العادات البدويه .. شهر رمضان المبارك ايام زمان .. الجزء1..الحلقه3
بقلم : ماجد البلوي ... 31.8.08
بسم الله الرحمن الرحيم.. اهنئ اسرة ديار النقب وعلى رأسهم الدكتور شكري الهزيل بقدوم هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك اعاده الله على الامه العربيه والاسلاميه باليمن والبركات.. وكل عام وانتم بالف خير..اخواني الاعزاء ولتكن حلقتنا لهذا الاسبوع عن عادات البدو عن هذا الشهر الكريم .... وعندما يهل هذا الشهر عند البدو في الصحراء فهم لا يعرفون ايام زمان عن موعده مئه بالمئه مثل سكان المدن بل حسابات لديهم وعند رؤيتهم للهلال او عند مجيء احدهم من المدينه ليعلمهم عن موعد قدوم رمضان.وعند رؤيتهم للهلال يدعون الله ان يبلغهم هذا الشهر الكريم ويساعدهم على صيامه وقيامه.لأنه صيامه في تلك الصحاري والقفار وفي تلك الايام الحاره من اصعب الايام عندهم في ذلك الوقت وحتى ان بعضهم اذا كان هناك ماء او غدير قربهم فانه يغمر نفسه في ذلك الغدير وهو لابس ملابسه عده مرات في اليوم حتى تعطيه البروده لجسمه. يبدأ يوم الصيام عندهم وقت السحور من بعد نصف الليل بأن يأكل البدوي بعضآ من الخبز مع اللبن او الحليب او قمر الدين ويضيفون له بعض حبات التمر الذي جلبوه من المدينه سابقآ وللعلم ان قمر الدين من اقدم صناعات المأكولات المجففه في بلاد الشام وكذلك التين المجفف(القطين)ويكون عندهم تمر من العراقي اشتروه من سوق احدى المدن القريبه منهم ويكون في قفاف من جريد النخيل وخسفه تدعى(قفه)وللعلم ان العراق كان يزود اكثر الدول العربيه والاسلاميه المجاوره له بالتمر والتمن وهو نوع من الارز يوجد.ويعتبر من مؤنه البدو.. ويبدأ الامساك من أذان الفجر ويقوم بعض الناس باللآذان للصلاه ويعرف الناس انه حان وقت الامساك. وهكذا يبدأ اغلب البدو صيامهم.. المرأه تقوم بعملها وهي صائمه وكذلك الرجال كل يقوم بعمله من رعي او اي اعمال اخرى في ذلك الجو الحار القائظ ويكون بعض المدخنين منهم (منقرس على سيكاره من دخان الهيشي) وبعضهم تكون اعصابه موصله على الاخير وممكن يعمل مشكله كبرى وليس عنده صبر من هذا الدخان اللعين الذي اصبح آفه على العالم اجمع..وعند العصر تقوم النساء بتحضير الفطور على نار الحطب طبعآ من الاكلات الشعبيه مثل الجريش المطبوخ بأللبن ويضاف اليه السمن وبعضهم عدس وبعضهم اكله مطبوخه من بندوره ناشفه مغليه على النار ويوضع معها كسرات من الخبز الناشف وتسمى(المشوطه)وبعض النساء يعجن من طحين البر عجينه ويعملها قرص يوضع على حصى النار والسكن بأن يحرك الجمر بعيدآ بعود ويبقى الاحجار الصغيره الحاره والسكن ويوضعها على الحجاره الصغيره التي سبق ان ازحنا عنها الجمر وتقوم المرأه بترجيع ذلك الجمر فوق القرص ودفه به لمده تعرفها المرأه ان هذا القرص نضج واستوى وتقوم باخراجه من تحت الجمر وتدعه دقائق ليبرد وبعدها تقوم بضربه بالعود ضربآ لينآ من جميع الجهات ليخرج من هذا القرص جميع الاحجار والسكن العالقه به وتقوم هذه المرأه بتقطيعه الى كسرات ولقيمات وتضعه في صحن يسمى الدبسي حسب من يفطرون مع زوجها او من في البيت وبعد تقطيع القرص تضع عليه البن وتعمل حفره في وسط الصحن وتضع به السمن البلدي وتسمى هذه الاكله عند البدو( الخميعه او المجمره او المجلله)او القرصان بالسمن وهي من اجمل الاكلات البدويه ويصنعها الرجال في رمضان وغير رمضان وعندما يحين الغروب يتوجه الرجال كل واحد بفطوره