ليتسع صدرنا أمام فتح، ولننجح المؤتمر!!
بقلم : امينة عودة ... 30.07.2009
في هذه اللحظات الحاسمة تتجه أنظار الفلسطينيون والعالم اجمع لمدينة بيت لحم مهد السيد المسيح، وهي تستعد، لاحتضان المؤتمر السادس لحركة فتح، الذي طال انتظاره عشرون عاما، أمام هذه التظاهرة الوطنية، تتواصل الترتيبات والتحضيرات، وما زلنا بانتظار المد والجد من حركة عرفت بتاريخها وعطائها، ومواقفها التاريخية من قضايا الحسم الوطني على الساحة الفلسطينية، ساعات قليلة تفصلنا عن المؤتمر، ولا زال الحراك يتواصل على كافة الأصعدة، ولا زالت بعض القضايا العالقة، تأخذ مكانها قبيل الانعقاد، وقنابل دخانية تقذف هنا وهناك، لإعاقة تقدم تيار أمام الأخر.
ونحن الفلسطينيون، ونظرا لأهمية فتح، وبصفتنا الجدار الواقي لهذه الحركة المجيدة، نراقب عن كثب ما تشهده الساحة الفتحاوية ومحيطها، من سجال فلسطيني وعربي وإسرائيلي حول مسائل تنظيمية وسياسية ومصيرية، وهناك من يهز برمحه كمخلص للحركة من حالة الترهل والتراجع التي شهدتها خلال السنوات الماضية، وتتسع أسواق المبايعة والتنافس والجدل في الداخل والخارج وغزة، إلى جانب قوائم الاعتراضات المعلنة والصامتة المتعلقة بالعضوية والتحضيرات والاستعدادات للحسم، وهناك من يهدد باستقالته إذا لم تنفذ رغبة هنا وهناك أو وصية.
إلى ذلك هناك أمور لم يقر بها، ذات علاقة بالعضوية والمشاركة، تتعلق بأعضاء المؤتمر القادمين من خارج الضفة الغربية، فماكنة التحريض الإسرائيلية تشن حملة تحريض من جهة، في حين هناك من لم يبت بأمرهم من المشاركين حتى اللحظة لأسباب فلسطينية.
ومن هنا من مدينة السلام، وعلى شرف هذا العرس الفلسطيني تتطلع بيت لحم وأهلها هذه المدينة التي كرمت بالسيد المسيح، إلى جانب ما شهدته من مناسبات وطنية ومآثر، تتطلع أن يتتوج هذا النشاط الهام بتوافق وإنجازات عظيمة خدمة للمشروع الوطني الفلسطيني، وعلى رأسها موضوع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمصالحة الوطنية.
ولا بد من الدلالة هنا، إن هذا المؤتمر سيعقد على بعد أمتار من كنيسة المهد ومسجد عمر بن الخطاب، والأقصى المبارك وعليه ومن بيت لحم مدينة السلام ومن القدس زهرة المدائن نتوجه برسائلنا، وفي هذه اللحظات الحاسمة، لجميع من يهمه الوطن والمواطن وقضيته العادلة، أن يتسع صدره، لتقديم التسهيلات والدعم لحركة التحرر الوطني فتح، لإنجاح مؤتمر التصدي للاحتلال واجتثاث الاستيطان، والترفع عن اتخاذ أية إجراءات قد تعيق تحرك، بفتح الباب للحجيج لمهد السيد المسيح، لنساهم جميعا في التجديف الايجابي لقارب نجاة طال انتظاره، تيمنا بما قيل على لسان العرب، المستحيلات ثلاث الغول والعنقاء والخل الوفي فأن ظفرت بطرف خل تمسك به فـأن الخل في الدنيا قليل.
ما يسود من أجواء، ليس بغريب على حركة تعتبر حاضنة للمشروع الوطني، وتمثل كافة تيارات البيت الفلسطيني بكل أطيافه، والتشكيك نزاهة هنا وهناك أمر مقبول، فساحات المؤتمر قادرة على وقف استخدام أية أسلحة تعرقل الانتماء الفتحاوي، نود ان نؤكد ان حل النزاعات الداخلية ومواجهة ألازمات، يجب ان يمر عبر الحوار المتمدن والديمقراطي الخلاق، بعيد عن زج اتهامات، قد تشغل نيرانا وهمية نحن كفلسطينيين في غنى عنها.
وليتربع من يتربع من فتح على سدة الثوري والمركزية فالساحة أدرى برجالها، ما نتطلع إليه قيادة قادرة على النهوض ببرنامج سياسي اجتماعي اقتصادي يؤمن للشعب الفلسطيني، ما يتطلع إليه من طموح طال انتظاره، في تحقيق إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس.
وفي الحقيقة علينا ان نشير هنا اننا وأمام متابعة للوقائع على الأرض، لم نشهد خلافا على برنامج سياسي، ولم نغالط احد، إذا ما جزمنا اننا لم نسمع من لديه النية لتقديم تنازلات، قد تلحق اضرارا بالمشروع الوطني، وما يسود من صراع ما بين الأجيال، يجب نأخذ بعين الاعتبار اننا امام جيل الـ It والـ هاي تيك اللهم لا حسد، ومن الضرورة بمكان متابعة هذه التطورات الى جانب القدرات والخبرات والتاريخ والحاضر والمستقبل، مع ضرورة توظيف عامل المهارات العالية والوقوف في وجه تقديم الولاء الاشتراطي، نتطلع الى ما هو ملموس على الأرض من توافق وانسجام واتفاق وعطاء. وفي الوقت نفسه نؤكد اننا نرفض حصار فتح او مصادرة أرصدتها التاريخية وحكمتها في السنين العجاف، وتصديها وصمودها في ساحات القتال. وفي ختاما مقالنا نردد ما قاله ابو الطيب المتنبي رحمه الله : ان السلاح جميع الناس تحمله...... وليس كل ذوات المخلب السبع
الكاتبة: صحفية فلسطينية دائرة العلاقات القومية والدولية منظمة التحرير الفلسطينية
www.deyaralnagab.com
|