logo
العادات البدويه..شهر رمضان والعيد ايام زمان!!..ج2..ح4

بقلم : ماجد البلوي ... 4.10.08

بسم الله الرحمن الرحيم.. اهنيء الدكتورشكري الهزيل و اسره ديار النقب والقراء الاعزاء بحلول عيد الفطر المبارك اعاده الله على الامه العربيه والاسلاميه باليمن والبركات ورجوع اوطاننا الينا ان شاء الله..اخواني الاعزاء اليكم تكملة حلقه شهر رمضان..في العشر الاوآخر من شهر رمضان يكون الناس ينتظرون ليله القدر وبعضهم يقضي الليل يصلي ويدعو ربه ان يغفر له ويدخله جنته علمآ انه لم تكن عندهم صلاة التراويح ولا القيامه ولا توجد مساجد مثل المدن ولا يوجد من يفقهم في الدين الا في حالات نادره عندما يجيء احد اولادهم المتعلمين في المدن او احد المتعلمين في الازهر ويطلقون عليه أزهري..ويكملون صيام الشهر ويقدمون زكاة صيامهم كل واحد فيهم لجاره او اخيه او المحتاج لها..ويقوم الاخ او الجار باعطائه الزكاه لمن اعطاه الزكاه اي كل منهم يعطي زكاته للآخر ويقول له هل تقبل زكاتي ويسمونه(المقارضه)وتكون من الفلوس غالبآ وبعض البدو يعطون زكاتهم شاه او خروف او قمح .. ولا يعرفون دخول يوم العيد وبعضهم يكون يوم العيد صائمآ ولا يعرف ان يوم العيد قد دخل وان شهر رمضان انتهى.. ويوم العيد يبدأ الناس بالمعايده على بعض كل واحد على جاره..ويقولون( من العايدين ومن الفايزين) ويسلمون على النساء كبيرات السن ولا يوجد حرج في ذلك لأنهم كلهم من الجماعه وقرايب لبعضهم..ويقوم البدوي ويقدم القهوه لمن جاء يسلم عليه ويقدم له خبز صاج خاص مدهون بالسمن او زيت الزيتون ومرشوش عليه سكر ويسمى عندهم(البصامي)وهو بمثابه الحلوى عندهم.. وصدقوني انني وجدت هذه الاكله عند البدو الاتراك في منطقه الاسكندرون عندما كنت اعمل في التجاره من تركيا في ذلك الوقت وصادفني عيد الفطر ويصنعونها مثلنا وعندهم بيوت شعر مثل البدو عندنا ولهم اغنام ووجدت هذا الاكله حتى عند بدو الاكراد في ديار بكر التركيه ويقدمون القهوه العربيه كذلك.. وديار بكر في اقصى الشرق من تركيا وتبعد عن انطاكيه اكثر من1500 كيلو متر.. وان دل هذا الشيء على شيء فهو يدل على تواصل البدو في تركيا مع البدو الموجودون في سوريا ومع بدو العراق المتواجدين حول نهر الفرات واكثرهم من الرووله من عنزه ومن شمر وجميعهم من الجزيره العربيه..ولنرجع لبدونا انهم يكونوا مسرورين بيوم العيد والاطفال كذلك يكونوا اكثر سرورا.. ويقدم بعض البدو ذبيحه عيديه ويعزم عليها غداء او عشاء وبعضهم يجعلها فطور اي(ضحويه)قبل الظهر..ويقدم البدو حلوى تسمى (الراحه او الحلقومه)وهي مصنوعه من النشاء مع السكر ويجلبونها من المدن الكبيره مثل مدينه غزه او بئر السبع اوالخليل ويجلبون معهم حلوى تسمى( حلوى كعيكبان) ويقدمونه للأطفال ويقولون له(حلوى محمح) ويقدم البدوي لمن يعايده التمر كذلك ويسمونه(العجوه)..