الى (الشق) او مجلس كبيرهم للافطار سويآ ويشكلون سفره دائريه او مستطيله عليها من جميع الاصناف من الاكل وبعضهم يجلب معه خروفآ مطبوخآ للأجل الصدقه والاجر.. ويكون بعض الضيوف او عابري السبيل موجودون في هذا المجلس ويتبارك البدو بوجودهم لكسب افاطرهم والاجر من الله تعالى. وعند تواجدهم في المجلس قبل الافطار يقوم المدخنون منهم بلف خمسه او سته سجائر من علبه الهيشي او الكيس او الغليون ويضعهم امامه وعينه عليهم وهو يتململ مستعجلآ موعد الافطار.. ومع غروب الشمس يبدأ احدهم بلآذان ويقوم الاطفال عند سماعهم الآذان يقولون باعلى اصواتهم( الصايم يفطر او افطر يا صايم) ليبدأ الجميع باللافطار مع قولهم(صومنا لله وافطرنا على ما قسم الله الهم اقبل صيامنا) ويبدأون باكل حبات من التمر اولآ وبعدها فنجال من القهوه وبعضهم من شده العطش يشرب مائآ وله خاطر ان يشربه كله وبعضهم يأكل لقمه او لقمتين ويسرع للدخان اللعين ليشربه لأنه منقرس على السيكاره وهو يكون مستعجل على الآذان اكثر واحد.. وبعد الافطار يحمدون الله على نعمه ويصلون المغرب وبعد الصلاه يعودون للمجلس بعضهم يشرب القهوه والشاي وهذا الشاي لم يعرفه البدو الى قريبآ مع انكسار تركيا و بدايه دخول القوات البيرطانيه الى العالم العربي في الحرب العالميه الأولى عندها ظهر الشاي وظهر السكر على شكل قوالب مخروطيه الشكل ووزن قلب السكر حوالي 2 كيلو تقريبآ وكانوا يكسروه الى قطع قبل وضعه في (بكرج الشاي)البراد.وظهر مع القوات العسكريه البيرطانيه وبعدها انتشر في الاسواق. وقبل ذلك كان البدو يشربون القهوه والقرفه والجنزبيل والميرميه او كما يسميها البدو(المرمريه)كما كانوا يشربون الينسون والحلبه وبعض الاعشاب البريه مثل البابونج والشيح والبعيثران والقيصوم والزعتر البري هذه كانت مشروباتهم وهل يوجد احلى من هذه الاعشاب الطبيه. ويظل الرجال يتسامرون ويتحادثون في رمضان الى موعد صلاة العشاء بعضهم يصلي العشاء والتراويح وبعضهم يذهب الى اهله و بيته يسولف مع عياله ولينام مرتاح البال. وعندما يحين موعد السحور يبدأ بعض الاولاد ويكون معه سطل ويدق السطل بعصا تكون معه ويقول هو واصحابه بصوت واحد (يا نايم وحد الدايم)ويصحى العرب وتقوم النساء بتحضير السحور الذي يكون من وجبه خفيفه حتى لا يعطشوا في النهار.. ويظل البدو الى نهايه الشهر على هذه الحال.. ويكون عند البدو نهار الخميس و ليله الجمعه من رمضان افطار عشاء يسموها (رحمه)او عشاء اموات او صدقه وتكون من الجريش او اللحم او دجاج بلدي عند البدو يسمى دجاج(العتاقي)والعتقيه هي الدجاجه الكبيره البياضه ويكون لها عند طبخها طعم طيب وهذا هو عشاء الاموات عند البدو وفي احد عشاء الاموات عندهم كان عندهم ضيف تاجر من الفلاحين وصار يدعي للبدو بعد ان رفع يديه الى السماءو قال الله يكثر من امواتكم؟؟والبدو يرددون من بعده ويقولون (آمين). وكل ليله جمعه يكون عندهم عشاء اموات في رمضان الى قرب نهايه رمضان.. وكان بعض البدو في تلك الصحاري والقفار يصومون اليوم الاول واليوم الثاني من عيد الفطر وهم لا يعلمون بنهايه شهر رمضان ودخول عيد الفطر. لبعدهم عن المدينه ولعدم معرفتهم بنهايه الشهر الكريم وفي الحلقه القادمه سأكمل بقيه الحديث قرب نهايه الشهر ودخول عيد الفطر السعيد وكل عام وانتم بخير..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اخيكم:ماجد البلوي.. تبوك/السعوديه
www.deyaralnagab.com
|