعتلال العربي المتمثل في مملكة ال سعود ووكر شرم الشيخ ومعهم امريكا واسرائيل اللذان لوحَّان بالعصا والجزره.. امريكا هددَّت بوقف المساعدات الماليه عن لبنان واسرائيل لوحَّت باعلان الحرب على لبنان وتدميره في حال فوز حزب الله والمعارضه اللبنانيه في الانتخابات البرلمانيه...عصا وجزره ودبابات وطائرات وبارجات!!.... جيد .. وكان لهم مايريدون تحت سوط الكرباج الامريكي والاسرائيلي:: فاز الاذاريون وابوسكسوكه والاقرع والمصَّدي.. لا خيُو هايدي انتخابات لبنانيه ومانُو امريكيه واسرائيليه!...بس يعني بتيعرف الدنيا صارت قءريه وصار ما في فرءق بين واشنطن وتل ابيب وبيروت والقاهره والرياض.. ما علش.. عادي!,, لوَّحُو لنا بالمال و بالعصا والطائرات وركَّاض على صناديق 14 اذار ملينَّاهن وياللو شو ما بعرف باصوات هاللبنانين الطيبيبن اللي يوءقفوا سد عالي ضد القوى " الفارسيه"!.....طائفية ومناطقية ...مش مشكله.. ليك.. ليك.. ما قءريت خيو الصحافه العربيه والعبريه والانجليزيه ثاني يوم الانتخابات اللبنانيه:: شو كانوا فرحانين وشمتانين بهزيمة حزب الله اللي ما قءدرت اسرائيل وامريكا والسعوديه ومصر هزيمتو قءبل عامين ثلاثه.... ذاكر.. مش زمان...قءبل عامين تلاته.. كان العرب من المحيط الى الخليج مكدسين كالعاده امام شاشة الجزيره وبيهتفوا ..حسن يا حسن.. نصر الله يا نصرالله اضرب تل ابيب وما بعد بعد حيفا وتل ابيب.. ودنيا وشعلانه وطوابير الاسرائيليين الهاربه من الشمال الى الجنوب من صواريخ حزب الله.... عفوا... عم بيسموهن بغزه مش صواريخ...حدايد.... منيح:: دمرت اسرائيل غزه وانتهينا وما انتهينا بعد... الحرب مستمره في غزه والله يعطيه العافيه "اخونا" حسني مبارك المبارك نازل بهالانفاق تدمير وتجريف علشان خاطر اخوه العزيز نتانياهو اللي زاروا قبل فتره في مضافة شرم الشيخ.... اليوم عرفنا ان حسني شاطر.. ليش؟.. ما سمعتو في اخبار اليوم:: والله عاملها حسني وطالب من نتانياهو تحديد حدود الدوله الفلسطينيه حتى يطبع معُو العرب ويصير الاسرائيلين يقءصدروا في القاهره والرياض جنبا الى جنب مع اخوانهم في هاذيك البلاد...يا الله...سمُوها بلاد العجايب العربيه::: اكثر بكثير من سواليف الف ليله وليله ... اطحن يا طحَّان هذا العربي في رحى الزمن.. بالمناسبه: طبخة اليمن بتغلي على نار هادئه ورئيسها علي صالح مشرق ومغرِب ينوح ويصيح على الانفصاليين في الجنوب والقوى الاجنبيه الداعمه لهم[ بعد فتره سيدَّعوا انها ايران...امريكا مش معقول: دوله صديقه!!] وينسى ويتناسى ان نظامه الفاسد والفقر المدقع السائد في اليمن شمالا وجنوبا هو سبب تظلُم الجنوب وليس القوى الاجنبيه.. طبعا سيحشدوا قواتهم العسكريه ويلوحوا بها امام الشعب.. العصا فقط بلا جزره...ارانب على امريكا التي تحتل بوارجها مياه اليمن الاقليميه واسود على شعبهُم.... السودان كما تعرفون ايضا بلدا عربيا تمزقه الحروب والسياسه الامريكيه... والصومال لمن لا يعرف هي دوله عربيه وعضوه في الجامعه العربيه احتلها الاثيوبيين وخرجوا منها؟ بدعم امريكي ومزقتها الحروب ولم نسمع احد من عرب العصا والجزره يدين الاحتلال الاثيوبي والسياسه الامريكيه في الصومال!.. ماهو مسموع في العالم العربي هو الجعجعه بلا طحين...لا جديد تحت الشمس ولا نور في النفق ولانهايه.. ضرب وطبطبه وذاكره عربيه قصيره ومهتريه, ورحى الزمن تطحن والعرب يجعجعون: لا فلسطين تحرَّرت و لا القدس بقيت قدسا ولا شئ مقدسا عند العرب:::كل شئ مباح ومستباح: الانسان والمكان مُهان في كل زمان والعصا والجزره الامريكيه والاسرائيليه منذ عقود جاهزه لاخذ زمام المبادره ...يذبحون الاف الفلسطينيين ويستقبلونهم بحفاوه في شرم الشيخ,, ويذبحون ويشردون ملايين العراقيين ويستقبلونهم في بلاد عرب العصا والجزره وكأن شئ لم يحدث.... فرق من النبَّاحه والنوَاحه تملآ شاشات التلفزه والاعلام... سنفعل وسنعمل وهكذا وهكذا ولا شئ يحدث.. تمُر العواصف وتذهب العواطف هدرا ويعود بعد حين المفكرين والمختصين[عرب العصا والجزره] المزعومين يلوكون الكلام نفسه,,,, وما رايك بزيارة اوباما؟؟ هكذا وهكذا::: امه من المحللين والنواحين والردَّاحين والسداحين والكذابين والدجالين.. نُخب الكذب العربي.... لا ربط ولا حل هي هي وهوهو الحال:::غزه محاصره ومُعلقه على انياب رحى الزمن... القدس تُفتَّرَّس قطعه قطعه وشقفه شقفه والردَّاحون والكذابون ما زالوا هُم همُ يكذبون ومعنا من رام الله ومن لندن فطيس وفطَّاس, ومن القاهره جهيلان ومن واشنطن ابوعصا ومن الرياض ابوجزره.....جميعهم كذابون ويكذبون على شعوبهم!!..لم ننقذ لا اطفال فلسطين ولا اطفال العراق ولا اطفال لبنان ولم نحاكم لا بوش ولا اولمرت ولا مبارك ولا باراك....دمنا ووطننا مُباح ومستباح من المحيط الى الخليج!!.. كيف يحدث هذا ان تنتحر غزه على ابواب الوطن العربي؟.. كيف يحدث هذا والقدس تضيع والاحلال والاحتلال الاسرائيلي يبتلعها وما زال المهرجون يسدحون الشعارات سدحا؟ كيف يحدث هذا ان تصمُت امه على قتل وتشريد وتيتيم وترميل ملايين من العراقيين؟؟... كيف يحدث كل هذا الطحن وما زال طحن الكلام مستمر وهو هو,, ومعنا ومعنا وكل قد صنع له ابواق في صناديق مغلقه,, يحضرها عندما يشاء تتحدث لهذه الامه المطحونه... مفكر.. خبير... وزير والقاب كثيره::::::كله كذب في كذب وطحن كلام لا اكثر في الوقت اللتي تستمر فيه الة الامبرياليه والصهيونيه ومشتقاتها بطحننا شعوبا واوطانا جيل بعد جيل عبر رحى الزمن.....شبعنا جعجعه ولا طحين يلوح في الافق!!.. يتسلون بنا : الى حد ان تصبح حياة العرب عباره عن تواريخ فترات رئاسة رؤساء امريكا واسرائيل ورؤساء التحنيط من عرب العصا والجزره.... حروب ودماء ودول كارتونيه ووعود كاذبه والة الطحن مستمره:: تطحن الجغرافيا والديموغرافيا والتاريخ.....يستوطنون في بيوت الفلسطينيون[ في الضفه والقدس مثلا ناهيك عن غيرها الكثير من الفيض] ومن ثم يساومونهم تحت مسميات::: مستوطنه شرعيه واخرى غير شرعيه. .يطلبون التجميد فقط.....يبنون الاسوار العازله ويدمرون القرى الفلسطينيه ويفرضون الوقائع وهناك من يجلب دايتون ليدرب فرق فلسطينيه تحمي ما فرضه الاستكبار والاستعمار الصهيوني ....يذبحون العراق شعبا ودولة ويتحدثون عن ديموقراطيه تحميها مرتزقه مجلوبه على ظهر دبابات امريكيه هرَّسَّت رقاب ملايين من العراقيين.....في محطة انتظار قطار الزمن ينتظر العرب منذ عقود الفرج...ينتظرون انتخابات امريكا وانتخابات اسرائيل وخطاب اوباما وخطاب نتانياهو ولا ينتظرون شئ من ذاتهم .. لا انتخابات ولا خطاب رئيس عربي ولا شحار بين!!!.. انتظار في انتظار ورحى الزمن تطحن الوطن العربي وتطيح به من عام الى عام الى اسفل درجات السلم العالمي والانساني.. كل اشكال العبوديه والاحتلال التي انقرضت في العالم موجوده فقط في العالم العربي..... اخر خبر: حسني مبارك يصرح بانه قد طلب من بنيامين نتانياهو ان يحدد حدود الدوله الفلسطينيه؟؟...صدق او لا تصدق!..... هذا هو الموجود لاغير... مهرجين متسولين ومتوسلين على ابواب تل ابيب وواشنطن.... وانطُر يا بعير حتى يأتيك الشعير!...هذا هو حالنا العربي!!.. عرب مُدجنون بالعصا والجزره ومُهجنون حضاريا واعلاميا بالاعلام ...هذه هي الحقيقه...روَّجوا لخطاب اوباما والان يروجون لخطاب نتانياهو.... انتظروا ومن ثم انتظروا وصيحوا ونيحوا كما تشاءوون... لاشئ جديد سوى دائرة الكذب والمحللين والمفكرين الاشاوس الذين يملأون شاشات فضائيات عرب العصا والجزره والجعجعه بلا طحين.. نتمنى على كل هؤلاء الدجالين والكذابين ان لايطلو علينا مرة اخرى....سنُحاكم ونُحاكم بوش واولمرت و وا وا الخ ...لم ولن تحاكموا بِس ولا حتى فأر.....مجرد جعجعه بلا طحين!!..... والسلام عليكم اين ما كُنتم وتواجدتُم!!!