ويكون البدوي يوم العيد لابس اجمل ثيابه المكون من ثوب عادي او ثوب مشقوق من اعلى الثوب من الامام الى القدم ويسمى(دمايه)وغتره بيضاء او حمراء ويلبس المحزمااو(المجلاد) المليان بالرصاص مع المسدس على جنبه وهم يعتزون بالاسلحه والخيل والابل كذلك.. وبعضهم يضع (الشبريه) الخنجر على جنبه وهذه الشبريه لا تفارقه في الايام العاديه ويتفاخر البدو في اول شبابهم بحمل الشبريه وكل من يحملها في الصغر انه لحق بالرجال واصبح رجلآ كذلك.. وتلبس النساء اجمل ثيابهن المطرز بايديهن ويكون من الحبر الاسود ويسمونه ثوب(الدس)وبعض ثياب النساء تلبس الثوب( بردان او بزمام) وبعضهن يكون عندها برقع من العمله الفضيه القديمه ويضعنه على الوجه وتفتخر بعضهن ان هذا البرقع(دقه سواركه) لثقله وجوده نوعيته نسبه الى قبيله السواركه العريقه ولشهره نساء هذه القبيله في صناعته ويكون عند المرأه (شناف او زميزمه)على خشمها كذلك وكان هذا يعتبر المكياج لبعض نساء البدو مع السيال الذي يدقونه على ذقن المراءه وكانت النساء تلبس المحزم الاحمر المصنوع من الصوف وتضعه على وسطها وتلبس (القنعه )على رأسها وعندما تتقنع المرأه فلا ترى الا جزء من عين واحده لها وهي تشبه الطرمبيل الذي له ضوء واحد وبعض الاجانب يقول كيف ترى هذه المراءه طريقها كل هذا من شدة الحياء عند البدو وحفاظهم على المراءه..ويجيء وقت العيد من المدينه ناس يسمونهم (جبليه او النور) على الحمير او البغال الى البدو ومعهم قرود يشحذون الطحين والفلوس ويعرفون ان البدو كرماء في العطايا ويقومون بترقيص القرد ويقوم القرد بالرقص ويحمل العصى وصاحبه يدق له على الطبل وهو يرقص على الوحده ونص والناس يتضاحكون والاطفال كذلك.. وبعدها يقوم صاحب القرد بسؤآل القرد كيف تنام العجوز ويقوم القرد بتكوير نفسه ويقلد نومه العجوز تمامآ ويسأله كيف تنام الصبيه ويقوم هذا القرد بتقليد الصبيه الحالمه في احلى نومه لها طبق الاصل..ويسأل الجبالي القرد: كيف تعجن المراءه خبزها..ويقوم هذا القرد بتقليد المرءه البدويه وهي تخبز على الصاج ويضع الحطب تحت الصاج مثل ما تعمل المراءه بل انه يقلد المراءه عند اشتداد دخان الحطب كيف يعمي هذا الدخان عيون المراءه وحتى ان خشمها يصير يسيل من الدخان وتقوم بمسح خشمها بردن ثوبها بنفس الطريقه التى تعملها المراءه وبطريقه تضحك الناس جميعآ..ويقوم النور بالذهاب الى اغلب بيوت الشعر ويشاهدهم اغلب النساء والاطفال ويضل الناس مده من الزمن وهم يتحدثون عن القرده بل ان البدو بعد مده من الزمن يسمون السنه سنه ما جاءهم النوَّر مرقصين القرود وتعرف هذه السنه بسنتهم.. ولا يخرج هؤلاء الا وهم معهم كميه من الطحين والمؤن من البدو ويذهب هؤلاء عرب اخرى..وكان هذا الكرنفال في العيد يعد من اعظم فرق السيرك في الباديه في تلك الايام بل واقدم سيرك في العالم.. وكانت ايام الاعياد في الصحراء من احلى الايام بل ان البدو ان ولدت زوجته له يوم العيد ولدآ أسماه عيد وان كانت بنتآ سماها عيده وفي عيد الاضحى يسمون المولود عرفات نسبه الى وقوف الحجاج على جبل عرفات تبركآ بهذه الاعياد وكما يسمون اولادهم رمضان تكريمآ لشهر رمضان ويسمون جمعه تكريمآ ليوم الجمعه.. هكذا كان رمضان والاعياد في الباديه.. اخواني الاعزاء ارجوا انني اعطيت شهر رمضان والعيد حقه..(وان أجت فهو توفيق من الله وان اخطئت فهو من نفسي)والسلام عليكم ورحمته الله وبركاته.. وكل عام وانتم بخير .. اخيكم/ماجد البلوي


www.deyaralnagab.com